رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو..مأساة أسرة طفلة مصابة بضمور في المخ..الأب يعرض بيع قرنيته لعلاج ابنته المريضة..ويصرخ باكيًا: عانيت 7 سنوات لعلاجها دون جدوى.. بعت منزلي وأكلت خبزا عفنا..حياتي تحولت إلى جحيم والحكومة خذلتني


بدموع الحزن على ابنته المريضة حبيبة التي لم تتعد السابعة من عمرها، وفى منزل متهالك لا يكاد أن تصيبه هزة بسيطة فيسقط على الأسرة المكونة من ستة أفراد بعد أن باعوا منزلهم لعلاجها، اشتكى "محمد عبدالله عبدالعظيم"، 50 سنة، والمقيم بقرية دنشواى التابعة لمركز الشهداء بالمنوفية من قصة المرار الذي ذاقه في رحلة العلاج مع نجلته التي انتهت بلا شيء.


البداية جرعة تطعيم زائدة
قال محمد والد الطفلة حبيبة، يعمل ترزيا، وينفق على أسرة مكونة من أربعة أبناء وزوجة: قصة العلاج والشقاء بدأت عندما كانت ابنتى في سن سبعة شهور حيث ذهبت لتطعيمها بمستشفى الشهداء، وأخذت العقار وعدنا إلى المنزل، وأصيبت بحالة من الغثيان والقيء، ومن تلك اللحظة بدأنا سيناريو جديدا في رحلة علاج بلا نهاية.

بداية الشكاوى
يحكى والد الطفلة قائلا "بدأت في الشكاوى للمسئولين كي أحصل على حق ابنتى في العلاج كباقى الأطفال، وخاصة أنها بعد جرعة التطعيم الزائدة أثبتت التحاليل والفحوصات أنها مصابة بـ "التهاب في المخ وضمور جزئى في العصب البصرى وصرع كبدى"، وتحتاج إلى السفر للخارج لعلاجها، طرقت الأبواب كلها من أجل الطلب للعلاج، وأرسلت شكاوى ابتداء من وكيلة الوزارة بالمنوفية وصولا إلى وزير الصحة ووزارة الخارجية، من أجل علاج ابنتى.

عام مع عقار الديباكين
وأضاف: قضيت عاما مع عقار الديباكين الذي أدى إلى تدمير حياة ابنتى، إلى الأبد، بعد معاناة كاملة للطفلة وصرفته لى مستشفى زاوية الناعورة، عام كامل، حول حياة ابنتى إلى جحيم، ما جعلنى أشتكى وأرسل الفاكسات والتلغرافات، وقمت بالشكوى إلى النيابة الإدارية، ثم النيابة العامة ثم تم تحويل ابنتى إلى الطب الشرعى، لأطالب فيها بالعلاج لنجلتى على نفقة الدولة، من أجل العودة إلى الحياة مرة أخرى.

معاناة عامين
وتابع: عانيت عامين أنا وابنتى وأسرتى إلى أن قمت ببيع منزلى وسكنت في منزل بالإيجار لا يكاد يحمينا من برد الشتاء ولا من حر الصيف، قمت برفع الدعوة رقم 18 لسنة 14 ق أمام محكمة القضاء الإدارى بشبين الكوم، الدائرة الأولى، لطلب العلاج على نفقة الدولة، والذي صدر بعد معاناة أكثر من ثلاث سنوات، بقرار العلاج على نفقة الدولة بإجمالي مبلغ 15 ألف جنيه إسترلينى، ودخلت دوامة الشكاوى من جديد بعد تعطيل تنفيذ الحكم، برفع عدد من الدعاوى القضائية الملزمة بتنفيذ الحكم بالعلاج لابنتى ب15 ألف جنيه استرلينى وما يستجد من مصروفات، طلبت منى اللجنة الطبية الأوراق الخاصة بحبيبة، لتقدير المبلغ، وتم تقدير مبلغ 12 ألف جنيه إسترلينى، وهو الحد المسموح به لاى مصرى يعالج بالخارج على حد قولهم.

السفر والعناء بلندن
واستطرد: سافرت أنا ونجلتى إلى لندن، بعد أن استدنت ثمن التأشيرة 2150 جنيها من أهل الخير، وكأننى أصارع الأمواج في البحر، قضيت 15 يوما في "ستوديو " مكانا للإقامة بدلا من أن أقيم بالمستشفى مع العلم إننى من المفترض أن أقيم بالمستشفى مع نجلتى إلا أنه لم يتم، ورضيت، تم عمل أربعة تحاليل لابنتى "رسم مخ وتحليل بول ورسم عين وأشعة رنين" فقط، وقالوا إن المبلغ انتهى ولابد من توريد مبالغ أخرى من مصر.

خاطبت وزارة الصحة في مصر لتعزيز المبلغ للعلاج طبقا للحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري، ولكن لم يتم الرد على، الأمر الذي أجبرنى على النزول إلى مصر من جديد حاملا أوجاع وأمراض ابنتى دون أي نتيجة.

مر العيش بلندن
وقال: على الرغم من إننى عانيت الأمرين في لندن، وقضيت 15 يوما عذاب دون أن أرتاح في سبيل أن ترتاح ابنتى إلا إننى لم أتمكن من العودة بالراحة، وفى آخر ليلة قضيتها، أكلت عيشا عفنا لعدم قدرتى على شراء الطعام، وأبلغت السفير المصرى هناك بما أعانيه لكى أقابله قال لى "أنا مش فاضى"، وطالبت من الأطباء هناك حل مشكلتى قالوا لى إن المشكلة مع الوزارة المصرية وليس لنا أي دخل بها.

العودة بالخيبة
وأضاف عدت من لندن بلا أي نتيجة بل ازداد الأمر سوءا، وأصبحت مدينا لكل الجيران، بعد أن اقترضت مبالغ مالية منهم كى أتمكن من السفر إلى لندن وكى أساعد ابنتى ولكن، كفرت بالوزارة وبالخارجية وبكل شىء ولم يعد أمامى أي طريق لعلاج ابنتى.

مفاجأة بقرار علاج بعد العودة
وتابع فوجئت بخطاب من وزارة الصحة يؤكد أنه تم تحويل مبلغ 5 آلاف جنيه استرلينى لعلاج ابنتى بمستشفى لندن، على اعتبار أنها متواجدة بالمستشفى، ولكن لا أعرف أي شىء عن هذا المبلغ حتى الآن، وخاصة أننى طالبت كثيرا بحل مشكلتى في وزارة الصحة، ولكن دون أي رد، وأود أن أعرف كيف يتم تحويل مبالغ مالية إلى اسم طفلتى وهى غير متواجدة بالمستشفى، ومن الذي استلم هذه المبالغ، ومن المسئول عن ضياع أحلامى.

مستعد لبيع أجزاء من جسدى لعلاج ابنتى
وقال الأب باكيا: على أتم الاستعداد كى أبيع أي جزء من جسدى لعلاج ابنتى، وعرضت أن أبيع قرنية العين أثناء حديثى مع أحد القيادات بوزارة الداخلية في الفترة الأخيرة، واتقاضى نصف الثمن كى أتمكن من علاج ابنتى، وعرضت أن أبيع فص الكلية أو أي شىء من جسدى أنا أو زوجتى كى تعيش ابنتى في صحة وسعادة كباقى زملائها.

رسالتى إلى السيسي
وأضاف: أطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأن يتابع حالة ابنتى التي عانت المرار منذ ميلادها بسبب خطأ طبى، قضى على حياتها، وأن يحقق الأمل الذي انتخبناه من أجله وأن يحقق أمل الأسرة التي ضاعت وضاع كل ما كان لديها من أجل الأمل في حياة أفضل.


وأكد أحمد عزت، محامى المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ومحامى الطفلة، أنه سيرفع دعوى جديدة مكملة للدعوى الأولى أمام محكمة القضاء الإداري لعدم تنفيذ الحكم الصادر بمسودته، وخاصة أن المستشفى التي تم تحديدها في الحكم لم يتم الانتقال إليها، بالإضافة إلى المبالغ المالية التي نص عليها الحكم لم يتم توفيرها، وأصبحت 12 ألف جنيه إسترليى بدلا من 15 ألفا، كما تم إصدار مبلغ جديد ب 5 آلاف جنيه استرلينى لم يتم معرفة أي شىء عنه حتى الآن.

وأكد عزت أنه في حالة عدم الحكم في الدعوى سيتم رفع جنحة مباشرة بعدم تنفيذ الحكم والتي تصل عقوبتها إلى العزل من الوظيفة والحبس، لافتا إلى وجود شبهة فساد كبيرة في الأمر وخاصة أن الحكم واضح وصريح بمبلغ ومستشفى، ولكن تم اللعب في المبالغ والمستشفى وإصدار مبالغ من رئاسة الوزراء لا يعلم مصيرها حتى الآن.
الجريدة الرسمية