رئيس التحرير
عصام كامل

أوباما "المرتد" نكص على عقبيه


هل يحتاج شهر العسل الأمريكي - الإيراني أن يدير أوباما ظهره للعرب؟
سؤال طرحته زميلة بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي.. أجبتها: أوباما نزع عن نفسه ورقة التوت أمام "العرب السنة" الذين تحدث عنهم.


قالت: خلاصة كلام أوباما أنه يدعم إيران على حسابنا؛ لأنها وافقت على اتفاق "لوزان" لتأجيل طموحها النووي.. رددت: أوباما باع العرب منذ البداية، وورث المشروع الإيراني من أسلافه الذين دعموا "الثورة الخضراء"، وسلموا الحكم إلى الخميني، على أن تتمدد إيران الشيعية في الدول العربية، فإن نجحت وسيطرت تحقق أمن إسرائيل، وإن فشلت تبدأ حرب طائفية بين سنة العرب وشيعة إيران، ما يضعف الطرفين ويحقق أيضا أمن إسرائيل.

قالت: لكن الخلاف الأمريكي – الإيراني بلغ مداه، والعقوبات الاقتصادية فرضتها الولايات المتحدة على إيران منذ سنوات!!.. قلت: عندما شكت أمريكا أن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار، دخلت العراق وأعدمت صدام وقضت على جميع المؤسسات ونهبت النفط والثروة، وقبل أن تغادرها سلمت الحكم إلى الشيعة الموالين لإيران؛ لتصبح العراق تحت وصاية الولي الفقيه.. فلماذا لم تتعامل أمريكا مع إيران بنفس سيناريو صدام حسين والعراق، رغم أن "نووي" إيران معلن واقترب من نهايته، لكن تدمير العراق تم لمجرد شكوك ثبت كذبها!!

تابعت: اتفقت الصهيونية الأمريكية منذ سنوات، على تسليم المنطقة إلى إيران الشيعية، فمن ناحية تحقق حلم الإمبراطورية الفارسية، ومن ناحية ثانية تمنع "العرب السنة" من محاربة إسرائيل لاستعادة فلسطين، لذا مخطئ من يعتقد بوجود خلاف بين إيران وأمريكا وإسرائيل؛ لأن التبادل التجاري والاقتصادي بين إسرائيل وإيران لم ينقطع يوما، وما يحدث من مناوشات وتهديد متبادل مجرد "شو إعلامي" لخداع العرب.

والأمر نفسه بالنسبة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران؛ لأن دولة الولي الفقيه تحصل على ما تريده عن طريق لبنان والعراق وسوريا الخاضعة لولايتها.

قلت لزميلتي: أعود إلى أصل الحكاية وسبب اختيار أوباما من قبل اللوبي الصهيوني ليصبح رئيسا.. أولا لتكوينه الثقافي المتعدد المشارب، فهو كيني – أمريكي، عاش وتربى في إندونيسيا، كما أنه نشأ مسلما وعرف الدين جيدا، ثم "ارتد" وتحول إلى المسيحية في سن المراهقة، ولأنه درس الحقوق وعمل بالمحاماة والتدريس، بات بمقدوره التأثير في الدول حسب لغتها ودينها. 

من هنا اتفق مع "الإخوان"، وواصل العمل سريًا مع إيران، وأقنع دول الخليج بأنه "حامي الحمى"، وتحدث عن وسطية وسماحة الإسلام في جامعة القاهرة عندما زار مصر، وضمن دعم دول أفريقيا باعتباره من أبنائها، كما اتفق مع الاتحاد الأوربي على تقسيم المنطقة بأيدي أبنائها، وتعاونا معًا لتمويل وتأهيل الخونة وتدريبهم على هدم بلدانهم بـ "الفوضى الخلاقة".

في البداية، نجحت فوضى أوباما في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، وتولى "الإخوان" الحكم بالتزوير.. وفي غمرة إحساس أوباما بزهو اقتراب تقسيم مصر، جاءته الضربة القاضية في 30 يونيو وما تلاها. 

أراد أوباما الالتفاف على النجاح المصري ودعم الخليج للرئيس السيسي، بأن أوعز لإيران بالاستيلاء على اليمن، ثم يتبعها السعودية والبحرين والكويت والإمارات، مع تهديد "قناة السويس" عن طريق "باب المندب".. لكن جاءته الصفعة بجيش عربي موحد، يدفع عن اليمن شبح التمدد الإيراني.. ولم يكن أمام أوباما إلا استكمال الفيلم الهوليوودي بإعلان نجاح المفاوضات مع إيران وتوقيع اتفاق "لوزان"، ورفع العقوبات عنها.. أي أنه بات بمقدورها تصدير النفط والتسليح، وتهديد جيرانها من "العرب السنة" كما تشاء.

أوباما "المرتد" نكص على عقبيه بعد الاتفاق الإيراني؛ حيث "بلع" تعهداته السابقة بحماية الحلفاء العرب، وأبدى تحولا مشبوها في السياسة الأمريكية بدعوته الدول "العربية السنية" في الخليج إلى "معالجة المشكلات السياسية الداخلية"؛ لأن التحدي الأكبر الذي يواجهها يتمثل في إرضاء الشباب الغاضب!!

استخدم أوباما - خلال تصريحاته الطائفية - تعبير "العرب السنة"، ولم يقل أبدا "إيران الشيعية"، بل على العكس دافع عنها و"أنها لا تمثل خوفا أو تهديدا للعرب".. متجاهلا أنه من صنف إيران ضمن محاور الشر، وأنها ترعى الإرهاب، وحذر العالم من التعامل معها أو الوثوق بها.. فكيف يريد من "العرب السنة" أن يأمنوا شرها وخطرها بين ليلة وضحاها، وهي التي تتوسع في العواصم العربية تباعا، وتتبنى مليشياتها كثيرا من العمليات الإرهابية في بلادنا؟!
الجريدة الرسمية