رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي.. ولو «صام» الدهر كله!


من يعمل.. طبيعي يخطئ، ولا يوجد أحد على الأرض لا يخطئ، لا يوجد ملائكة على الأرض، ولكن البعض لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، ولا بد أن أعترف بأنني من الذين يفكرون بعقلية نقدية، وبالتالي دائم النقد لكل خلق الله، أعود إلى البعض الذي يجلس في المكيفات أو حدائق الأندية الغنية، أو أمام المرايا، وينتقد كل تصرفات الدولة المصرية، لسنا ضد النقد.. بل هو من أهم عوامل البناء عندما يكون الهدف منه البناء، ولكن البعض هدفه محاولة النيل من عبد الفتاح السيسي، وليس المصلحة المصرية، أزعم أننا انتقدنا أداء الحكومة مرات ومرات، بل انتقدنا الاختيارات الغريبة للوزراء والمحافظين، فليس مقبولا أن يتم اختيار محافظ معلوماته عن مصر عامة ولا يعرف عن محافظته شيئا ولو كمعلومات أي مواطن عادي؟؟


كما ليس معقولا أن يأتي محافظ تتحرك زوجته في المحافظة كما تتحرك في عزبة جدو الباشا، وعندما يوجه إلى المحافظ مجرد تساؤل يكون رده: لا أستطيع منع زوجتي من العمل العام، في حين حضرته أعطاها الحق في استخدام قاعات المحافظة لاجتماعاتها السرية بعيدا عن الإعلام، والأسوأ أن السيد المحافظ يحمل الجنسية الأمريكية، انتقدنا اختيارات الوزراء، بل كتبنا أن "حكومة الموظفين تهدد المؤتمر الاقتصادي"!!

لسنا مع أحد ولكن مع تراب الوطن، ومع مصلحة الدولة المصرية، ولكن هناك من يقول لماذا ذهبت مصر إلى الحرب في اليمن وكان الأولى الذهاب للحرب في ليبيا، هذا المتقول رفض من قبل دخول مصر في مواجهة في ليبيا، ولو ذهبنا إلى ليبيا سيقول لماذا لم نذهب إلى اليمن أولا؟!

إنه عمى البصيرة، أو كما يقول المثل الشعبي الغرض مرض، وهؤلاء لن يروا أي خير فيما يحدث على الأرض، لم يعجبهم حتى الآن أي شيء، بدءا من القضاء على فتنة الإخوان المجرمين أو عودة مصر لخريطة العالم كدولة محورية مؤثرة في العالم كله، أو البدء في مشروع سيكون من أهم مصادر الخير على مصر بإذن الله، وأقصد تطوير قناة السويس وما سيتبعه بعد ذلك من مشاريع ستخلق فرص عمل جبارة للمواطن المصري، ولم يعجبهم المؤتمر الاقتصادي الذي سيكون أولى خطوات النجاح الاقتصادي، ولن يعجبهم عودة العرب إلى حضن مصر من خلال القمة العربية، ولن يعجبهم السيسي ليس لأنه ربما يصوم شهر رجب، والله ولو صام العام كاملا فلن يعجبهم!!

أود أن أؤكد على من يحب مصر، أولا عليه أن يكون أمينا مع الدولة من خلال النقد البناء للأخطاء، وليكن النقد قائما على العلم والغيرة على تراب ومستقبل مصر.
الجريدة الرسمية