بالفيديو.. هيكل: مشكلة مياه النيل بدأت منذ 800 عام.. وضع ملف المياه في يد أجهزة الأمن خطأ كبير.. المؤتمر الاقتصادي أعاد مصر للعالم العربي.. «داعش» تعلم الذبح من أمريكا.. والسيسي ليس ناصر أو
قال الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل: إن الملف الإثيوبى معقد للغاية، مؤكدا أن التفكير في قطع مياه النيل عن مصر بدأ منذ 800 عام تقريبا، وأن المكتشف البرتغالى فاسكو ديجاما أخذ تعليمات من البابا الإسكندر السادس بابا الفاتيكان، لقطع مياه النيل عن مصر قبل بدء رحلته حول أفريقيا.
وأكد هيكل خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي، ببرنامج "مصر إلى أين" على قناة "سي بي سي"، أن الملك فاروق كان مدركا للغاية أهمية اكتشاف منابع النيل والحفاظ على حياة مصر.
ملف النيل
وقال إن وضع ملف مياه النيل في يد الأجهزة الأمنية لفترة كبيرة كان خطأ كبيرا، مشيرا إلى أن هناك بعض المغامرات تم ارتكابها في ذلك الملف.
وأوضح أن الدولة أساءت التفاوض على ذلك الملف ولم تلتفت إليه إلا عند البدء في إنشاء سد النهضة، مشيرا إلى أن هناك تنازلات قدمت من مصر في السابق بخصوص هذا الملف.
وأضاف أن علينا الإمساك بطرف خيط جديد في تلك القضية والبدء في العمل على حل الأزمة.
المؤتمر الاقتصادي
ومن ناحية أخرى أكد أن المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ أعاد مصر إلى عالمها العربى.
وأضاف أن من أهم أحداث المؤتمر هو ظهور المرأة المصرية بصورة مختلفة، السيدة المصرية الطبيعية التي تخرج لتؤدى دورها مثلما فعلت وزيرة التعاون الدولى نجلاء الأهوانى، وأكد أن مصر تحاول بشكل كبير العودة إلى الساحة العالمية والعربية.
إثيوبيا
وقال إن قدوم إثيوبيا إلى المؤتمر الاقتصادى كان بسبب إحساسها أن الدولة المصرية لم تعد بمفردها.
وأوضح أن إثيوبيا في السابق كانت تريد أن تتعامل مع مصر من منطلق مبدأ كسب الوقت، لكن التفاف العالم العربى حول مصر وحضور عناصر مهمة من العالم جعل الوضع يبدو مختلفا في مصر.
السيسي ليس السادات
وقال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس ناصر الثانى أو السادات، مشيرا إلى أن الوضع السياسي تغير عن السابق.
وأوضح أن السيسي أمامه مرحلة أخرى تختلف عن كل المراحل السابقة، مؤكدا أن الرئيس جاء بعد ثورة يناير وهدفه ليس الأيديولوجية.
وأضاف أن العالم العربى الآن أمام الصراع مع الإرهاب، وليس الصراع العربى الإسرائيلى الذي أصبح يأخذ "ركنا آخر".
وقال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحول من رئيس الضرورة إلى رئيس الاختيار بعد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، مؤكدا أن التحول الذي حدث بعد المؤتمر الاقتصادى يلقى على السيسي ومصر مسئوليات جديدة.
وأوضح أن طريقة إدارة السيسي للمؤتمر أظهرت مدى تغيره وتحوله من رئيس جاء بسبب وضع البلد الضرورى في 30 يونيو، إلى عالم عربى يطلب من مصر أن تنهض بمسئوليات جديدة.
وقال إن آخر سلاح من الممكن أن يلجأ إليه العالم العربى هو استخدام القوة العسكرية، مشيرا إلى أن تجربة الصراع العربى الإسرائيلى ما زالت تحكم قراراتنا.
وأوضح أن العالم العربى يجب أن يكون لديه تصورات واضحة قبل اتخاذ قرارات مصيرية مبتعدا عن الماضى.
وأضاف هيكل أن السلاح هو الحل الأخير في مواجهة الإرهاب بعد معرفة العدو الذي أمام الشعوب بوضوح.
وقال إن أوربا دائما تضع تصورات للسياسة العالمية بدون الخوض في مؤتمرات وقرارات تنتج عنها من خلال النقاش، وهو ما يجب أن يفعله العالم العربى الآن.
وأوضح أن أي قرار يتخذ من الممكن أن يكون خطأً إذا لم تكن هناك تصورات، وعلينا أن ننتظر حتى تتجلى الحقائق لأصحاب المصالح المشتركة.
وأضاف أن العالم العربى الآن أمام بلدان يجب أن يعاد بناؤها، مشيرا إلى أن مصر من الممكن أن تعود إلى دورها، ولكن يجب أن تعرف أي الطرق يجب أن تسير، بدون النظر إلى القيادة والريادة والرجوع إلى تلك التصورات القديمة.
"داعش"
وقال إنه يعارض بشدة فكرة انقسام العالم العربى والإسلامى إلى سنة وشيعة، مشيرا إلى أن الإرهاب موجود ويطوق الخليج والعالم العربى.
وأكد أن أشكال وطرق القتل البشعة عن طريق "الذبح" تعلمها "داعش" من الأمريكان، وهو أسلوب اعتمدته أمريكا خلال غزو العراق لنشر الرعب.
وأوضح أن العرب والمسلمين هم من صنعوا داعش، بداية من تنظيم القاعدة الذي ظهر مع محاربة المسلمين للإلحاد في أفغانستان خلال حرب الاتحاد السوفيتى، مضيفا أن داعش هو إعادة لتنظيم القاعدة بشكل جديد.
قال إن التعامل مع تنظيم داعش يجب أن يكون بطريقة مختلفة، مؤكدا أن الحرب على الإرهاب الآن لا يمكن أن تحدد جبهتها وهى بدون معالم أو عدو واضح.
وأكد أن أمريكا بجيشها لم تقدر على مواجهة الإرهاب، وأن بعض الجيوش العربية أيضا فشلت في مواجهة الإرهاب، مطالبا بالتدقيق في اللحظة التي ستستخدم فيها القوة العسكرية.
القضية الفلسطينية
وقال إن القضية الفلسطينية لم تعد القضية الأولى في العالم العربى الآن بسبب عدد القتلى الذي زاد في قضايا أخرى غير القضية الفلسطينية.
وأوضح أن ما يقلقه هو مشاعر سكان قطاع غزة نحو مصر، مشيرا إلى أن القطاع لو انفجر سوف يصيب مصر.
وأضاف أن الملك الراحل حسين، ملك الأردن، نصح الإسرائيليين بالتفاوض مع مصر بشأن الضفة الغربية.
الأزمة اليمنية
وبخصوص الأزمة اليمنية، قال "هيكل" إن اليمن هو بركان هائل سيجرف كامل المنطقة إذا انفجر، مؤكدا أن هناك قبائل وثقافة يجب أن تدرس جيدا لوضع العلاج الصحيح للأزمة المتفجرة.
وأوضح أن إسرائيل لها مطار عسكري قريب من مضيق بابا المندب في جزيرة هناك، ما يحتم علينا النظر جيدا لتلك القضية وتحليلها قبل الخوض في معارك.
وأكد أن العلاقات الدولية هي ميزان للقوى يجب أن يتدراكها الجميع.
القضية السورية
وعن القضية السورية أكد أن العالم أمام نظام ما زال يقاوم وشعب ما زال يحكم من قبل بشار الأسد، مشيرا إلى أن مصر من الممكن أن تلعب دورا في تلك القضية.
وقال إن ضرب داعش في ليبيا كان لابد أن يخطر به مجلس الأمن أولا، مطالبا بأن ترتب مصر دوليا دائما قبل استخدام القوة العسكرية.
وأوضح أن البلد الوحيد القادر على التصرف بالقوة دون التشاور مع أحد هو أمريكا، مؤكدا أن مصر قوة لها احترامها ولكنها ليست أمريكا.
وأكد أنه لا يمانع العمل العسكري لحماية الحدود، مطالبا الدولة بمراعاة الحسابات أولا وإخطار المجتمع الدولى قبل الضربة ولو بخمس دقائق.