رئيس التحرير
عصام كامل

البيان والتبيين في الرد على استعداء زكريا عبد العزيز


" يا ابني لقد ظلمتم القضاء اتركوا القضاء وشأنه فالقضاء له محرابه الخاص وهو قادر على تطهير نفسه بنفسه، اسمع كلامي إن كنتم تعتبروني والدا لكم" هذا ما قاله لي ولغيري من الشباب بعد ثورة 25 يناير عندما كانت تتعالى أصوات الشباب بتطهير القضاء.


"لا أقبل ولن أقبل... انته عايزني أبيع زي الناس الباعت وقبلت ؟؟ طب هما قبلوا لكن أنا ما أقبلش " وهذا ما قاله لي عندما سألته لماذا لم تقبل عرض الإخوان أن تأتي وزيرا للعدل أو نائبا عام؟؟

هذه بعض من مقولات المستشار زكريا عبد العزيز وأقسم أنه بالفعل رجل المبادئ في زمن ضاعت فيه المبادئ واختفى رجالها وسط زحام مشهد مرتبك لا تعرف فيه الصديق من العدو، وسأتناول هنا وفي بعض من التفصيل أسباب إصرار لوبي مبارك داخل السلطة على معاداته والتهم التي يلقوها من حين لآخر والرد على ألاعيبهم المضحكة التي لا ترقى لمستوى لعب الأطفال فلا يصدق ألاعيبهم إلا جاهل ولا يساندهم فيها إلا منافق.

فأسباب العداء ثلاثة أسباب رئيسية واضحة:
السبب الأول: العداء القديم بين لوبي مبارك داخل السلطة وبين المستشار زكريا عبد العزيز وقت أن كان رئيسا لنادي القضاة في عهد مبارك وقيادته لجموع القضاة وقتها للتصدى لتزوير الانتخابات البرلمانية في 2005 التي كانت تحت الإشراف القضائي وتزعمه حركة استقلال القضاء التي طالبت باستقلال القضاء ورفع شأنه وتحريره من طغيان مبارك وعصابته.

السبب الثاني: خصومات انتخابات نادي القضاة والذي يظن لوبي مبارك أن زكريا عبد العزيز ينوي الترشح مرة أخرى لرئاسة نادي القضاة نظرا لشعبيته الكاسحة داخل الوسط القضائي والذي قام برئاسته أيام سطوة مبارك لمدة دورتين متتاليتين شهد فيها النادي تطورا جذريا وتحولات لم يشهدها في تاريخه بل وسطر فيها تاريخ يورث لأجيال قضائية قادمة.

ورغم إعلان رجل المبادئ أكثر من مرة أنه لن يترشح وأنه يكتفي بالدورتين السابقتين اللاتى أعطى فيهما كل ما يملك لخدمة القضاء لكي يترك الفرصة لغيره لإيمانه بمبدأ التجديد والتغيير إلا أن لوبي مبارك معدوم المبادئ يتوجس خيفة أن يتم الدفع بالرجل من قبل أنصاره.

السبب الثالث: هو مشاركة رجل المبادئ في ثورة يناير العظيمة من أول يوم ليستكمل مشواره الذي بدأه في 2005 كأول من ألقى الحجر في المياه الراكدة وقال لمبارك "لأ".

وأما عن الاتهامات الصبيانية التي يحاولون دائما اتهامه بها فحدث ولا حرج عن البلاهة وانتظارهم من العقلاء أن يصدقوها أخرها التهمة التي أحيل بسببها إلى لجنة الصلاحية ألا وهي اقتحام مقرات أمن الدولة أثناء ثورة يناير ولمن لا يتذكر فقد توجه زكريا عبد العزيز إلى مقر أمن الدولة ليلا بعد أن كانت قد اقتحمت المقرات ظهرا من قبل المتظاهرين ظهرا بناء على استغاثة وزير الداخلية والمجلس العسكري له أن يتوجه إلى هناك ويثني المتظاهرين عن حرق المقرات.

ولمن لا يعلم فأنصحه بالرجوع إلى اليوتيوب ليشاهد مداخلة اللواء إسماعيل عتمان عضو المجلس العسكري في إحدى الفضائيات ردا على وزير الداخلية اللواء منصور العيسوى والذي أكد فيها أن المقرات فتحت من الداخل عبر البوابات الإلكترونية ( https://www.youtube.com/watch?v=Q9WP2J88BQQ ) وهو ما كان واضحا أيضا في لقاء اللواء الرويني عضو المجلس العسكري في إحدى لقائاته التليفزيونية.

لا تسعفني هذه السطور أن أتحدث باستفاضة عن القاضي زكريا عبد العزيز وما يحدث معه ولكن تسعفني هذه السطور أن أطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل ووقف المهزلة، كما طالبت من قبل من القاضي الجليل الرئيس عدلي منصور فاستجاب وأوقفها فعادوا مرة أخرى في عهد الرئيس السيسي وتدخل الرئيس هنا ليس تدخلا في عمل السلطة القضائية لأن المشكلة بيد وزير العدل داخل السلطة التنفيذية بل أتوجه للرئيس السيسي أيضا بسؤال مهم، كيف تثني على ثورة يناير وتذكرها بالخير وشبابها يحبس في السجون ورموزها يتم تشويههم والنيل منهم تحت سمعك وبصرك؟
الجريدة الرسمية