رئيس التحرير
عصام كامل

ومتى يتراجع أوباما عن دعم الإخوان ؟!


رغم أن الضعف الشديد الذي أصاب جماعة الإخوان كان أحد أسباب تراجع أوباما عن تجميد المساعدات العسكرية لمصر، إلا أن هذا التراجع لن يترجم بسياسة أمريكية جديدة تجاه تلك الجماعة.. أي بتوقف أمريكا عن تقديم دعم سياسي لها والمطالبة باستمرار دورها في العملية السياسية المصرية.


واشنطن بحكم براجمتيتها لا تستطيع الابتعاد عن مصر طويلا أو تتجمد علاقتها معنا، ولكنها مع ذلك لن تتوقف عن محاولتها التدخل في شئونها الداخلية.. ومن قرأ بعناية ما صدر عن كل من البيت الأبيض الأمريكي والرئاسة المصرية عن الاتصال التليفوني الذي جرى بين السيسي وأوباما سوف يدرك ذلك.. ففي هذا الاتصال الذي جاء بمبادرة من أوباما لم يقتصر الحديث فيه فقط على إبلاغ الرئيس الأمريكي نظيره المصري بقرار إنهاء تجميد المساعدات العسكرية لمصر وإنما تطرق أيضا لأمور داخلية أسماها بيان البيت الأبيض «موضوع سجناء الرأي» وأسماها بيان الرئاسة المصرية مسائل حقوقية.

فمازالت واشنطن حتى الآن تطالبنا بوقف محاكمة قادة الإخوان وتعترض على الأحكام القضائية التي صدرت بحقهم، كما مازالت أيضا تطالب بإدماجهم في العملية السياسية القائمة.. فالإدارة الأمريكية لا تشاركنا في اعتبار هذه الجماعة إرهابية، بل هي الجماعة الأم التي أفرغت لنا كل جماعات الإرهاب ابتداءً من جماعة التكفير والهجرة ومرورا بالقاعدة وحتى داعش الآن. كما مازالت واشنطن تستخدم حركات ومجموعات أخرى للتدخل في شئوننا لكن بقوتنا يمكننا أن نواجه ذلك كله.. وكما أجبرنا أمريكا على التراجع عن تجميد المساعدات العسكرية سوف نجبرها على تغيير دعمها للإخوان.
الجريدة الرسمية