وزراء يخدعون الشعب
وفي مصر يخرج المسئول يقول ما يشاء من بيانات وأرقام وهو يعلم أن أحدا لن يحاسبه عليها.. والأخطر أنه يعتبرها إنجازات حقيقية على طريقة "يقول الكذبة ويصدقها".
وإذا تم جمع تصريحات المسئولين خلال السنوات الأخيرة حول عدد المشروعات وحجم الإنفاق على الخدمات وغيرها من "كلام الوزراء المعسول" ستكون النتيجة أن مصر شهدت تنفيذ مشروعات أضعاف ما تم في أوربا كلها. ولو تحقق 1% من تصريحات السادة الوزراء الموقرين لكانت مصر أكثر بلدان العالم تقدما في التعليم والصحة والمرافق وكل شئون الحياة.
لكن مصر العشوائيات وانهيار الخدمات وتزايد البطالة والفقر والمرض والأمية تؤكد أننا عشنا أكبر أكذوبة ولم نحاسب المتورطين فيها رغم جرائمهم في حق أجيال. الكارثة الكبري أن هذه الظاهرة مستمرة الآن وبعد ثورة 25 يناير..وبعد تولي السيسي الحكم حاملا شعارات الصدق ومصارحة الشعب والعمل بإخلاص ووطنية بعيدا عن ممارسات التلميع والتصريحات الوردية.
بعض الوزراء والمسئولين يطلقون كل يوم أطنانا من البيانات الصحفية تتضمن أرقاما وهمية وعبارات مطاطة تحكي عن إنجازات لا وجود لها وعن إجراءات لا يعرفها الواقع..يحدث هذا في بعض الوزارات الاقتصادية والخدمية التي تمس معيشة المواطن بشكل مباشر وخير دليل على ذلك ما يردده كبار المسئولين في قطاع الكهرباء الذين يعلنون كل صباح أنه تم حل مشاكل الصيانة في المحطات وإقامة مشروعات جديدة لتوليد الطاقة ولن يشهد الصيف أي انقطاعات.. يقولون ذلك وأكثر وهم يعلمون أن معظم تصريحاتهم كلام في الهواء وأن التيار الكهربائي سينقطع كثيرا وكثيرا جدا خلال الصيف بل وانقطع في عز الشتاء.
وأتذكر يوسف بطرس غالي وزير أكثر من وزارة في عهد مبارك كان يدلي بتصريحات من النوع الوردي "والدنيا بمبي" وبعد لحظات يجلس مع الصحفيين ويقول عكس ما أعلنه للنشر.. وفي إحدي المرات عندما واجهه بعض الصحفيين قال "البلد خربانة.. خربانة.. عايزيني أنا اطلع أقول الكلام ده عشان يروحوني تاني يوم".
لن يكون هناك تغيير حقيقي في مصر في ظل وجود مسئولين من عينة يوسف بطرس غالي..!