خطة إسقاط الدولة
ما يحدث الآن هو إسقاط مصر فى هاوية سحيقة بفعل قوى الظلام والإظلام، مصر منقسمة على نفسها، اقتصاد يلفظ أنفاسه الأخيرة، ثورة فى محافظات مصر وسط إرهاب الداخلية وسقوط القتلى والمصابين يوميًّا، مواكب الشهداء تجوب عدة مدن، مصر تتشح بالسواد، رايات الحزن ترفرف على بيوت المصريين، ما كل هذا السواد؟!
قوى الظلام التى أدمنت العمل تحت الأرض فى سرية تامة، أصابها سُعار السلطة، بعد استيلائهم على الحكم بطرق احتيالية لا تختلف كثيرًا عن خدعة الثلاث ورقات فى الموالد الشعبية، تزوير وتدليس ورشاوى وإرهاب بالسلاح فى مواجهة شعب أعزل، والآن ينفذون خطة حرق مصر وإسقاط الدولة.
الكارثة هى المؤامرة الإخوانية لبث الفرقة بين الجيش والشعب، وتقويض الشرطة وتفتيت القضاء، وهى الأعمدة الرئيسية الثلاثة لبناء أى دولة، والزعم بأن مجهولين هم من يدبرون المؤامرات لإسقاط الدولة، تمامًا كالخدعة الشهيرة التى أطلقها الإخوان وروج لها زَمّاروهم وطبّالوهم وكدّابو زفتهم التى تقول بوجود "طرف ثالث" هو المتورط فى هذه الجرائم، والسؤال المحورى هو: إذا كان الرئيس وحكومته وكبار المسئولين فى الدولة لا يعرفون "الطرف الثالث" فهم جميعًا فاشلون يجب الإطاحة بهم فورًا، فمصر الحضارة والتاريخ والمجد لن يحكمها هواة ومدعو سياسة وحكم.
عندما أقسم مرسى اليمين ثلاث مرات، فى التحرير وفى المحكمة الدستورية العليا وفى جامعة القاهرة، فإنه لم يَبَرّ بقسمه، بل حنث ثلاثًا، فلم يكن مخلصًا لهذا الوطن ولم يَرْعَ مصالح المواطنين، ولم يحفظ سلامة أراضيه، فها هى سيناء قد سلمها لحماس ولكتائب عز الدين القسام، وورط الجيش فى حماية المدن، بينما مهمته المقدسة هى حماية حدود الوطن برًّا وبحرًا وجوًّا، بل أعمل الرئيس آلة قتل المتظاهرين فى بورسعيد والإسماعيلية والسويس والدقهلية والمحلة وغيرها، بإصداره الأوامر للشرطة بالتعامل بعنف مع الثوار، ولأن الجيش ينحاز للشعب، فقد دافع عن المتظاهرين، وقام بحمايتهم، فصدرت الأوامر للشرطة بضرب الجيش، هل بعد هذا حماقة واستخفاف بأبناء مصر وبالدولة المصرية؟
إن لم يتوقف مرسى وبديعه وشاطره وغزلانه وميليشياته عن هذه الأفعال الخرقاء فيجب أن يثور الشعب بكامله عليهم وإسقاطهم وإعادتهم إلى الجحور التى خرجوا منها.