رئيس التحرير
عصام كامل

"توكل" تمدح الجيش المصري.. إشارات المؤامرة كاملة!!


هل تؤمن حقا بأن ما جرى في 30 يونيو أنقذ مصر والمنطقة من مخطط كبير؟
إن كنت تؤمن بذلك.. فمن يا ترى صاحب المؤامرة؟.. إن قلت إسرائيل وأمريكا، فمن الطبيعي إذن ألا ترضى إسرائيل وأمريكا عن التحالف الخليجي المصري والإصرار الخليجي على دعم مصر ومحاربة الإخوان.. وبالتالي لا يمكن أن تكون أمريكا طرفا في تحالف ضد مصالحها بل قضى على مخططها الكبير.. من حقك ألا تكون مع الطرح السابق، ومن حقك أن ترفضه.. لكننا سنكمل الكلام لمن يؤمنون به ويصدقونه ونقول:


المخطط القديم الجديد الدائم هو استبدال الصراع العربي الإسرائيلي بصراع طائفي لا فائز فيه، يدخل المنطقة في صراعات لا نهاية لها إلا بدمار المنطقة بالكامل وبسببه تبقى إسرائيل قوى عظمى إقليمية وحيدة.. وفي السنوات السابقة وبالتزامن مع أزمات مذهبية سنية شيعية محدودة في مناطق محددة في العراق وباكستان، انطلقت قنوات فضائية مشبوهة لا نعرف مَن وراءها بشكل مباشر هدفها الوحيد التراشق بين المذهبين وإشعاله ومعه اشتعلت حدة الهجوم السلفي على الشيعة تكفيرا وتحريضا!

لم يكن ما سبق كافيا، فتم التخطيط لأن تكون المواجهة أكبر وأوسع على الأرض، وتشكلت تنظيمات وصفت في وسائل الإعلام الغربية بأنها سنية، على اعتبار أنها تقاتل حكومات شيعية في العراق وسوريا، وبين كل ذلك ومعه وقبله برزت الظاهرة الحوثية!

ولأسباب تخص أمنها، قامت السعودية بالتحرك في اليمن ضد الحوثيين.. ولأسباب تخص التحالف العربي والمصري الخليجي تحديدا وعدم فشله في أول اختبار له، ذهبت مصر إلى التحالف هناك.. ووظفته كمدخل مناسب للقفز لتأمين باب المندب وللتواجد في المعادلة بدلا من أن ينفرد بالوجود فيها الإخوان وغيرهم في اليمن!

وبينما إخوان العالم كله يسبون مصر وجيشها ورئيسها، يتوقف إخوان اليمن عن ذلك بل تهدد "توكل كرمان" حسن نصر الله بالجيش المصري الذي لم تتوقف عن سبابه.. الإخوان في اليمن ومعهم توكل يريدون الجيش المصري يتورط هناك في هذه اللحظة أكثر وأكثر.. إنه الخاتم الأساسي لتتحول الحرب إلى حرب سنية شيعية.. ولكن لأن مصر تدرك الأمر كله، يصرح رئيسها بأن الحرب سياسية فقط.. ثم يطرح مبادرة للحل السلمي والحوار.. ثم يذهب وزير الأوقاف المصري إلى الكويت ليكرم المرجع الشيعي الكويتي المعروف السيد أبو القاسم الديباجي، بل قلده قلادة التسامح والسلام!؛ لترسل مصر الرسالة إلى الجميع وهي: "المعركة ليست مذهبية ولن تكون"!

بعض السلفيين في مصر بغباء معهود، يهاجمون وزير الأوقاف بل معهم قوى أخرى غير سلفية دون إدراك أن وزير الأوقاف لا يمكن أن يفعل ذلك منفردا!!.. ويتصور البعض أن التحالفات تتبدل وهم يرون الإخوان في اليمن وتوكل يمدحون مصر دون إدراك أنهم هناك وكلاء عن الأمريكان، وأنهم يريدون - مؤقتا وظاهريا - إرضاء السعودية، وأمريكا تريد أن تتفرغ إيران لمشاكلها مع العرب، وتركيا تدين العملية الإرهابية بسيناء وتهاجم إيران لتبدأ العد التنازلي لتشكيل الحلف السني، لكن أول أمس ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، يزور تركيا، وأمس يزور أردوغان إيران؛ ليحمل رسائل ويعود برسائل وفي المرتين - قطعا - تتسرب الرسائل إلى واشنطن قبل الرياض!

إنها المؤامرة الكبرى التي - كما نرى - فإنها وبأبعادها كلها لا تدركها وباستيعاب كبير إلا مصر.. تشتبك معها وتتنوع فيها حلولها.. ويبقى أن تدركها باقي الأطراف قبل فوات الأوان!
الجريدة الرسمية