رئيس التحرير
عصام كامل

محمود المليجى للألتراس: وقفنا وقفة رجالة!!


اختلف ما شئت مع ردود فعل جماهير الألتراس، غير أنك لا تستطيع أن تهمل روح هؤلاء الشباب الذين يضحون بأنفسهم من أجل إعلاء قيمة مهمة.. قيمة الحياة.. حياة من فقدوهم فى موقعة بورسعيد.

فرضت قوات الألتراس نفوذها ورأيها على الجميع، انطلاقا من قول الفنان محمود المليجى عندما قام بدور محمد أبوسويلم فى فيلم الأرض وهو يردد "كنا رجالة"، والحقيقة أن البلاد تخلو الآن من فكرة الرجولة بمفهومها المصرى القديم.
الرجولة ألا تترك حقك، والرجولة ألا يخدعك الآخرون، والرجولة ألا تهن أو تضعف فى منتصف المشوار، والساسة اللاعبون فى الميدان تسرب إليهم الإحباط، وتعبوا من ربع المشوار، وربما من أول" لفة"، والإخوان يلعبون على ترسيخ مفهوم الملل أو الزهق أو انفضاض المولد ولهم حق!!!
ومشكلة الجماعة أنها لعبت مع الألتراس بنفس طريقة لعبها مع كل التيارات السياسية، دون أن تدرك أن داخل قلعة الألتراس مجموعة قيمية تختلف تماما مع المجموعة القيمية التى تحكم العمل السياسى، الذى يقوم عادة على الانتهازية.
قال القضاء كلمته، وقال الألتراس كلمته، وقالت الجماعة كلمتها، ولانزال ننصت باهتمام بالغ إلى كلمة الألتراس التى لم تنته بعد، إذ لايزال هؤلاء الشباب يذهلون المجتمع المصرى بإصرارهم على عدم التفريط فى حق رفاقهم، الذين غدر بهم بليل وذبحوا كالخراف فى موقعة بورسعيد، التى تورطت فيها شخصيات كبرى، لابد أن يأتى اليوم الذى يحاكم فيه كل مجرم على جريمته.
ومشكلتنا أننا لا نملك روح الألتراس، وإلا لطالبنا بمحاكمة مرسى على جرائم القتل والإمعان فى التعذيب، وقبل هذا وذاك خطف البلاد إلى دوامة العنف القادم، وفضيحتنا أننا لم نكن رجالا مثلما عاش محمد أبوسويلم ذكرياته، وهو يذكر الشيخ الذى باع.
وفضيحتنا أننا بعنا، بعنا البلد بالصمت خلف مصطلحات لا نتصور أن لها أساسا من الواقع، فمحمد مرسى كان رئيسا منتخبا، والآن أصبح مواطنا متورطا فى القتل وجرائم أخرى قد تصل إلى الخيانة العظمى، ومحاكمته أصبحت ضرورة ملحة، بل ضرورة وطنية، وإن أهملناها فإنما نكون قد قررنا تحويل ثورة المصريين إلى مؤامرة قادها الشباب، وامتطاها الغرب عبر مقر الجماعة بالمقطم.
وأظن أن مطاردتنا لمرسى باعتباره مجرما قد تدفعنا إلى الاستعانة بروح الألتراس إن لم نستعن بالألتراس ذاته، وبدلا من البحث عن "رجالة" علينا أن نتعلم منهم مهما اختلفنا معهم؛ كيف نكون "رجالة"؟
الجريدة الرسمية