رئيس التحرير
عصام كامل

مسئول عن اللاجئين في ألمانيا: نتعرض للإهانة والتهديد


شب حريق مساء السبت الماضي في مبنى كان يجري إعداده لإيواء طالبي اللجوء في بلدة تروجليتس بولاية ساكونيا انهالت شرقي ألمانيا، وأشارت الشرطة في بيان إلى أن "شخصا أو أكثر يقفون وراء الحريق"، وبأن مادة استخدمت لتسريع انتشاره.

وأضافت الشرطة أن "السقف تعرض للتلف فيما تضررت أجزاء أخرى من المبنى، ما يجعله غير قابل للسكن حاليا". في مقابلته مع DW يشرح مسئول عن ملف إيواء اللاجئين في بلدة تروغليتس ملابسات الحادث وردود الأفعال المترتبة عنه.

DW: سيد أولريش، كيف هو المزاج العام بعد يومين من الهجوم على مبنى طالبي اللجوء في بلدة تروغليتس ؟

غوتس أولريش: المزاج العام متوتر. وحتى عند أولئك الذين جهروا بأنهم ضد مساكن إيواء اللاجئين، تسود الدهشة والفزع إزاء هذا الحادث المرعب. التقينا يوم السبت في مظاهرة منددة، حضرها العديد من المؤيدين لبناء مسكن اللاجئين. ولكن يجب الإشارة، إلى أنه على هامش المسيرة كان هناك بعض المعارضين لهذه المساكن أيضا.

كيف كان حضور المعارضين إذن؟

في البداية كانوا متحفظين ولم يبدوا أي رد فعل. ولكن بعد ذلك سعى بعضهم إلى الحوار مع الطرف الآخر. كان لدى انطباع بأنهم هم أنفسهم قد أدركوا أن ما يفعلونه- دون توجيه اللوم أو تحميل المسئولية لهم في الوقوف وراء الهجوم- قد تسبب في هذا الفعل الإجرامي وعملية الحرق.

ما الذي أسفرت عنه التحقيقات حتى الآن؟

هذه مهمة ومسئولية إدارة التحقيقات الجنائية. ولكن كل المؤشرات تتجه إلى أنه عمل إجرامي مستهدف، كما أكد المدعي العام بوضوح يوم السبت.

في شهر مارس قدم عمدة بلدية تروغليتز، ماركوس نيرت، استقالته لأنه شعر بالتهديد من قبل اليمينين. الآن الهجوم على مسكن اللاجئين، هل من المعقول الآن إيواء اللاجئين في هذه المنطقة؟

هناك أمثلة عديدة في المنطقة حيث يمكن إيواء ودعم وإدماج طالبي اللجوء. مثل بلدة هوهن مولزن، إيكارتس بيرغا، أو مدينة ناومبورغ، فايسنفيلزأو زيتز.

أما بلدة تروغليتز فلها بالفعل وضع خاص. ولكن على القول أيضا إنه ليس من الصعب فقط على طالبي اللجوء التعامل مع هذا الوضع، ولكن حتى بالنسبة لنا كسياسيين محليين فذلك يعتبر تحديا خاصا. فسعينا لاستقبال لاجئين لايقابل فقط بالترحيب، بل نتلقى أيضا العديد من رسائل البريد الإلكترونية، حيث أتعرض شخصيا للإهانة والتهديد باتخاذ"خطوات أخرى".

ولكن لماذا يحدث هذا بالضبط في بلدة، التي لا يتعدى عدد سكانها 2800 نسمة؟

لو كانت هناك إجابة واضحة، لاستطعنا التعامل بشكل أفضل مع ذلك. أعتقد أن ذلك غير راجع لسكان تروغليتز، بل أن بعض أنصار اليمين المتطرف اختاروا هذا المكان بالضبط لتنظيم مظاهراتهم، وهو بمثابة اختبار للقوة ضد المسؤولين المحليين في المنطقة ومدى قدرتهم على استقبال اللاجئين رغم مقاومة الكثير من المعارضين من المشهد اليميني.

أعلنتم بعد الهجوم، أنكم متشبثون بالتزامكم بإيواء 40 لاجئ في بلدة تروغليتز.أين سيتم إيواؤهم الآن؟

المبنى دمر بشكل كبير، وهو ما يجعل عملية الترميم والإصلاح قد تستغرق شهورا عديدة. ليس فقط بسبب الضرر الناجم عن الحريق، بل أيضا بسبب الأضرار المترتبة عن عملية إطفاء الحريق. ولكن هناك الآن مبادرات من السكان لتوفير شقق للاجئين.وهناك أيضا العديد من المباني الخالية.

سنحاول تسريع عملية توفير سكن بديل للاجئين في بلدة تروغليتز في إشارة واضحة بأن مثل هذا العمل الإجرامي، لن يوقف مساعي توفير سكن للاجئين، نحن متمسكون بخطتنا لاستقبال اللاجئين وخاصة الأسر القادمة من مناطق الحرب.

ولكن طالبي اللجوء، الذين سيأتون لتروغليتس سيعرفون حتما بهذا الحادث المفجع، كيف تريدون التعامل مع مخاوفهم؟

هذه مهمة يجب أن يأخذها سكان تروغليتز على عاتقهم. يجب توسيع شبكة العمل، التي أطلقوها منذ عدة أسابيع، لتشجيع ثقافة الترحيب في المنطقة. لقد استقبلنا قبل ثلاثة أيام في بلدة هومن موزن المجاورة مجموعة من طالبي اللجوء.

وقد وقف لاستقبالهم العديد من السكان وهم يحملون الهدايا. والبلدية تتابع هذا العمل عن كثب. سوف نقوم بتوفير مساعدين اجتماعيين. كما ستكون هناك حماية من الشرطة وجهاز أمني يراقب السكن. بالإضافة إلى ذلك فسيكون لدينا العديد من المتخصصين في شئون الاندماج لمتابعة العمل التطوعي لسكان المنطقة.

غوتس أولريش: رئيس المجلس المحلي لمقاطعة بورغينلاند بولاية ساكسونيا أنهالت بشرق ألمانيا ومسئول عن ملف إيواء طالبي اللجوء في المنطقة.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية