رئيس التحرير
عصام كامل

الكاتب توماس فريدمان يلتقي أوباما ويشيد بسياسته تجاه إيران.. ويؤكد: الرئيس الأمريكي تعهد بعدم المساس بأمن إسرائيل.. يدعو العرب إلى مواجهة التحديات الداخلية.. وطهران ليست بحاجة للنووي لتكون قوة إقليمية


قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، إنه زار إيران في عام 1996، وكان في بهو الفندق الذي يقيم فيه، لافتة كبيرة فوق الباب مكتوب عليها "تسقط الولايات المتحدة"، والآن وبعد 20 عاما وفي أعقاب اتفاق بين إدارة باراك أوباما وإيران، سيكون أفضل فرصة لإنهاء العلاقات الباردة بين البلدين، وإنهاء الحرب الساخنة في الشرق الأوسط المستمرة منذ 36 عاما.


التوازن بين المخاطر والفرص
وأشار "فريدمان" في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز"، إلى دعوة أوباما لزيارته في مكتبه بالبيت الأبيض، لتوضيح كيف يمكن تحقيق التوازن بين المخاطر والفرص في إطار التوصل لاتفاق نووي مع إيران، وأن ما أدهشه خلال اللقاء عقيدة أوباما التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من تصريحاته، فمنذ فترة طويلة أكد أوباما أن جعل بورما وكوبا وإيران في عزلة لن يخدم المصالح الأمريكية، وسعى للتحرر من سياسات الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن أمريكا بحاجة للثقة بالنفس لمواجهة بعض المخاطر وفتح إمكانيات جديدة مهمة مثل التوصل لاتفاق سلمي مع إيران.

عقيدة أوباما
وقال أوباما خلال لقائه بفريدمان: "إننا على قدرة لاختبار المقترحات دون وضع أنفسنا في خطر، لكن يبدو أن الناس لا تفهم ذلك، فبلد مثل كوبا كانت اختبارا لإمكانية المشاركة التي قد تؤدي لنتائج أفضل، وهي واحدة من البلدان التي لا تشكل خطرا يهدد المصالح الأمنية لنا، وهذا يشير إلى أنه يمكن ضبط سياستنا".

وأضاف أوباما: "أما بالنسبة لإيران وهي أخطر بلد، تسببت بعض الأنشطة لها في وفاة أمريكيين، لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن ميزانية الدفاع الإيرانية 30 مليار دولار، بينما ميزانيتنا 600 مليار دولار ولا يمكن أن تحاربنا، نحن نشارك في مفاوضات مع الحفاظ بقدراتنا، نحن لسنا سذجا ونحافظ على جميع الخيارات التي تكون أكثر أمنًا وحماية لحلفائنا".

أمن إسرائيل
وأشار أوباما إلى أنه يتفهم الخوف الإسرائيلي من البرنامج النووي الإيراني، ويقدر هذه المخاوف نظرا للتاريخ المأساوي للشعب اليهودي، "وأؤكد لإسرائيل أنهم سيظلون محتفظين بتفوقهم العسكري النوعي في المنطقة، وردع أي هجمات محتملة ضدهم، وسنقف بجانبها إذا حاولت أي دولة في المستقبل الاعتداء عليها، لكن بالنسبة لتخوف إسرائيل من الاتفاق النووي الإيراني، فالفرص لا تأتي إلا مرة واحدة في العمر، ولا يمكن أن نتجاهل طاولة المفاوضات وحل القضية النووية دبلوماسيا".

وأضاف أوباما: "ما أود أن أقوله للشعب الإسرائيلي إنه ليس هناك خيار لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي ويكون أكثر فعالية من المبادرة الدبلوماسية والإطار الذي طرحناه".

وأكد: "إذا أصبحت إسرائيل أضعف خلال عهدى أو نتيجة لعمل قمت به، سأعتبره فشلا جذريا لرئاستي".. وأنه لن يشكل فشلا استراتيجيا فحسب، بل يعتقد أنه سيكون فشلا أخلاقيا، وشدد على تضامن واشنطن مع إسرائيل رغم الخلافات بين الحليفين حول الاتفاق المرحلى بشأن البرنامج النووى الإيرانى.

الحلفاء العرب
وأوضح أوباما أن الولايات التحدة تحمي حلفاءها من العرب السنة، وسيقدم حوارا صعبا مع حلفاء الولايات المتحدة العرب في الخليج، سيعد خلاله بتقديم دعم أمريكى قوى ضد الأعداء الخارجيين، لكن يتعين عليهم معالجة التحديات السياسية الداخلية، وعلى سبيل المثال المملكة العربية السعودية لديها تهديدات داخلية وخارجية، ونبني سويا قدرات دفاعية لمواجهة التهديدات الخارجية، ويمكن أن نعزز الوضع السياسي في هذه البلدان حيث لا ينضم المسلمون السنة لتنظيمات مثل تنظيم داعش، وأعتقد أن إيران ليست هي أكبر تهديد لهم، وإنما حالة عدم الرضا وسخط الشبان الغاضبين والعاطلين والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم.

مخاوف الكونجرس
وأشار أوباما إلى أن "الكونجرس" يصر على التدخل في الصلاحيات الرئاسية والدخول في اتفاقيات مع القوى الأجنبية التي لا تلزم موافقة الكونجرس، ومع ذلك نرى السيناتور كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية، يشعر بالقلق، وأتمنى أن يعثر الكونجرس على ما يعبر عن أنفسهم لكن بعيدا عن الصلاحيات الرئاسية التقليدية لكي نتوصل لصفقة جيدة.

واختتم أوباما لقاءه بالإشارة إلى الرسائل المتبادلة بينه وبين النظام الإيراني، مؤكدا أن إيران ليست بحاجة للنووي أو معاداة السامية أو السنة لكي تكون قوة إقليمية، ويمكن أن تكون لاعب دولي مسئولا، وفي حالة عدم التوجه للمفاوضات واستمرار فرض العقوبات، كانت ستظل إيران تطور برنامجها النووي.
الجريدة الرسمية