المساعدات العسكرية لمصر في عيون الصحافة الغربية: دليل على نجاح الديمقراطية.. أوباما استسلم لـ"السيسي" واعترف بشرعيته رسميًا.. تساعد مصر في دورها القيادي.. وأزمات المنطقة سرعت اتخاذ القرار
اهتمت العديد من الصحف العالمية بإعادة الولايات المتحدة إرسال المساعدات العسكرية لمصر والتي تقدر بـ1.3 مليار دولار سنويًا.
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفع الحظر عن المساعدات العسكرية لمصر، بعد أن تم تعليقها في عام 2013.
دليل الديمقراطية
وأشارت الصحيفة إلى إعلان البيت الأبيض رفع الحظر عن إرسال مقاتلات "إف-16" وغيرها من اللوازم العسكرية إلى مصر والتي من شأنها المساعدة في مكافحة المتطرفين في ليبيا وشبه جزيرة سيناء.
وأضافت الصحيفة أن البيت الأبيض بإعلانه إعادة إرسال المساعدات العسكرية لمصر أصدر شهادة بأن مصر حققت الديمقراطية، وأن الولايات المتحدة تؤكد أن تقديم المساعدات لمصر في مصلحة الأمن القومي الأمريكي.
مساعدة مصر
وفي تقرير آخر لـ"واشنطن بوست" في سياق قرار إدارة باراك أوباما بالإفراج عن المساعدات العسكرية لمصر، قالت الصحيفة إنه دليل على رغبة الإدارة في مساعدة مصر، الحليف الرئيسي لواشنطن في الشرق الأوسط، لمواجهة التهديدات الأمنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولين أمريكيين ينظرون لمصر كشريك أساسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط المليء بالاضطرابات، ويرون أن أمن واستقرار مصر شرط أساسي وامتداد للأمن القومي الأمريكي.
ولفتت الصحيفة إلى التهديدات الأمنية التي تواجه مصر من عنف مسلح في شبه جزيرة سيناء، والمتطرفين في ليبيا الذين ذبحوا 21 مصريا، وانخراط مصر في الصراع اليمني وإعلانها عن إرسال قوات برية إذا اقتضى الأمر.
وأكد مسئول رفيع بالإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة ترغب فى أن تكون مصر مجهزة للتعامل مع التهديدات الأمنية التي تهدد أمنها وأمن الولايات المتحدة، فهناك مخاوف أمريكية من انتشار العنف المسلح في مصر.
وأضافت الصحيفة أن ماك ثورنبيرى، رئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب الأمريكى قال إن إمداد مصر بالأسلحة التي تحمي المصريين والأمريكيين من تهديد الإرهاب هو الأمر الصحيح الذي ينبغي القيام به.
وأضاف ثورنبيرى أن إنهاء التمويل الائتماني سيجعل الولايات المتحدة في موقف أقوى بكثير لتعديل المساعدات لمصر في المستقبل.
ونوهت الصحيفة أن مسئولين أمريكيين أكدوا أن إعادة المساعدات لمصر غير مرتبطة بتوقيت المحادثات الإيرانية، حيث يشعر حلفاء واشنطن بقلق من توطيد العلاقات الأمريكية الإيرانية.
تعزيز التحالف
وأكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن قرار الرئيس باراك أوباما بإعادة إرسال المساعدات العسكرية لمصر لتعزيز التحالف مع القاهرة جاء في وقت تتزايد فيه الاضطرابات الإقليمية.
وأوضحت الصحيفة أن استئناف المساعدات العسكرية لمصر يرجع إلى الدور الكبير الذي يلعبه الرئيس عبد الفتاح السيسي لمواجهة الاضطرابات وحالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى الدور الذي تلعبه مصر في مواجهة التهديدات الأمنية في ليبيا وتقديم الدعم العسكري للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، فضلًا عن مواجهة الإرهابيين في شبه جزيرة سيناء.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسئولين بوزارة الدفاع الأمريكية نمى بداخلهم قلق متزايد من التقارب المصري الروسي، وحصول السيسي على الدعم العسكري من موسكو، في الوقت الذي انشغلت فيه واشنطن بالجدل حول استئناف المساعدات لمصر من عدمه بينما كانت القاهرة تقترب أكثر فأكثر من موسكو، وجادل البعض في الكونجرس بأن استئناف المساعدات قد يجعل من السهل على واشنطن التأثير على صنع القرار في مصر، والبعض جادل بأن عودة المساعدات ستقلل الضغط على الرئيس السيسي قبل معالجة المخاوف الأمريكية من سجل مصر في مجال حقوق الإنسان.
وأضافت الصحيفة أن وزير الدفاع آشتون كارتر أعرب عن تأييده لقرار أوباما، وأكد أن القرار ليس له علاقة بالوضع في اليمن والقرار اتخذ قبل أسابيع.
إصلاح العلاقات
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الولايات المتحدة تسعى لإصلاح العلاقات مع مصر، الحليف الإستراتيجي الأكثر أهمية لواشنطن في المنطقة منذ عقود.
ونقلت الصحيفة عن "ستيفن سيمون"، مستشار سابق لأوباما بمنطقة الشرق الأوسط قوله: "إن قرار أوباما سيفسر بأنه محاولة لتعزيز موقف واشنطن الهش في المنطقة؛ حيث تواجه الولايات المتحدة تحديات وبحاجة لدعم العلاقات مع الحلفاء".
وأضاف سيمون: "لكن في المقابل سيرى خبراء من دعاة حقوق الإنسان، أن أوباما استسلم بشكل فعال للرئيس عبد الفتاح السيسي".
وقال "آمي هاوثورن"، زميل بارز في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط في المجلس الأطلسي بواشنطن: "قرار أوباما سينظر له بأنه انتصار للمصريين على الأمريكيين، وإقرار رسمي بشرعية السيسي".
وأجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اتصالا بالرئيس عبد الفتاح السيسي، أبلغه خلاله بإنهاء تعليق المساعدات العسكرية لمصر، وقال الرئيس الأمريكي: "إن المساعدات العسكرية لمصر تهدف إلى تعزيز قدرة مصر العسكرية ومكافحة الإرهاب، وضمان أمن الحدود وسيناء، ووعد باستمرار تدفق المساعدات العسكرية السنوية إلى القاهرة".
وأضاف أوباما، أن المساعدات التي تقدر قيمتها بـ1.3 مليار دولار، سيتم تقديمها إلى الجيش المصري في صورة معدات عسكرية، لافتا إلى أنه سيتم قريبا تسليم مجموعة من الصواريخ والدبابات الأمريكية إلى مصر.
دور قيادي لمصر
قالت شبكة فوكس نيوز الأمريكية: "إن قرار الرئيس باراك أوباما لرفع الحظر عن تقديم المساعدات العسكرية لمصر، يأتي في وقت تحاول فيه مصر لعب دور قيادي في تشكيل تحالف عسكري عربي لمحاربة الإرهاب في المنطقة".
وأضافت الشبكة، أن قرار أوباما يأتي أيضا في وقت أعربت فيه الدول العربية عن قلقها حول المفاوضات الأمريكية مع إيران بشأن برنامجها النووي، وتساءلوا عما إذا كانت الولايات المتحدة في مواءمة مع طهران بدلا من حلفائها منذ فترة طويلة في المنطقة، مثل مصر.
وأشارت الشبكة، إلى أن البيت الأبيض أجرى مكالمة هاتفية أمس الثلاثاء، للرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لإعلامه بأن الولايات المتحدة سترسل 12 طائرة مقاتلة و20 صاروخا و125 دبابة، مع استمرار المساعدات التي تقدر بـ1.3 مليار دولار.
ونقلت الشبكة عن برناديت ميهان، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، قولها: "المساعدات العسكرية تساعد مصر في مواجهة التابعين لتنظيم داعش الذين قتلوا الجنود والمدنيين المصريين".
وأضافت أن تقديم المساعدات لمصر يعد إقرارا بأن مصر حققت تقدما نحو الديمقراطية، وأن تقديم المساعدات لمصر للحفاظ على مصلحة الأمن القومي الأمريكي.
مواجهة التحديات
بينما رأت صحيفة إنترناشيونال بيزنس تايمز البريطانية، أن استئناف المساعدات العسكرية لمصر يجعل القاهرة في وضع أفضل لمواجهة التحديات المشتركة للبلدين.
وأضافت الصحيفة، أن هذه الخطوة تأتي في وقت ارتفاع صادرات الولايات المتحدة من الأسلحة بجميع أنحاء العالم، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام؛ حيث ارتفع تصنيع الأسلحة الأمريكية بنسبة 23%، خلال الفترة من 2005 - 2009، ومن 2010 - 2014.
وأوضحت "إنترناشيونال بيزنس تايمز"، أن الولايات المتحدة تستخدم منذ فترة طويلة، صادرات الأسلحة كسياسة خارجية رئيسية وأداة أمنية، ولكن في السنوات الأخيرة كانت هناك حاجة ملحة للحفاظ على الصادرات؛ لمساعدة صناعة الأسلحة الأمريكية والحفاظ على مستويات الإنتاج.
وأكد مسئول في الإدراة الأمريكية، رفض الكشف عن هويته، أن قرار أوباما له صلة مباشرة بحالة عدم الاستقرار الحالي في البلدان التي تؤثر على الشرق الأوسط مثل اليمن وليبيا وسوريا، والاتفاق النووي المحتمل مع إيران، فضلًا عن التهديد المتزايد الذي يشكله المتشددون في المنطقة، وخاصة الهجمات في شبه جزيرة سيناء التى أثرت على توقيت قرار أوباما.