رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر تحقيقات قضية مقتل الصحفية ميادة أشرف.. المتهمون جمعوا الأموال لشراء أسلحة نارية واستخدامها ضد الشرطة.. شاركوا في اعتصام الإخوان برابعة.. ومندوب شرطة تلقى رشوة من أحد المتهمين لتهريبه


كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار الدكتور تامر الفرجانى المحامى العام الأول للنيابة وما تضمنته من اعترافات تفصيلية لعدد من المتهمين، في قضية مقتل الصحفية ميادة أشرف والطفل شريف عبد الرؤوف والمواطنة ماري سامح جورج – أن معظم المتهمين كانوا ممن يشاركون في الاعتصام المسلح لتنظيم الإخوان برابعة العدوية وكان بعضهم من أتباع الداعية السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل.


مجموعات مسلحة
وأوضحت التحقيقات أن قيادات وعناصر تنظيم الإخوان، شكلوا "مجموعات مسلحة" تتولى تنفيذ اعتداءات ضد قوات الشرطة ومنعها من فض المسيرات وأعمال التجمهر التي ينفذها الإخوان وكان يحدد خطوط سيرها التحالف الداعم للإخوان والمسمى بـ (تحالف دعم الشرعية).


جهاد بالمال
أكد متهمون بالقضية – في اعترافاتهم بتحقيقات النيابة - أنهم قاموا بجمع الأموال من بعضهم البعض، تحت مسمى أنهم يقومون بنوع من أنواع الجهاد أطلقوا عليه (الجهاد بالمال) وذلك في إطار تشكيل المجموعات الإخوانية المسلحة، لشراء الأسلحة النارية الآلية والخرطوش وذخائرها، لاستخدامها في الاعتداء على قوات الشرطة ومنشآتها والمواطنين، وتخطيط أحدهم لشراء مزرعة وتحويلها لمعسكر لتدريب العناصر الإخوانية على السلاح لاستهداف الشرطة.

باشر التحقيق في القضية فريق من أعضاء نيابة أمن الدولة العليا ضم كل من محمود حجاب وأحمد الصاوي وحسام فتحي وأحمد جلال ومحمد الطويله وإسماعيل حفيظ وأحمد عمران وإلياس إمام ومحمد بركات وكلاء النيابة، ومحمد وجيه رئيس النيابة، والمستشار خالد ضياء الدين المحامي العام بالنيابة، بإشراف المستشار الدكتور تامر فرجاني المحامي العام الأول للنيابة.


وقرر المتهم علاء غالب الكيلاني الهلفي – خلال التحقيقات - باشتراكه في أعمال التجمهر التي يضطلع بها تنظيم الإخوان الإرهابي، وما تنطوي عليه تلك الأعمال من مقاومة معارضي التنظيم والاعتداء عليهم باستخدام ألعاب نارية كانت بحوزته.. فضلا عن اشتراكه وشقيقه المتهم إسماعيل الهلفي بعدد من وقائع التجمهر التي دعا إليها ونظمها التنظيم الإخواني بمنطقة عين شمس، والتي تعرف خلالها على المتهمين طارق أحمد السعيد عبد الحليم الوكيل وإسلام ممدوح محمد محمد زغلول ومحمود نور الزهور جمعة أبو العلا.

ألعاب نارية
وأضاف المتهم الهلفي أن المتهم طارق الوكيل أمده بألعاب نارية لاستخدامها في التعدي على معارضي التجمهرات، وأنه استخدمها بالفعل في ذلك، مشيرا إلى تعرفه على المتهم خميس حسن محمد فوزي، والمتوفى لاحقا محمد عبد الحميد أبو الليل، وأنه كان يعلم بأن الأخير من قيادات ما يسمى (تحالف دعم الشرعية) وأنه كان يتولى مسئولية تدبير تلك التجمهرات.


وقال إنه اشترك واثنين توفيا لاحقا، هما محمد عبد الحميد أبو الليل، وأيمن عزت محمد على، والمتهمين خميس حسن فوزي وإسلام ممدوح محمد زغلول ومحمود نور الزهور جمعه، بتجمهرٍ بمنطقة عين شمس في 28 مارس من العام الماضي، أصيب خلاله – أي المتهم علاء الهلفي - بعيارٍ ناري أطلقه ملثمون مسلحون بالتجمهر، وعلى إثر ذلك مكث والمتوفَى أيمن عزت محمد على بمسكن المتهم محمود نور الزهور، وعلم آنذاك من المتوفَى أيمن عزت محمد على بقتله قائدة سيارة (ماري سامح) خلال التجمهر، بإصابتها بعيار ناري أطلقه من مسدس أحرزه لصدمها المتوفَى محمد عبد الحميد أبو الليل.

مجموعات مسلحة
وأقر المتهم السادس طارق أحمد السعيد عبد الحليم الوكيل بمشاركته في مجموعة مسلحة تتولى مقاومة قوات الشرطة والتعدي عليهم، وتعرفه على المتوفَى لاحقا محمد عبد الحميد أبو الليل، لعضويتهما في حزب تابع للداعية السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، وبمشاركته باعتصام تنظيم الإخوان برابعة العدوية، واشتراكه في تجمهراتٍ لها دعت إليها صفحات ما يسمى (تحالف دعم الشرعية) عبر شبكة الإنترنت، وأنه علم أن محمد أبو الليل يتولى مسئولية مجموعة مسلحة تستهدف مقاومة قوات الشرطة والتعدي عليهم خلال تجمهرات جماعة الإخوان.

وأشار إلى أنه حصل على سلاح ناري (مسدس عيار 9 مم ) من المتهم شوقي السيد صابر، وعلى إثر ذلك اشترك في تجمهر للإخوان بتاريخ 28 مارس من العام الماضي، انطلق من مسجد "القدس" وعلى إثر اشتباك المشتركين فيه ومعارضين له، اقتاد المشتركات بالتجمهر إلى طرقات جانبية، وعلم في أعقاب ذلك من المتوفَى والمتهم إسلام علاء الدين عمر الفاروق، بقتل قائدة سيارة صدمت المتوفَى بمحيط مزلقان عين شمس بعد إصابتها بعيارٍ ناري.

التعدى على قوات الشرطة
وذكر المتهم التاسع عمر محمد إسماعيل جحيش في معرض اعترافاته بالتحقيقات، أنه ووالده المتهم في القضية، شاركا في الاعتصام المسلح للإخوان برابعة العدوية، ومشاركته بتجمهراتها المناهضة لثورة 30 يونيو والتي وصفها خلال التحقيقات بـ "الانقلاب العسكري" والتي تدعو إليها صفحات ما يسمى (تحالف دعم الشرعية) على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك".. مشيرا إلى تعرفه على المتوفى لاحقا محمد عبد الحميد أبو الليل القيادي بذلك التحالف على إثر مبيته بمعمل تحاليل خاص بوالده (المتهم محمد إسماعيل جحيش) حيث أعقب ذلك دعوته من المتوفى للانضمام إلى مجموعات مسلحة اضطلع الأخير بمسئوليتها تتولى مقاومة قوات الشرطة والتعدي عليها لمنعها من فض تجمهرات الإخوان.

وأضاف المتهم أنه التقى المتهم شوقي السيد صابر بمحطة مترو المرج الجديدة بتاريخ 11 مارس من العام الماضي، كتكليف له، وتوجههما إلى مسكن المتهم حاتم السيد زغلول هزاع بمنطقة المرج، اجتمعا فيه والمتوفَى والمتهمون علاء الهلفي وخميس حسن فوزي وحاتم السيد زغلول وطارق أحمد السعيد وإسماعيل غالب الهلفي وإسلام علاء الدين عمر الفاروق، حيث أفصح لهم المتوفى عن خطته لشراء مزرعة بمحافظة أسوان وإعدادها معسكرا لتدريبهم على استخدام الأسلحة النارية، وأضاف أن المتوفى كلف المتهمين علاء الهلفي وإسماعيل الهلفي بالإشراف على ذلك التدريب لسبق تجنيدهما بالقوات المسلحة.

بنادق وذخائر
وأشار المتهم عمر محمد جحيش إلى تلقيه تكليفات في إطار انضمامه للمجموعات المسلحة، بشراء طلقات خرطوش لاستخدامها في تنفيذ أغراض المجموعات المسلحة، لافتا إلى أن أحد المتهمين المتوفين أمده - لذلك الغرض - بملغ ثلاثة آلاف وستمائة جنيه، فاشترى من المتهم هاني محمد عبد الحليم 250 طلقة خرطوش، أمد المتهم خميس حسن فوزي بـ 175 طلقة واحتفظ لنفسه بالباقي. وكذا تكليفه بإخفاء أسلحة نارية ونفاذا لذلك التقى بمن يدعى "الشيخ أحمد" حيث أمده الأخير ببندقية خرطوش أخفاها بمعمل والده المتهم محمد إسماعيل جحيش، وتكليفه بإخفاء بنادق وذخائر اشتراها المتهم عبد الرحمن نصر عبد المنجي بمبلغ قدره 35 ألف جنيه.. بالإضافة إلى بنادق خرطوش أخرى بمعاونة متهمين آخرين بالقضية.

وذكر المتهم في اعترافاته أنه بتاريخ 28 مارس 2014 اشترك مع متهمين آخرين مسلحين بتجمهر توجه من مسجد التوحيد بالمطرية إلى نهاية شارع أحمد عصمت مرورا بميدان النعام حيث أطلقوا أعيرة نارية – كتكليف لهم من أحد المتهمين المتوفين صوب المواطنين، وعلى إثر ذلك توجهوا إلى محيط مزلقان عين شمس حيث أطلقوا والمتهم هشام ممدوح أعيرة نارية صوب قوات الشرطة، وأعقب ذلك اجتماع المتوفى به- أي المتهم عمر جحيش – والمتهمين علاء الهلفي وحاتم السيد زغلول وطارق أحمد السعيد بمسكن المتهم حاتم زغلول علم خلاله من المتوفى بمقتل صحفية أثناء تجمهرهم جراء طلق ناري، وأخرى مسيحية صدمت المتهم المتوفى بسيارتها قتلها أعضاء المجموعات المسلحة، كما أفصح لهم المتهم المتوفى بتخطيطه شراء قنبلتيْن وتكليف المتهم إسلام عمر الفاروق بإلقائهما صوب مبنى قسم شرطة النزهة.

قتل ميادة
كما أقر المتهم أحمد محمد عبد الحميد عبد الرحمن باشتراكه والمجموعة المسلحة بتجمهرٍ لتنظيم الإخوان، وتوجهه من ميدان المسلة إلى شارع أحمد عصمت بمنطقة عين شمس في 28 مارس من العام الماضي، وإبصاره المتوفى والمتهمين علاء الهلفي محرزا بندقية آلية وخميس حسن فوزي وحاتم السيد زغلول وطارق أحمد السعيد محرزا فرد خرطوش وإسماعيل الهلفي محرزا بندقية آلية وإسلام عمر الفاروق محرزين مسدسا وعمر محمد إسماعيل جحيش وهشام ممدوح محرزين فرد خرطوش وشوقي السيد، حيث تلثموا وأطلقوا جميعا أعيرة نارية صوب قوات الشرطة والمواطنين، وعلى إثر ذلك علم بقتل المجني عليها ميادة أشرف عبد الحميد وأخرى.

كما أقر المتهم محمد مصطفى أبو ضيف هاشم باشتراكه بتجمهرات تنظيم الإخوان بمنطقة عين شمس، والتي اشترك فيها أعضاء بالمجموعات المسماة "ألتراس زملكاوي" و"ألتراس أهلاوي" وملثمون محرزين زجاجات حارقة، وفي إطار ذلك اشترك بتجمهر بمنطقة عين شمس في 28 مارس 2014.. كما أكد المتهم حسام حامد حمدي يوسف عشري بالتحقيقات باشتراكه بتجمهرات تنظيم الإخوان، وفي إطار ذلك اشترك بتجمهر بمحيط مزلقان عين شمس في ذات التاريخ المشار إليه، حيث أبصر خلاله سبعة ملثمين يتلفون سيارة تبين بداخلها فتاة مضرجة بدمائها، فنقلها إلى مستشفى جراحات اليوم الواحد حيث توفيت هناك جراء جراحة.

وأشار المتهم مالك أحمد محمد شحاته بالتحقيقات بمشاركته باعتصام تنظيم الإخوان برابعة العدوية، وباشتراكه وشقيقه المتهم أنس أحمد شحاته بتجمهراتها بمنطقة عين شمس، وتعرفه لذلك على المتهم عبد العزيز محمود محمد حسانين على جاد الحق، وعلى المجني عليها ميادة أشرف عبد الحميد المعارضة لتنظيم الإخوان، وبوقوفه على تولي المتوفى محمد عبد الحميد أبو الليل مسئولية مجموعة مسلحة تتولى الاعتداء على معارضي تجمهرات تنظيم الإخوان.

وقرر المتهم محمد على حافظ مصطفى سويلم بالتحقيقات بتعرفه على المتهم السابع والعشرين، وباشتراك الأخير والمتهم أشرف عبد الفتاح المندراوي بتجمهرات تنظيم الإخوان.. وأضاف أنه على إثر ضبط المتهم هاني محمد عبد الحليم أبصر في 3 أبريل من العام الماضي، مندوب الشرطة أحمد محمود حسين عبد الرازق وقد ضبط المتهم مروان هشام المتولي، وبحوزته بندقيتين آليتين وأخرى خرطوش وذخائر خرطوش علم بنقل الأخير لها من مسكن المتهم هاني عبد الحليم خشية ضبطها.. كما علم بامتناع مندوب الشرطة عن اتخاذ الإجراءات القانونية قبل المتهم مروان المتولي مقابل رشوة قدمها له والد الأخير، على أن يسلم مندوب الشرطة المضبوطات للشرطة ويقرر بهروب حائزها دون تعيينه.. وأنهى اعترافه بعلمه من المتهم هاني أحمد حسن بنقله حقيبة بها ذخائر خرطوش وألعاب نارية من مسكن المتهم هاني محمد عبد الحليم إلى مسكنه وإخفائها به.

إمداد بالأموال
واعترف المتهم عبد العزيز محمود محمد حسانين على جاد الحق بالتحقيقات بانضمامه لتنظيم الإخوان وبإمداده المتوفى محمد عبد الحميد أبو الليل بأموال، وباشتراكه في تجمهرات التنظيم التي تخللها تعدي ملثمون مشتركون فيها بأعيرة نارية على معارضيها، وعلى إثر سماعه خطبة للمتوفى محمد عبد الحميد أبو الليل بمسجد القدس بمنطقة عين شمس، دعا فيها الأخير إلى ما أسماه "الجهاد بالمال" واستجابةً لذلك أمد الأخير 6500 وجنيه، وأمده المتهم مالك أحمد شحاته بمبلغ 4500 جنيه منها.

وأكد شاهد الإثبات وليد محمد عبد الباسط أنه بتاريخ 28 مارس من العام الماضي، أبصر المجني عليها ميادة أشرف رشاد تنقل أحداث تجمهر لتنظيم الإخوان بشارع عين شمس، وخلال ذلك أبصر ملثمون مشتركون بالتجمهر آلة تصوير بيدها، فعاجلها أحدهم بإطلاق عيار ناري أصابها، وأعزى القتل قصدا لذلك لاستهداف المشتركين بتجمهرات تنظيم الإخوان الصحفيين للحيلولة دون كشف جرائمهم.

وكان المستشار هشام بركات النائب العام قد سبق وأن أمر بإحالة المتهمين في القضية، والبالغ تعدادهم 48 متهما من لجان العمليات النوعية بتنظيم الإخوان الإرهابي، إلى محكمة جنايات القاهرة.

ومن بين المتهمين 35 متهما محبوسين احتياطيا.. في حين أمرت النيابة العامة بسرعة ضبط وإحضار بقية المتهمين الهاربين وحبسهم احتياطيا على ذمة القضية.

وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكابهم لجرائم تولي قيادة في جماعة إرهابية (تنظيم الإخوان الإرهابي) وإمدادها بالمعونات المادية والأسلحة، والانضمام إليها، وحيازة وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والمفرقعات وتصنيعها، والتجمهر المخل بالأمن والسلم العام، والقتل والعمد والشروع فيه، والاتلاف العمد للممتلكات تنفيذا لغرض إرهابي.
الجريدة الرسمية