رئيس التحرير
عصام كامل

هل يمكن أن تنجح الانتخابات فى ظل التردى الأمنى؟


الأمن عنصر هام، بل قد يكون الأهم على الإطلاق الآن وأن غيابه يمكن أن يهوى لا نقول بالعملية السياسية ولكن بمستقبل الوطن ككل.. لقد كان سقوط الأمن فى أعقاب ثورة يناير أحد العوامل التى أدت إلى زيادة معدل العنف وإهدار ثروات المصريين.

رأينا ذلك الكم الكبير من السيارات التى سرقت ولم تعد وتم تقطيعها وبيعها، رأينا عمليات السلب والنهب والسرقة بالإكراه للخارجين عن القانون والذين حاولوا أن يوظفوا لا نقول الثورة ولكن حالة الغياب الأمنى للأفراد لكى ما يرتعوا فى المجتمع.
لقد وصل الأمر إلى حد الهلع والفزع وكابوس ليلى ظن البعض أنه لن ينجلى بصبح وكان الإصباح فيه بأمثل.. والانتخابات على الرغم من تلك المعوقات التى تقترحها وهى الرفض من قبل العديد من التيارات السياسية لها والمطالبة بمتابعتها وأيضاً محاولة الحشد للمقاطعة ودعوة الآخرين للانضمام إليهم هناك أيضاً معوقات سياسية تتعلق بتنظيم هذه العملية وكيفية ممارستها وعدم ضمان نجاحها بالنظر إلى تقنية الأصوات، وإذا ما مرت الانتخابات بأننا سوف نصبح أمام برلمان ضعيف ويشوبه العوار القانونى والدستورى أيضاً وسوف ترفع العديد من الدعاوى ضده ..
هناك أيضاً عنصر هام وهو عدم التوافق السياسى أو الاستقرار والدعوات للعصيان المدنى وعمليات الكر والفر ما بين الشرطة والمتظاهرين والاعتصامات وغلق الشوارع والوقفات الاحتجاجية والاعتصامات.. هناك أيضاً الأزمة الاقتصادية الطاحنة.. ولكن السؤال الآن من الذى سيؤمن الانتخابات قد يقول قائل يمكن للقوات المسلحة أن تقوم بذلك الدور بدلاً من الشرطة ولكن كيف يمكن أن نعيدها مرة أخرى بعد أن خرجت ولبت النداء وقامت بدورها، ولكن ماذا أيضاً عن تلك الشائعات التى تتردد وعمليات القمع لهذه المؤسسة العريقة ذات الدور الحيادى والتى استطاعت أن تخمد الثورة وأن تقف بجانبها وهى يمكن أن تعود إذا استلزم الأمر وإذا ما وصلت الأمور إلى حالة الانهيار القاتل الذى أصبحنا على خطوات قليلة منه.
ولكن علينا أن ندرك أن عودة الجيش معناه فشل الثورة وأيضاً فشل فكرة الدولة الديمقراطية التى حلمنا بها، الجيش لا يريد التدخل ولكن إذا ما استوجب الأمر ذلك فهو سوف يتدخل.. وتدخله ليس فقط لتأمين انتخابات عليها اختلاف وتوليه فى ظروف صعبة أو ولادة متعثرة وقد يأتى المولود مبتسراً أو ميتاً.. لابد من تهدئة الأجواء ولابد من إعادة ضبط إيقاع العلاقة ما بين الشرطة والشعب وتذويب جبل الثلج الذى يفصل بينهما..
الشرطة لها دور حيوى وفعال وضرورى فى حماية أمن المواطن ودونها لن يكون هناك الشعور بالآمان والأمن الذى يعد مطلباً يفوق الحاجة إلى الخبز، وهو ما يدلل لنا على أهمية جهاز الشرطة.. ضحايا كثيرون يسقطون من الشرطة ومن المتظاهرين وكلاهما من أبناء مصر أخوة أولاد عمومة أهل بمعنى الكلمة، على النخبة السياسية والرئاسة أن تدرك أن نجاح العملية السياسية أياً كانت وعلى رأسها الانتخابات لها متطلبات وعلى رأسها بالقطع التوافق والاستقرار الذى لن يكون دون توفر الأمن ودون ذلك فلا حديث عن السياسة أو أية شىء.
الجريدة الرسمية