رئيس التحرير
عصام كامل

"فيسك": مأساة مسيحيى الشرق الأوسط بدأت قبل ظهور "داعش"


أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك، إن مأساة المسيحيين في الشرق الأوسط لم تبدأ مع ظهور تنظيم داعش، فالابادة الجماعية للأرمن كانت منذ مائة عام وحتى الآن يعانى المسيحيين مرة أخرى.


وأشار فيسك في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية إلى تاريخ العلاقات المضطربة والدامية أحيانا بين المسيحيين والمسلمين في الشرق الأوسط، وأعطي لبنان كمثال لمسرح الحروب بين المسلمين والمسيحيين، فعندما كان في بيروت عام 1990 أشار كاهن كاثوليكي له على فسيفساء بيزنطية كانت لسانت جورج وقال له "أنه طعن لقد فعل المسلمين هذا".

ولفت أيضا إلى الصراعات في سوريا والعراق واستهداف المسيحيين والكنائس قبل ظهور داعش الذي استعبد النساء والرجال المسيحيين واليزيديين وحرق الكنائس في الموصل ودمر الكنائس الأرمنية، فضلًا عن خطف الطالبات في نيجيريا من قبل جماعة بوكوحرام، وشن هجمات إرابية في كينيا من قبل حركة الشباب الصومالي التي اسهدفت طلا الجامعة الميحيين وقتل ما يقارب من 150 شخص.

وأوضح فيسك إن مأساة المسيحيين في الشرق الأوسط بحاجه إلى إعادة لنظر إليها لأنها تختلف عن إبادة الأرمن ولكن قسوة داعش مع المسيحيين لا تختلف كثيرا عن سابقيها وليست جديدة لمعاناة المسيحيين في المنطقة،وجرائم داعش الوحشية مثل التي ارتكبها الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية، كماان أن المسلمين قتلوا بعضهم البعض في الثمانينات بين العراق وإيران.

وأضاف فيسك أن مأساة العالم العربي اليوم كبيرة مثل هذا النطاق الواسع للكتاب المقدس ولكنه رأى في لبنان بارقة نور لأن المسيحيين والمسلمين الذين اقتتلوا في الماضي بمساعدة دول أجنبية، بينها إسرائيل وسوريا والولايات المتحدة، وقتلوا 150 ألف منهم تغيروا اليوم.

ورأي فيسك أنه على الرغم من الانقسام بين المسيحيين والمسلمن في لبنان والخلافات السياسية العميقة التي بينهم فإن يحمون بعضهم بعضا من الرياح التي تعصف من حولهم، لأنهم أكثر تعليما ويقدرون التعليم والقراءة والكتب المعرفة ومن التعليم ياتي العدل وهو السبب بمقارنة لبنان مع داعش ذو النفس الضائعة.
الجريدة الرسمية