رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية..حياة عمال المحاجر في مصر.. "أوباما" يحرز نقاطا لحشد الدعم الشعبي وتأييد الاتفاق النووي الإيراني.. طهران تشرب من الكأس المسمومة لتخرج من عزلتها.. مأساة مسيحيي الشرق بدأت قبل ظهور "داعش"


تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الإثنين، بين العديد من قضايا الشرق الأوسط التي كان من أبرزها القضية النووية الإيرانية.


سلطت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، الضوء على طبيعة العمل الشاق لعمال المحاجر في صحراء جنوب مصر، الذين يعملون في الحجر الجيري؛ حيث تبدو وجوههم مغطاة باللون الأبيض كأنهم خرجوا من عاصفة ثلجية.

وأوضحت أن الحجر الجيري يعد شريان الحياة الاقتصادية لجنوب مصر؛ حيث يعمل عدد كبير ومن بينهم أطفال، في محاجر المنيا التي يقدر عددها بنحو 1500 محجر.

وأشارت الوكالة، إلى حصول العمال على أجرة يومية ما بين 7 إلى 13 دولارا؛ حيث يتجمع يوميا العمال عند منطقة الجسر في المنيا التي تبعد 300 كيلومتر من القاهرة، ويعمل في هذا القطاع نحو 45 ألف شخص من بينهم الأطفال.

وأضافت أن أول اتحاد لعمال المحاجر أنشئ عقب ثورة 25 يناير، بمساعدة مؤسسة خيرية لحماية عمال المحاجر؛ حيث قلة فرص العمل بعد الاضطرابات التي أعقبت الثورة.

أوباما والنووي الإيراني
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الرئيس باراك أوباما، قدم رؤية تفصيلية بشأن التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، الذي وصفه بأنه لا يأتي في العمر إلا فرصة واحدة، وربما تحقق الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط.

وأوضحت الصحيفة، أن تصريحات أوباما جزء من حملته لحشد التأييد الشعبي لاتفاق مبدئي مع إيران، وناقش أوباما الأسباب التي دفعته لمتابعة الاتفاق مع إيران مع توماس فريدمان، في نيويورك تايمز، وتحدث بعبارات صريحة حول الكيفية التي كانت صعبة شخصيا له لمعاداة إسرائيل.

وأكد أوباما، أنه يقدر المخاوف الإسرائيلية من الصفقة النووية الإيرانية، والنظر لحقيقة أن إسرائيل أكثر عرضة للهجوم الإيراني من الولايات المتحدة، كما أن إسرائيل تنظر إلى التاريخ المأساوي الذي تعرضت له الذي يجعلها شديدة الحرص على أمنها.

وشدد على أن واشنطن ستظل واقفة بجانب تل أبيب، إذا تعرضت لهجوم من أي دولة، وأن لديه رسالة واضحة للشعب الإسرائيلي بأنه لا يوجد طريقة لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي بشكل أكثر فعالية سوى المبادرة الدبلوماسية والإطار الذي تم طرحه.

وأضافت الصحيفة، أن المفاهيم العامة من الصفقة النووية الإيرانية قد يكون لها تأثير كبير من أجل بقائها؛ حيث يضغط الجمهوريون في الكونجرس من أجل الحق في قبول أو رفض أي اتفاق نهائي.

وأكد جار سامو، مستشار السلاح النووي السابق لأوباما، أن تحقيق التسوية بين البيت الأبيض والمشرعين حول مدخلات الكونجرس، في متناول اليد، والمشرعين في نهاية المطاف سيصوتون لرفع جزء من العقوبات التي ضد إيران كجزء من الاتفاق النهائي.

الكأس المسمومة
أكدت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن الراحل آية الله الخميني، قائد الثورة الإيرانية، وافق على وقف إطلاق النار في عام 1988 في الحرب بين إيران والعراق، ووصف القرار بأنه مؤلم وأكثر فتكًا من أخذ السم، ولكنه في مصلحة الجمهورية الإسلامية.

ورأت الصحيفة أن خليفة الخميني، المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في اختيار بالغ الأهمية وشديد الصعوبة، ما يجعلهم يشربون الكأس المسمومة مرة أخرى، وتخليهم عن الكثير من البرنامج النووي لإنقاذ إيران من العزلة والأزمات الاقتصادية.

وأشارت الصحيفة، إلى إعلان إيران الفوز في المفاوضات النووية التي أجريت في لوزان بسويسرا، إلا أنها قدمت تنازلات كبيرة ستمنعها من تطوير سلاحها النووي، وتفكيك المواقع النووية وعمليات تفتيش صارمة، وبحلول الموعد النهائي للتوصل لاتفاق يقوم خامنئي بمواجهة أخطر اختبار له.

وأضافت الصحيفة، أن موافقة الخامنئي على الاتفاق ربما يرجع له شعبيته، التي فقدها بقمع المحتجين في عام 2009، وخاصة أن الكثير من الإيرانيين يطمحون للتوصل لاتفاق وخروج بلادهم من نطاق العقوبات التي أثرت على الاقتصاد وحياتهم اليومية.

مأساة المسيحيين
أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك، أن مأساة المسيحيين في الشرق الأوسط لم تبدأ مع ظهور تنظيم داعش، فالإبادة الجماعية للأرمن كانت منذ مائة عام، وحتى الآن يعاني المسيحيون مرة أخرى.

وأشار فيسك، في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية، إلى تاريخ العلاقات المضطربة والدامية أحيانا بين المسيحيين والمسلمين في الشرق الأوسط، وأعطى لبنان كمثال لمسرح الحروب بين المسلمين والمسيحيين، فعندما كان في بيروت عام 1990، أشار كاهن كاثوليكي له على فسيفساء بيزنطية كانت لسانت جورج، وقال له "إنه طعن، لقد فعل المسلمون هذا".

ولفت أيضا إلى الصراعات في سوريا والعراق، واستهداف المسيحيين والكنائس قبل ظهور داعش، الذي استعبد النساء والرجال المسيحيين واليزيديين وحرق الكنائس في الموصل ودمر الكنائس الأرمنية، فضلًا عن خطف الطالبات في نيجيريا من قبل جماعة بوكو حرام، وشن هجمات إرهابية في كينيا من قبل حركة الشباب الصومالي، التي استهدفت طلاب الجامعة المسيحيين وقتلت ما يقارب من 150 شخصا.

وأوضح فيسك، أن مأساة المسيحيين في الشرق الأوسط بحاجة إلى إعادة النظر إليها؛ لأنها تختلف عن إبادة الأرمن، ولكن قسوة داعش مع المسيحيين لا تختلف كثيرا عن سابقيها، وليست جديدة لمعاناة المسيحيين في المنطقة، وجرائم داعش الوحشية مثل التي ارتكبها الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية، كما أن المسلمين قتلوا بعضهم البعض في الثمانينيات بين العراق وإيران.

وأضاف فيسك، أن مأساة العالم العربي اليوم كبيرة مثل هذا النطاق الواسع للكتاب المقدس، ولكنه رأى في لبنان بارقة نور؛ لأن المسيحيين والمسلمين الذين اقتتلوا في الماضي بمساعدة دول أجنبية، بينها إسرائيل وسوريا والولايات المتحدة، وقتلوا 150 ألفا منهم تغيروا اليوم.

ورأى فيسك، أنه على الرغم من الانقسام بين المسيحيين والمسلمين في لبنان، والخلافات السياسية العميقة التي بينهم، فإنهم يحمون بعضهم بعضا من الرياح التي تعصف من حولهم؛ لأنهم أكثر تعليما ويقدرون التعليم والقراءة والكتب والمعرفة، ومن التعليم يأتي العدل، وهو السبب بمقارنة لبنان مع داعش ذي النفس الضائعة.
الجريدة الرسمية