مصر لن تتحالف مع "القاعدة" في اليمن !
كان الله في عون الرئيس.. بعض المعادلات تؤكد أن الموقف في اليمن والمنطقة كلها معقد جدا.. فمصر مثلا مع العراق ضد داعش.. أعلنت ذلك منذ البداية ورفضت الذهاب مع التحالف الأمريكي، مؤكدة أن الحل هو تقوية الدول التي تحارب الإرهاب.. ولا نعرف دولا تصارع الإرهاب بعد مصر إلا العراق سوريا.. ومصر أعلنت دعمها العراق بالسلاح.. وربما تدعم سوريا بالسلاح بغير إعلان، لكن في نهاية الأمر وفي حقيقته فإن محاربة العراق "داعش" يخفف ضغط داعش تلقائيا على سوريا.. ما يعنينا أن مصر بهذا الطريق تتفق مع إيران التي تلعب الدور نفسه في كل من العراق وسوريا..
الجزء الثاني من المشهد أن مصر تؤمن بتجفيف منابع الإرهاب ويدعو رئيسها إلى ثورة في الاجتهاد والفقه وتصدير الصورة الصحيحة عن الإسلام، ويدخل في مواجهة مع الإرهاب والإخوان والقاعدة.. وبالأمس في حادث كاشف جدا.. بدأت القاعدة في اليمن فتح السجون وتهريب أعضائها الإرهابيين المعتقلين بها!
إذًا سؤالنا قبل يومين في المساحة نفسها عن العدو المشترك الذي من أجله ستشكل القوة العربية المشتركة كان منطقيا.. فمنذ البداية ولمصر أهدافها أيضًا في اليمن كما للسعودية.. لكن تباين الأهداف يختلف عن تعارضها.. فلن تذهب مصر إلى اليمن لتتحالف مع تنظيم القاعدة.. ولا للتحالف مع الإخوان.. بل نجزم وكما قلنا أيضًا من قبل أن ذهابها كان لقطع الطريق عن هؤلاء من الاستفادة من الأزمة، لكن بعد ما يجري فعلينا التمهل قليلا..
ففيما يبدو أن هناك من يريد أن تتحول اليمن إلى عراق جديد تضربه الفتن إلى ما شاء الله لكي لا تقوم له قيامة مرة أخرى.. وهناك على الجانب الآخر من يريد أن تتحول اليمن إلى مستنقع للسعودية لا ينتهي يشغلها ويستنزفها.. وكلا الأمرين لا نعتقد أن مصر تريدهما ولا تقبل بهما.. في حين تبقى الإمارات غاضبة مضطرة للمشاركة من أجل عدم انهيار قوة مجلس التعاون الخليجي في أول اختبار حقيقي، ونعتقد أن عدم استشارتها في بداية الضربات كان سببًا لعدم حضورها تقريبًا للقمة العربية وكان تمثيلها هو الأقل رغم توقع العكس وهو ما يتطلب تنسيقًا مصريًا إماراتيًا لبحث الأمر..
لا نقول إنه محور داخل المحور وإنما هو مدخل للتفاهم الشامل وكان الله في عون السيسي الذي لا يريد أن يتحالف ضد سوريا الشقيقة ولا يريد أن يخسر السعودية ولا يريد حربا مذهبية لن يستفيد منها إلا إسرائيل وأيضًا لا يريد أن يخسر أمريكا بالكلية ولا يريد أن يتراجع في علاقته بروسيا ولا يريد أن يخسر الدعم الخليجي وعلى الأقل لعام آخر قبل أن تتبدى بشاير القناة الجديدة وتتبدل الأوضاع حولنا ! بل كان الله في عونه ألف مرة !