الفكر هو الحل
للحركة السياسية في مصر قصة، وأصل ذلك يعود إلى بداية الدولة الحديثة في مصر، وقت أن أقامها محمد علي في بداية القرن التاسع عشر، آنذاك لم يكن لدى عموم أهل مصر أفكار سياسية مشابهة لتلك الأفكار والتوجهات التي كانت تموج بها الحياة في أوربا، وغاية ما فعله محمد علي أن قام بتنظيم بعض البعثات للخارج بقصد توصيل المعارف الحديثة للبلاد.
والحق أن ما فعله محمد علي يدل على أنه صاحب رؤية وقدرة مذهلة على التخطيط للمستقبل، ومن خلال هذه البعثات بدأ المصريون يَطَّلِعون على النهضة الأوربية والحركات السياسية بها، وما أن بدأ حكم "الخديوي إسماعيل" حتى أخذ في نقل بعض التجارب الغربية إلى مصر، وبدأ المجتمع المصري يسمع لأول مرة عن الديمقراطية وحكم الشعب والحرية، وكان برلمان إسماعيل صورة حية لنقل المفاهيم الأوربية من حيث الشكل دون المضمون إلى بلادنا، حيث كان إسماعيل حريصًا على الشكل دون أن يعنى بتطبيق هذه المفاهيم على الإطلاق.
ومع بداية القرن العشرين، ومع زيادة المبعوثين للخارج، انقسم المجتمع المصري إلى قسمين أحدهما تشيع للثقافة الغربية بحلوها ومرها – كما قال طه حسين – والآخر تعصب للأصول المرتبطة بالإسلام، وهؤلاء أطلقوا على أنفسهم "فريق المحافظين"، وعلى استحياء ظهر فريق آخر ينادي بالفرعونية والانتماء لحضارتنا القديمة، الأمر الذي بدا وكأن المجتمع المصري يبحث عن هوية وعن انتماء، ومع ثورة 1919 بدأت مصر تتجه ناحية الليبرالية وبدأت مفاهيم الوطن تؤثر في معظم الأطياف، ومن بعيد ظهرت الحركة الإسلامية ممثلة في جماعة الإخوان تجاهد لتحصل لنفسها على مكان في الخريطة السياسية، وما أن أقبلت الثلاثينيات من القرن العشرين حتى انخرط الإخوان بشكل فاعل في الحياة السياسية، إلا أنهم لم يحملوا مشروعا سياسيا واجتماعيا، فخلطوا بين "الدعوي والسياسي" ومزجوا الإسلام بالتنظيم، وانتقدوا "الوطنية" ووقفوا عند اجتهادات القدماء فأصبحوا عبارة عن كيان عنصري لا يرى إلا نفسه.
وبدخول الإخوان للحياة السياسية أصبح المجتمع منقسمًا إلى ثلاثة أقسام رئيسية، الليبرالية بتفريعاتها، والشيوعية بتنظيماتها وأطيافها، والإخوان بعنصريتها وطموحاتها، وعبر مسيرتهم السياسية ظهر لعموم الناس أن الإخوان يسيرون عكس اتجاه حركة المجتمع، وما حدث في مصر أخيرا يؤكد أن عنصريتهم ستحركهم للانتقام من المجتمع، وما لم نواجههم فكريا سنظل أسرى في دائرة الإرهاب.
ومع بداية القرن العشرين، ومع زيادة المبعوثين للخارج، انقسم المجتمع المصري إلى قسمين أحدهما تشيع للثقافة الغربية بحلوها ومرها – كما قال طه حسين – والآخر تعصب للأصول المرتبطة بالإسلام، وهؤلاء أطلقوا على أنفسهم "فريق المحافظين"، وعلى استحياء ظهر فريق آخر ينادي بالفرعونية والانتماء لحضارتنا القديمة، الأمر الذي بدا وكأن المجتمع المصري يبحث عن هوية وعن انتماء، ومع ثورة 1919 بدأت مصر تتجه ناحية الليبرالية وبدأت مفاهيم الوطن تؤثر في معظم الأطياف، ومن بعيد ظهرت الحركة الإسلامية ممثلة في جماعة الإخوان تجاهد لتحصل لنفسها على مكان في الخريطة السياسية، وما أن أقبلت الثلاثينيات من القرن العشرين حتى انخرط الإخوان بشكل فاعل في الحياة السياسية، إلا أنهم لم يحملوا مشروعا سياسيا واجتماعيا، فخلطوا بين "الدعوي والسياسي" ومزجوا الإسلام بالتنظيم، وانتقدوا "الوطنية" ووقفوا عند اجتهادات القدماء فأصبحوا عبارة عن كيان عنصري لا يرى إلا نفسه.
وبدخول الإخوان للحياة السياسية أصبح المجتمع منقسمًا إلى ثلاثة أقسام رئيسية، الليبرالية بتفريعاتها، والشيوعية بتنظيماتها وأطيافها، والإخوان بعنصريتها وطموحاتها، وعبر مسيرتهم السياسية ظهر لعموم الناس أن الإخوان يسيرون عكس اتجاه حركة المجتمع، وما حدث في مصر أخيرا يؤكد أن عنصريتهم ستحركهم للانتقام من المجتمع، وما لم نواجههم فكريا سنظل أسرى في دائرة الإرهاب.