رئيس التحرير
عصام كامل

مستند مثير للاندهاش


جاءنى أحد القراء وهو من المقيمين بإحدى الدول الأجنبية يحمل مستندا من أول وهلة توقعت أنه مستند قديم مهترئ غلافه غير سليم ملصق من جهة ومازال من الجهة الأخرى مدون عليه شهادة بيانات وعند سؤاله عما يريد:


قال إنه كان قد تقدم بطلب إلى إدارة المرور بدوله أجنبية لاستخراج رخصة قياده وتم إمدادهم بصورة من الرخصة المصرية وتم مراسلة إدارة المرور المصرية وبعد 4 شهور تم الرد بأنه لابد من تقديم صورة ملونة من الرخصة وليست صورة ضوئية وتم إرسال صورة بالألوان كطلبهم ولم يتم الرد حتى بعد مرور 3 شهور.

واتخذ القرار بالمجيء إلى مصر لاستخراج شهادة بيانات وبدأ المشوار:
تم تقديم الطلب إلى إدارة مرور العجوزة لإصدار شهادة البيانات وتم الوقوف في طابور رقم 1 لتقديم الطلب وتم تسلم الموظف الطلب وتم الوقوف في طابور رقم 2 لختم المستند بعد استيفاء التوقيعات من الضابط المسئول ثم طابور آخر رقم 3 لتوقيع المستند من السيد رئيس المرور.

ونظرا لانتهاء يوم العمل كان في اليوم التالي الذهاب صباحا إلى رئيس المرور المركزي في منطقة بين السرايات والوقوف في طابور رقم 4 لختم المستند بالختم المركزي ثم الذهاب إلى مديرية أمن الجيزة والوقوف في طابور رقم 5 لختم المستند بختم المديرية.

وفى اليوم التالي ذهب إلى الطابور رقم 6 الخاص بإدارة الشئون المالية والإدارية بوزارة الداخلية بعدها تم الذهاب إلى طابور رقم 7 تصديق الخارجية والذي لابد أن نذكر الحقيقة أنه استمر دقيقتين فقط.

عند تقديمها إلى الدولة المضيفة يتم ترجمته ثم يتم التصديق عليه من وزارة خارجيتهم ويتم اعتمادها باستلام مرور الدولة المضيفة مع أنه كان يمكن أن يكون المستند باللغة الإنجليزية !

كل هذا قد يكون مقبولا في واقعنا الذي نعيشه إلا أنه لو عرفنا أن المستند تكلف 3 أيام عمل و7 طوابير ومناطق متباعدة ولو عرفنا أن كل هذه الأختام وكل هذه التوقيعات على مستند مساحتها نصف ورقة من مقاس A4 ومكتوب بها للأسف الكثير من البيانات باللغة العربية مع أنها مقدمة لمرور دولة أجنبية ومغلفة بلاستيكيا لحماية أول ختم !

المثير للاندهاش أن القائمين بالتوقيع بعدها وواضعو الأختام يزيلون الغلاف على استحياء ليضعوا أختامهم وتوقيعاتهم وللأسف شكل المستند بعد ذلك أصبح صورة مثيرة للسخرية والاستهزاء.

إلى الساده المسئولين عن إدارة المرور نحن لا نعمل في كوكب خاص بنا فقط وإنما نعمل مع دول أخرى ولا بد من اتخاذ إجراء لتسهيل البيروقراطية العقيمة التي تعايشنا معها حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ منا وارحموا مصر في سمعة تترك أثرا لا يليق بنا.

كيف ينظرون إلينا وكيف ينظرون إلى مستند تحول إلى ورقة ذابلة مازال غلافها لاستكمال أختام وتوقيعات بصورة لا تليق ولن تليق بنا.
الجريدة الرسمية