هل أصابت عاصفة الحزم علاقتنا مع روسيا بالفتور؟!
يروج البعض منذ عدة أيام، إلى أن علاقاتنا مع روسيا أصابها الفتور بسبب مشاركتنا في عاصفة الحزم في اليمن، نظرا لأن روسيا تتبنى كما ظهر ذلك في بيانات مسئوليها ومواقفها في مجلس الأمن، موقفا يدعو لحل أزمة اليمن سلميًا وسياسيا وعبر التفاوض.
وهذا كلام غير سليم أو غير حقيقي، رغم الاختلاف في الموقف المصري والموقف الروسي، الذي لا يقتصر فقط على ما يحدث في اليمن وإنما الموقف تجاه إيران وسياستها في منطقتنا.. وكل من مصر وروسيا تدرك أن الدول لا تتطابق في سياستها، وإنما الاختلاف أمر طبيعي لاختلاف المصالح، المهم هو كيف يمكن في ظل الاختلاف الحفاظ على العلاقات بينها وإدارة هذه الاختلافات لتجنب الصراعات، والأهم الحرص على ما يجمع وليس ما يفرق في إطار تشابك المصالح.
والدليل على ذلك أننا في سبيلنا لاستقبال وفد روسي للقاهرة؛ لاستئناف المفاوضات حول الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه وتوقيعه خلال زيارة الرئيس بوتين للقاهرة، حول إقامة محطة نووية مصرية في منطقة الضبعة، بالإضافة إلى مسائل ومشروعات أخرى في الطاقة.
إن مصر وروسيا تدركان أنهما في حاجة للتقارب أكثر، وهذا ما يحدث حاليا؛ لأن هذا التقارب يحقق لكل منهما مصالح مشتركة.. وهكذا الخلاف في الرأي بخصوص اليمن، لا يفسد للود المصري والروسي قضية، فضلا عن أن مصر تتبنى أيضا دعوة الفرقاء في اليمن للحوار.