رئيس التحرير
عصام كامل

أخسر حياتي من جديد


وصلتني رسالة تقول:
تزوجت منذ عدة سنوات، ورزقنا الله بطفل جميل لكني كنت تعيسة لدرجة أن الحياة استحالت بيننا وشعرت أن استمرارها ليس في مصلحة ابني، فاتفقنا على الطلاق ورجعت لبيت أمي أحمل طفلي الذي لا أدري كيف سأربيه بعيدًا عن حضن أبيه.


كان بيت أمي صغيرًا علينا وكان أخي يعيش معها هو وأختي، الكل يتدخل في تربية ابني ولا أملك حق الاعتراض فنحن ضيفان عليهما، غاب الأب ولم يسأل عن ابننا يومًا ولم يرسل له نفقاته، لم يكن راتبي يكفي، لذلك اضطررت لرفع قضية نفقة فطالب هو برؤية الولد مقابل النفقة.

كنت أصطحب ابني لتنفيذ حق والده في الرؤية، لكن الولد كان رافضًا لأبيه بشكل عجيب وكان يرفض الذهاب لمقابلته، وكان يعامل والده بمنتهى الجفاء، لذلك توقف والده عن المطالبة برؤيته، وكان يتغيب عن اللقاء، تقدم لي زميل في العمل كان فرق السن بيننا كبيرا، كان أرملا وله أربع أولاد (بنتان وولدان) تزوجوا جميعًا إلا أصغرهم الذي كان في آخر سنة في الجامعة.

وافقت على الزواج لأنه كان رجلًا طيب القلب وشعرت أنها فرصة للتخلص من وضعي عند أمي، تعلق ابني به وأحبه لدرجة أنه كان يناديه "بابا" تلك الكلمة التي لم يقولها يوما لوالده، تقبل الجميع هذه الزيجة عدا ابنه الصغير، كان يتعمد مضايقتي وكان كثير الشكوى لوالده مني.

أصبح زوجي يلومني ويتهمني بالتقصير في حق ابنه وبدأ يقارن تصرفي مع ابنه وتصرفه مع ابني، بدأ زوجي يتعامل بفتور نوعًا ما مع ابني مما أثر سلبا عل نفسية الولد، أشعر أني أخسر كل شيء من جديد، زوجي، ابني، علاقتي بباقي أولاد زوجي، ولا أدري ماذا أفعل؟

لصاحبة هذه الرسالة أقول:
لقد من الله عليك بزوج طيب أحبك وأكرمك أنت وابنك لدرجة جعلته يتعلق به ويناديه بابا، أي أنه عوضه غياب الأب وكان أبًا حقيقيًا لابنك لذلك كان عليك أن تشعريه أيضًا أنك أمًا حقيقية لأبنائه خاصة هذا الذي يعيش معكم في نفس البيت.

أختي الفاضلة الحياة أخذ وعطاء، ضعي في اعتبارك أن ابنه هذا يفتقد وجود الأم في حياته، بيدك أنت وحدك إسعاد الجميع، وهذا لا يعني أني أحملك المسئولية وحدك أو ألومك على شىء، فقط لا بد أن تدركي أن عليك دورًا هامًا كي ينصلح الأمر، فكري بإيجابية ولا تنظري للعطاء كأنه مذلة أو إهانة، بل على العكس، ونصيحتي هذه ليست من باب الاضطرار، أو تجنبًا للفقدان انظري للأمر من تلك الأوجه الإيجابية:

- العطاء والحب سيعود بالخير عيكم جميعًا.
- ستتحسن نفسية ابنك ويشعر بالهدوء والاستقرار الأسري وسيعيش حياة طبيعية في أسرة مترابطة.
- ستصبح علاقتك بزوجك في أفضل حال.
- إحسانك لأبناء زوجك ومحاولة تعويضهم فقدانهم لأمهم له أجر كبير عند الله سبحانه وتعالى.
- ستتجنبين الفشل في حياتك ومن ثم العودة لحياة غير مستقرة في بيت والدتك.

اعذري زوجك لأنه تغير في معاملته معك ومع إبنك، فهو بشر ومن الطبيعي أن تؤثر علاقتك مع أبنائه على علاقته بك وابنك، فالمشكلات والشكاوى كفيلة بقتل المشاعر الإيجابية، لذلك كوني حكيمة واجعليه يطمئن أنه أحسن الاختيار عندما اختارك شريكة حياة.

واعلمي أنك عندما تقدمين الحنان والمودة لأبناء زوجك تكوني قد قدمتي السعادة لكل الأسرة.. وأحسني لأبنائه وأقترح أن تجمعينهم كل أسبوع لقضاء يوم عائلي بمنتهى الحب كما تفعل كل أم مع أبنائها وأحفادها، وبذلك تكونين قد كونتي لابنك أسرة يحبها وتحبه وتهتم به، وتكونين قد ألفتي بين القلوب وقدمتي السعادة للجميع وأولهم أنت.
الجريدة الرسمية