رئيس التحرير
عصام كامل

انتبهوا.. الشكوى تتزايد!


بدون مقدمات وبشكل مباشر أقول مبكرًا إنني أرصد تزايدا في شكوى عموم الناس داخل البلاد.. أقول ذلك لأنني أذهب إلى أماكن شتى في البلاد.. والتقي العديد من المواطنين والمواطنات الذين يعيشون في محافظات مختلفة وعديدة.. وهذا أمر يجب أن يسرع القائمون على الأمر في البلاد لمواجهته وعلاجه.. أي التعامل معه وليس إنكاره أو التقليل من شأنه حتى لا يستثمره ويستغله من يتربصون بنا بدءا بالإخوان وحلفائهم وانتهاء بالأمريكان ووكلائهم.


أعرف وأدرك تماما أن الأوضاع في البلاد شديدة الصعوبة وأن المشاكل المتراكمة حادة، وأنه لا توجد حلول سريعة وأننا يجب أن نصبر ونتحمل حتى نخرج من هذا النفق المظلم الذي دخلته البلاد منذ عدة سنوات، وأننا نحتاج أيضا لعمل شاق ومجهود مضني وتقديم الكثير من التضحيات لننجو ببلادنا من مصير سيئ كان ينتظرها وخطط لها أن تنزلق إليه.

كل ذلك وأكثر منه أعرفه وأدركه وأعيه خاصة وأننا نحاول إنقاذ أنفسنا وبلادنا في ظروف غير عادية، حيث نخوض حربا ضارية وشرسة ضد إرهاب تلقى جماعاته دعما إقليميا ودوليا، وأيضا في ظل مخاطر خارجية متنوعة تهدد أمننا القومي.

ولكن..
رغم ذلك فإنني أدرك أيضا أنه لا يوجد جيش في العالم وعلى مدى التاريخ البشري قادر على أن يحقق النصر في حرب وعدد من أفراده يشعرون بحالة من عدم الرضا أو الضيق.. ونحن لا نخوض الآن حربا واحدة ولكننا نخوض حربا مزدوجة.. حرب ضد الإرهاب وبناء دولتنا هذه لتصبح حديثة وعصرية وقوية وديمقراطية تحظى باقتصاد مزدهر قادر على تلبية الاحتياجات الأساسية لعموم أهل البلاد، خاصة أبناء الفئات الفقيرة وأصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة، ولذلك يجب أن نكون أشد حرصا على الحفاظ على الروح المعنوية للشعب مرتفعة.. وبالتالي لابد من التعامل مع هذه الشكوى وعلاجها وتخفيف حدتها.

إن الرئيس السيسي يكرر دائما أنه لا يخشى شيئا سواء كانت تحديات ومصاعب داخلية أو خارجية قدر خشيته من أن ينفرط عقد الاصطفاف الشعبي.. ولذلك لابد من السعي فورا للعمل على إزالة أسباب الشكوى التي أرصد تزايدا لها الآن، خاصة وأن بعض أسباب هذه الشكوى راجع لسوء فهم لقرارات وتصرفات وبعض أسبابها راجع لقصور إداري.
الحفاظ على تماسكنا الوطني يقتضي علاج هذه الشكوى وسريعا.
الجريدة الرسمية