رئيس التحرير
عصام كامل

آلاف الأقباط يقرعون أبواب القدس.. الكنيسة الأرثوذكسية: موقفنا وطني ولن نطبع مع إسرائيل.. مالك شركة سياحة: الفلسطينيون المستفيد الأول من رحلاتنا.. الأنبا نيقولا: كنيسة الروم لا تمنع أبناءها من الحج


شمس حج جديد تنشر أشعتها على آلاف الأقباط من الحجاج حاملة إياهم إلى إحياء أسبوع الآلام وأعياد القيامة، وفي مثل هذا الوقت من كل عام يتجدد الخلاف ما بين متمسك بالحج وآخر رافض بسبب دخول القدس بتأشيرة إسرائيلية صريحة.


ارتفاع تكاليف زيارة القدس وموقف الكنيسة المصرية الرافض للتطبيع مع إسرائيل المتمسك بشعار «لن ندخل القدس إلا مع إخوتنا المصريين المسلمين»، فتح ملف حج الأقباط من جديد لكن هذه المرة على وقع تراجع أعداد المسافرين إلى 4 آلاف زائر، بعد أن وصل في أعوام ماضية إلى 10 آلاف.

إقبال منخفض
قال أحد أصحاب شركات السياحة المنظمة للسفر إلى القدس: إن الإقبال على الزيارة هذا العام انخفض كثيرًا عن العام الماضي، مشيرًا إلى أنه ينظم تلك الزيارات، منذ قرابة 25 عامًا، وبدأت الزيارات بصورة مكثفة للقدس عام 1993، وفقًا لشروط وضوابط منها استخراج تصريحات أمنية لمريدي السفر، وأن يتجاوز أعمارهم 45 عامًا، فيما تقوم الكنائس الكاثوليكية أو البروتستانتية المنظمة للزيارة بالتنسيق مع الشركة لاستخراج تلك التصريحات.

ولفت إلى أن شرط تحديد سن المسافر، يستهدف الحفاظ على الشباب من اللجوء للسفر إلى القدس، ومنها الاستقرار هناك بحثًا عن العمل، مثلما حدث خلال الفترات الماضية وتواجد 15 ألف مصري الآن في إسرائيل، على حد قوله.

وأوضح أن احتفال الكنيسة الكاثوليكية بعيد القيامة يأتي هذا العام متزامنًا مع أحد السعف للأقباط الأرثوذكس أو الإنجيليين، ولهذا سافر عدد منهم فعليًا لزيارة الأماكن المقدسة بالقدس.

وعن نظام الحجز للسفر وآلياته، أشار إلى أنه يبدأ أول يناير من كل عام، ويغلق مطلع مارس، وتستخرج التصريحات ليكون السفر يوم ختام الصوم الموافق هذا العام 3 أبريل، لقضاء أسبوع الآلام كاملًا بالقدس وتكون العودة صباح الأحد يوم العيد أو الإثنين «شم النسيم».

تكاليف الزيارة
وعن تكاليف الزيارة، قال: «تكاليف الطيران الثابت سعره 4316 جنيهًا، وتكاليف الرحلة كاملة من 9 آلاف و500 جنيه إلى 15 ألف حسب نوع الفندق وقربه من كنيسة القيامة»، مشيرًا إلى أن زيارات المصريين للقدس العربية، تدعم الجانب الفلسطيني وبقوة نظرًا لتواجد كل المقدسات بفلسطين بعيدًا عن إسرائيل، على حد قوله.

وأضاف: «الشركات السياحية المصرية المنظمة للزيارات تتعاقد مع شركات أو فنادق بالقدس أو بيت لحم أصحابها فلسطينيين مسلمين ومسيحيين، ولا تستفيد إسرائيل سوى ثمن الفيزا».

وأشار إلى أن بعض الشركات تلجأ لتنظيم رحلات للأردن ومنها إلى القدس وهو مخالف للنظام المتبع، ولذلك انتبهت أجهزة الأمن لهذه الطريقة، وجعلت السفر إلى الأردن خلال هذه الفترة بتصريحات، موضحًا أن عدد الشركات التي تعكف على تنظيم الرحلات وصل إلى 20 شركة بعدما كانت أربعة فقط.

رفض الكنيسة
أما موقف الكنيسة فلا يزال رافضًا لفكرة السفر من الأساس، وقال القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية: لن نزور القدس بدون إخواتنا المصريين المسلمين، احترامًا للإرادة الشعبية للمصريين التي تتوافق معها الكنيسة»، مؤكدًا أنه حال العدول عن الموقف الشعبي الرافض للزيارة سيدرس الأمر، ويتخذ به قرار داخل المجمع المقدس.

وأضاف القس بولس، في تصريح لـ«فيتو»، أن عقوبة المخالف من قبل الكنيسة تتخذها كل إيبراشية تجاه رعاياها، وليس هناك عقوبات عامة، مشيرًا إلى أن الكنيسة لا تستثني أحدًا ليسافر لهناك من رعاياها ولو حتى من كبار السن، إلا أنها لا توقع عقوبات على المسنين حال سفرهم.

وأكد أن الكنيسة ليست في معزل عن المصريين، وإنما الشعب المصري كله لحمة واحدة في الأفراح والمشكلات، مشددًا على أن موقف الكنيسة ليس ساسيًا وإنما وطني تحكمه ضوابط وطنية خالصة.

زيارة السفير الإسرائيلى
وعن زيارة السفير الإسرائيلي لتعزية البابا تواضروس في شهداء مصر الذين قتلوا على يد تنظيم داعش الإرهابي، قال: «الزيارة كانت مفاجئة، ولم يتم الترتيب لها من الأساس، وما كان لنا فعل هذه الخطوة، فنحن لنا مواقفنا الوطنية وقيمنا الأخلاقية الراسخة».

أحد المسافرين إلى لقدس قال لـ«فيتو»: «علينا إدراك أن زيارة المسيحيين للقدس ليس تطبيع كما يزعم البعض، وإنما للتبارك ولا يستدعي زيارة شخص لمقدسات أمر محرم»، مطالبًا بإعادة النظر في منع زيارة للقدس.

وفى ذات السياق، أكد الأنبا نيقولا أنطونيو مطران طنطا والمتحدث الرسمي باسم الروم الأرثوذكس أن كنيسة الروم لا تسمح أو تمنع أبناءها من السفر إلى القدس لزيارة الأماكن المقدسة بالضفة الغربية.

وأضاف «نيقولا» في تصريح خاص لـ«فيتو» أن زيارة المسيحيين للأماكن المقدسة هو حق طبيعي لهم، ويهدف لدعم السلطة الفلسطينية ومؤازرة شعب فلسطين الشقيق، على حد قوله، رافضًا اتهام البعض للمسيحيين بالتطبيع مع إسرائيل.

وتابع: «لو كان الاتهام يوجه للمسيحيين لدخولهم أراضي الضفة الغربية بفيزا إسرئيلية، فإن أبناء الضفة أنفسهم يدخلون ويخرجون بفيزا إسرائيلية ولا يعد تطبيعا».

فيما قال المطران منير حنا، رئيس الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي: إن الكنيسة الأسقفية لا تمنع أو تدفع بأبنائها للسفر إلى زيارة القدس، ومن يريد السفر لزيارة الأماكن المقدسة فهذا حق له، وعلينا كمسيحيين عرب ألا ننظر إلى القدس وكأنها ملك لإسرائيل»

تضامن مع مسيحيي القدس

وأضاف «حنا»، في تصريح خاص لـ«فيتو»، أن «زيارة المسيحيين للأراضي المقدسة وكنيسة القيامة بالقدس، إعلان بأنها ملك لنا نحن العرب، وليس تشجيعًا للسياحة في إسرائيل»، لافتًا إلى أن سفر المسيحيين لزيارة المقدسات في فلسطين، هو تضامن مع المسيحيين الموجودين هناك، وليس له جوانب سياسية نهائيًا.
الجريدة الرسمية