أدلة انتصار البحيري على الجندي في مناظرة موسى!
كنا انتوينا أن نكتب عن أزمة إسلام بحيري مع الأزهر والسلفيين بتأصيلها باعتبارها نتاجا طبيعيا للصراع الدائر والدائم بين مدرستين تتنازعان تفسير الإسلام العظيم وفهمه وتقديمه للعالمين..نقول فهمه وتقديمه وليس إنتاجه من الأصل..لكن عجلت مناظرة الأمس بين إسلام بحيري وخالد الجندي ـ مع حفظ الألقاب ـ في الكتابة عن الموضوع..ولأن تيار السلفية والإخوان هو الأقوى إلكترونيا لذلك ساق القوم للناس البشري..
بشرى انتصار الحق على الباطل والإيمان على الكفر والخير على الشر كما يتوهمون.. ولأننا شاهدنا المناظرة كاملة لكن في الاعادة لذا رأينا أن شيئا من ذلك لم يحدث..وأن هناك مؤاخذة شكلية على البرنامج بإجراء المناظرة بغير علم أحد طرفيها وبغير استئذانه وهو هنا..أي إسلام بحيري من حقه مبدئيا أن يتركها في أي وقت فلم يتفق عيها ولم يستأذن فيها!
أما في مضمون المناظره..قال الشيخ خالد الجندي مشكورا إن غير الرسول عليه الصلاة والسلام يؤخذ منه ويرد..ولا قداسة لأحد في الإسلام وإنما الاحترام والتبجيل..وهنا..الجندي يقذف كل خصوم البحيري بالماء البارد.. فالبحيري وفقا لذلك ينتقد من أباح الإسلام انتقادهم باعتبارهم بشرا لا يعد انتقادهم خروجا عن الإسلام!
النقطة الثانية هي تعريف " التراث " في قوله " وتأكلون التراث أكلا لما "..الجندي قال إنها الأشياء القديمة.. قال البحيري إنها الميراث..اتهمه الجندي بالجهل ودلل على كلامه باستكمال نص الآية وهو " وتحبون المال حبا جما " وإنه إن كان التراث هو الميراث أي المال فلا يمكن أن يكون معنى الآية أنكم تأكلون المال وتحبون المال حبا جما..أي أنها من وجهة نظر الجندي لا تعني المال مطلقا..
قرأ البحيري من تفسير القرطبي..ضحك الجندي وحاول التشويش..إلا أننا هنا جئنا بالتعاريف الثلاثة وهي كالتالي: هي عند القرطبي " وتأكلون التراث أي ميراث اليتامى. وأصله الوراث".. وهي في مختصر ابن كثير: " عن حقه الثابت له في الميراث وأكل ماله، وإليه الإشارة بقوله تعالى وتأكلون التراث " وهي في المصحف الجامع والطبري: " وله: ( وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَمًّا ) يقول تعالى ذكره: وتأكلون أيها الناس الميراث " أي أنه وبالنص ـ ويمكنكم الرجوع إليها ـ ثبت أن كلام البحيري صحيح تماما...!!
تتبقى ثلاث نقاط..إنه لا يمكن قبول منطق خالد الجندي نقلا عن ابن تيمية بقتل المجاهر بنية الصلاة تحت أي مبرر ولا تفسير ولا حجة...كما أنه لا يمكن قبول اتهام ابن تيمية للأشاعرة بأنهم زنادقة..لأنه لو كان اتهامهم مباحا بهذه التهمة الشنيعة..فماذا عن اتهام من هم أقل من الأشاعرة علما وورعا من شيوخ زماننا..أما الأخيرة تأكيد خالد الجندي مشكورا أنه يرفض إلغاء البرنامج أو مصادرة أي رأي..وهنا نقول هل يمكن أن يكون رأي الجندي أن برنامج البحيري يتآمر على الإسلام ويهين الذات الإلهية ويهاجم القرآن ويوافق على عدم المساس به؟! إنه الاعتراف النهائي والمباشر من خالد الجندي أن الموضوع أمر سوء في العرض أو تطاول غير مبرر من البحيري ولكنها ليست أبدا اقترابا أو مساسا بالعقيدة!
وللحديث بقية..