رئيس التحرير
عصام كامل

«الشيعة» تاريخ من الكذب والضلال.. اختلقوا روايات مكذوبة ودسوها في التراث لضمان استمرار اضطراب الدول الإسلامية..«الخوميني»: «إن لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملكٌ مقرَّب ولا نبي مرسل


ليست إسرائيل - وحدها - الكيان الوحيد الذي ينطلق من أكاذيب وافتراءات، بل إن «الشيعة» يشتركون مع الكيان الصهيوني في هذا الأمر، فكلاهما ينطلق من أسس وهمية وثوابت افتراضية، وكلاهما يجسد بشكل أو بآخر خطرا داهما على المسلمين، وربما غدا الشيعة أشد خطرا.

وبعيدا عن الأحداث الملتهبة على أرض العراق واليمن، فإن عاقلا لا ينكر الأكاذيب التي تأسس من خلالها الفكر الشيعي، ونما وترعرع حتى صار وحشا كاسرا يهدد الأمن القومي العربي.

لا بُدَّ أن نفهم أولًا من هم الشيعة؟ وما هي جذورهم؟ وما هي الخلفية العقائدية والفقهية لهم؟ وما هو تاريخهم؟ وما هو واقعهم؟ وما هي أهدافهم وأحلامهم؟

يختلف كثير من المؤرخين حول البداية الحقيقية للشيعة، الذي يشتهر عند الناس أن الشيعة هم الذين تشيعوا لعلي بن أبي طالب في خلافه مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، ولكن هذا يعني أن أتباع علي بن أبي طالب هم الشيعة، وأتباع معاوية بن أبي سفيان هم السُّنَّة، وهذا لم يقبل به أحد، فالسُّنَّة يعتقدون أن الحق في الخلاف الذي دار بين الصحابييْن الجليليْن كان في جانب علي، وأن معاوية اجتهد ولم يصل إلى الصواب في المسألة، وعليه فانحياز فكر السُّنة إلى علي بن أبي طالب واضح، كما أن الأفكار والمبادئ والعقائد التي يقول بها الشيعة لم تكن من أفكار ومبادئ علي بن أبي طالب أبدًا، ولذلك فلا يصح أن يقال: إن بداية الشيعة كانت في هذا الزمن.

ومن المؤرخين من يقول: إن بداية الشيعة كانت بعد استشهاد الحسين رضى الله عنه، وهذا رأي وجيه جدًّا؛ فقد خرج الحسين على خلافة يزيد بن معاوية، واتجه إلى العراق بعد أن دعاه فريق من أهلها إليها، ووعدوه بالنصرة، ولكنهم تخلَّوْا عنه في اللحظات الأخيرة، وكان الأمر أن استُشهد الحسين في كربلاء، فندمت المجموعة التي قامت باستدعائه، وقرروا التكفير عن ذنوبهم بالخروج على الدولة الأموية، وحدث هذا الخروج بالفعل، وقُتل منهم عددٌ، وعُرف هؤلاء بالشيعة.

وهذا يفسِّر لنا شدة ارتباط الشيعة بالحسين بن علي - رضى الله عنهما - أكثر من علي بن أبي طالب نفسه، وهم - كما نشاهد جميعًا - يحتفلون بذكرى استشهاد الحسين رضى الله عنه، ولا يحتفلون بذكرى استشهاد علي بن أبي طالب.

ومع ذلك فنشأة هذه الفِرقة لم تكن تعني إلا نشوء فرقة سياسية تعترض على الحكم الأموي، وتناصر فكرة الخروج عليه، ولم يكن لها مبادئ عقائدية أو مذاهب فقهية مختلفة عن أهل السُّنَّة، بل إن القادة الأوائل الذين يزعم الشيعة أنهم الأئمة الشيعيَّة الأوائل ما هم إلا رجال من السُّنَّة يتكلمون بكل عقائد ومبادئ السُّنة.

ومن اللافت للنظر أن الدعوات الانشقاقية عن الحكم التي تضاعفت في عهد الدولة الأموية ومن بعدها «العباسية»، وجدت لها صدًى واسعًا جدًّا في منطقة فارس «إيران حاليًا»، وكان الكثير من سكان هذه المناطق على مدى السنوات يشعرون بالحسرة لذهاب مُلك الدولة الفارسية الضخمة، وانصهارها داخل الدولة الإسلامية، وكانوا يرون أنفسهم أعلى نسبًا، وأفضل عرقًا، وأعمق تاريخًا من المسلمين؛ لذلك ظهر فيهم ما يسمَّى بالشعوبيَّة، وهي الانتماء لشعب معيَّن وليس للإسلام، وأظهر بعضهم حبًّا جارفًا لجذوره الفارسية بكل ما فيها، حتى النار التي كانوا يعبدون.

لما كان هؤلاء لا طاقة لهم بمفردهم للخروج على الدولة الإسلامية، ولما كانوا مسلمين على مدى عِدَّة عقود من السنوات، فقد وجدوا في ثورات الطالبيين «أتباع علي بن أبي طالب» حلًاّ بديلًا؛ فهم سينضمون إليها ليسقطوا الخلافة الإسلامية التي أسقطت دولتهم قبل ذلك، وهم في نفس الوقت لن يتركوا الإسلام الذي اعتنقوه منذ سنوات طويلة، ولكنهم سيحرِّفونه بما عندهم من تراث الدولة الفارسية، وسيطعِّمونه بما يضمن استمرارية الوضع المضطرب في الأُمَّة الإسلامية، وهم لن يكونوا على قمة الهرم، بل سيأتون بالطالبيين، وهم جزء من آل بيت النبي، ولهم مكانة في قلوب الناس، ومِن ثَم سيُكتب لمثل هذه الدعوة الاستمرار.

هكذا اتحدت جهود الشعوبيين الفارسيين مع طائفة من الطالبيين من آل البيت، لتكوِّن كيانًا جديدًا بدأ يتبلور ككيان مستقل، ليس سياسيًّا فقط بل دينيًّا أيضًا.

عند وفاة الحسن العسكري سنة 260هـ وقع هؤلاء الثوريون في حَيْرة كبيرة، فمَن هذا الذي يتولى أمرهم، ثم زاد الأمر اضطرابًا؛ لتنقسم هذه المجموعات الثورية إلى فرقٍ كثيرة جدًّا تختلف بعضها عن بعض في المبادئ والأفكار، بل في الشرائع والمعتقدات.

كان من أشهر هذه الفرق التي ظهرت «الاثنا عشرية»، وهي الفرقة الموجودة الآن في إيران والعراق ولبنان، وهي أكبر فرق الشيعة في زماننا المعاصر.

بدأ قادة هذه الفرقة يضيفون إلى الإسلام ما يناسب الموقف الذي يتعرضون له الآن، وما يضمن لفرقتهم أن تُكمِل المشوار في ظل غياب قائد لهم؛ حيث أضافوا عدَّة بدعٍ خطيرة إلى الدين الإسلامي، وزعموا أنها جزء لا يتجزأ من الإسلام، وأصبحت هذه البدع بالتالي جزءًا من عقيدتهم وتكوينهم؛ ومن هذه البدع ما هو خاص بالإمامة، فأرادوا أن يحلوا مشكلة عدم وجود إمام الآن، فقالوا: إن الأئمة اثنا عشر فقط! وقالوا: إن هؤلاء الأئمة هم بالترتيب كما يلي: - علي بن أبي طالب، والحسن بن علي، والحسين بن علي، وعلي زين العابدين بن الحسين، ومحمد الباقر بن زين العابدين، جعفر الصادق بن محمد الباقر، وموسى الكاظم، وعلي الرضا، ومحمد الجواد، وعلي الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن العسكري.

ولكي يفسروا انتهاء الأئمة إلى هنا قالوا: إن الطفل الصغير محمد بن الحسن العسكري لم يمُتْ، بل دخل في أحد السراديب بجبل من الجبال، وأنه يعيش حتى الآن (أكثر من ألف سنة حتى الآن)، وأنه سيعود في يومٍ ما ليحكم العالم، وهو عندهم المهديّ المنتظر، وزعموا أن الرسول أوصى بأسماء هؤلاء الأئمة الاثنى عشر، ولكنَّ الصحابة كتموا ذلك، وبذلك فهُمْ يكفِّرون عامَّة الصحابة، وبعضهم يفسِّقهم دون التكفير؛ لأنهم كتموا أمر الأئمة هؤلاء، ثم أدخلوا من الفارسية نظام حتمية الميراث في الأئمة، فقالوا: إن الإمام لا بُدَّ أن يكون الابن الأكبر بدءًا من علي بن أبي طالب ومرورًا بكل الأئمة من بعده.

وهذا - كما هو معلوم - ليس في الإسلام أبدًا، وحتى الدول الإسلامية السُّنِّية التي حدث فيها التوارث كالخلافة الأموية والعباسية والسلجوقية والأيوبية والعثمانية لم يقولوا إن هذا التوارث شيء من الدين، أو أنه لا بُدَّ أن يكون في عائلة معيَّنة، وأدخلوا أيضًا من الفارسية مسألة «التقديس» للعائلة الحاكمة، فقالوا بـ «عصمة الإمام»، وأن هؤلاء الأئمة المذكورين معصومون من الخطأ، وبالتالي يأخذ كلامهم حكم القرآن، وكذلك حكم الحديث النبوي، بل إنَّ معظم قواعدهم الفقهية والشرعية الآن مستمدة من أقوال الأئمة، سواءٌ قالوها أو نُسبت إليهم زورًا.

أكثر من ذلك يقول الخوميني زعيم الثورة الإيرانية في كتابه: «الحكومة الإسلامية: «... وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملكٌ مقرَّب، ولا نبي مرسل»، ومن هنا كانت عداوتهم بالغة للصحابة جميعًا، إلا مجموعة قليلة لا تزيد على ثلاثة عشر، وتشمل هذه العداوة بعضًا من أهل البيت مثل: العباس عم الرسول، وابنه عبد الله بن عباس حَبْر الأمَّة رضى الله عنهما. ولا يخفى أن هذا الطعن والتكفير لهما؛ لخلاف الاثنى عشرية مع الخلافة العباسية.

ومن أكاذيب الشيعة أنهم حكموا على معظم الأمصار الإسلامية بأنها دار كفر، حيث كفَّروا أهل المدينة ومكة وأهل الشام، وكذلك أهل مصر، وقالوا في ذلك كلمات نسبوها إلى رسول الله، فهى تعتبر عندهم جزءًا من الدين، وهذه الكلمات موجودة في مراجعهم الأصلية، مثل كُتُب: «الكافي»، و»بحار الأنوار» و»تفسير القمي»، و»تفسير العياشي»، و»البرهان»، وغير ذلك من مراجع.

وبالتبعية فهم لا يقبلون كل علماء السُّنَّة، ويرفضون كل كتب الصِّحاح والسُّنة؛ فلا البخارى ولا مسلم ولا الترمذى ولا النسائي، ولا أبى حنيفة أو مالك أو الشافعى أو ابن حنبل، كذلك لا خالد بن الوليد ولا سعد بن أبى وقاص ولا عمر بن عبد العزيز ولا موسى بن نصير، ولا نور الدين محمود ولا صلاح الدين، ولا قطز ولا محمد الفاتح، وهكذا..

بدأت تظهر المؤلفات والكتب التي ترسِّخ هذه العقائد والأفكار الكاذبة، وانتشرت هذه المناهج بشدَّة في منطقة فارس خاصة، وفى بلاد العالم الإسلامى بشكل عام، ولكنْ دون إقامة دولة تتبنَّى هذا الفكر بشكلٍ رسمي، ولكن عند نهايات القرن الثالث الهجرى وبدايات القرن الرابع الهجري، حدثتْ تطورات خطيرة أدَّتْ إلى وصول الشيعة إلى الحكم في بعض المناطق، وكان لهذا تداعيات رهيبة على الأمة الإسلامية، بلغت ذورتها مؤخرا في طبول الحرب التي تدقها إيران في المنطقة.. وهكذا أسست الأكاذيب طائفة الشيعة التي تكذب على الله ورسوله وصحابته، وتتخذ من الكذب أسلوب حياة.
الجريدة الرسمية