رئيس التحرير
عصام كامل

"قمة الصحوة" عاصفة على أذناب الفرس


مصر عادت شمسك الذهب تحمل الأرض وتغترب
كتب النيل على شطه قصصًا بالحب تلتهب
لك ماض مصر إن تذكري يحمل الحق وينتسب
ولك الحاضر في عزه قبب تغوى بها قبب


هكذا صدحت السيدة فيروز بكلمات وألحان الأخوين رحباني.. وهي خير تعبير عن واقع أم الدنيا تحت قيادة الرئيس السيسي، إذ أثمرت حكمته الخير لمصر، ووحدت العرب لتشكيل جيش مشترك يواجه الاستعمار الجديد في الشرق الأوسط.

نجحت قمة شرم الشيخ قبل أن تبدأ؛ حيث سبقتها "عاصفة الحزم" العربية بقيادة السعودية لإنهاء الانقلاب الحوثي، حتى لا تصبح اليمن الدولة الرابعة التابعة لولاية الفقيه في إيران.

"قمة الصحوة العربية" هي التسمية الأفضل؛ لأنها عقدت بعد تفعيل التضامن العسكري في "عاصفة الحزم"، وأثمرت مواقف وقناعات جديدة تتطابق مع الرؤية المصرية لما تشهده المنطقة، كما أربكت حسابات المتورطين في مؤامرة التفتيت وأذناب إيران في المنطقة، ما يعني انتصارا لمصر وعودتها للصدارة.

البداية من رسالة غريبة منسوبة إلى فنان كبير، تداولها "شيعة" الخليج والعرب، يناشد فيها الرئيس السيسي "عدم المشاركة في حرب اليمن، فليس لمصر فيها ناقة ولا جمل، كما أنها ستترك جرحا لن ينساه التاريخ"!!.. إذا الرسالة مدسوسة يجب على النجم المصري سرعة نفيها، ولو صحيحة عليه الاكتفاء بالفن وترك أمور الحكم والحرب لأهلها.. فنظرة على البحر الأحمر، تثبت أن الأمن القومي لمصر سيكون في خطر إذا سيطرت مليشيا الحوثي على "باب المندب"، كما أن وجودهم في المضيق يهدد مباشرة الملاحة الدولية في قناة السويس.. ثم إن مشاركة مصر تعني التضامن العربي لمواجهة خطر داهم علينا وعلى أمن الخليج كله، وفي حالة نجاح التحالف بإذن الله سينهي دور وتأثير الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهذا أحد أهم الأهداف.

ولا ننسى أيضا وقفة دول الخليج مع مصر، ولولا دعمها السياسي والاقتصادي السخي لاستمر حكم "الإخوان" وانقسمت مصر إلى دويلات.

أما البيان السخيف الذي أصدره حزب "أبو الفتوح"، معتبرا أن القرارات العربية "حبر على ورق"، رافضا "ضرب أي فصائل أو طوائف إلا بموافقة مسبقة من الجامعة العربية، وأن العدو هو إسرائيل فقط".. بيان "تتح" يثبت مجددا أنه عضو أصيل في المؤامرة ويجب عدم السكوت عليه!!؛ لأنه يتطابق مع المواقف الإيرانية ويتناغم مع ما قاله بعض ساسة العراق التابعين لولاية الفقيه.. ونكتفي بأن القوات العربية المشتركة أصبحت واقعا وبدأت الحرب على المتآمرين قبل انعقاد قمة "شرم الشيخ"، دون انتظار رأي "الجامعة العربية" المختطفة من دولة تحركها كيفما أرادت، فضلا عن أن إيران خططت لدخول اليمن أثناء اجتماع القادة العرب في القمة - وفق تسريبات مختلفة.

نعلم جميعا أن الكويت والسعودية كانتا في صف المعارضة السورية ضد بشار الأسد، لكن التنسيق المصري معهما جعل مواقفهما أقل حدة، وفي كلمته قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد: "إن الصراع في سوريا لن ينتهي إلا بحل سياسي".. كما خفف خادم الحرمين الملك سلمان من هجومه على النظام السوري، مكتفيا بانتقاد استخدام البراميل المتفجرة، ثم كرر على تأييد الحل السياسي.

ومن بين إيجابيات القمة، أن اتهم خادم الحرمين "قوى إقليمية بقيادة تحالف بين الإرهاب والطائفية"، فيما ذكر أمير الكويت أن "الربيع العربي عصف بأمننا، وأن الإرهاب أبرز التحديات التي تواجهنا".. ويؤكد جون ماكين أن "العرب فقدوا الثقة في أمريكا، وأن التدخل في اليمن قرار صائب لإيقاف الهيمنة الإيرانية".

وعلى صعيد الارتباك، ألقى تميم كلمة متناقضة، فهو يشارك في "عاصفة الحزم"، وفي الوقت نفسه يدعو للتعاون مع "حليفته" إيران، ثم يطالب بعدم التدخل في شئون الدول قاصدا التدخل المصري في ليبيا، ويسمح لنفسه بالتدخل في سوريا، ولم يختلف موقف أردوغان الذي يدعم ضرب الحوثيين ويدرس المساهمة في التحالف، لكنه أيضا ينوي زيارة إيران.. المواقف المرتبكة تلك تؤكد تنفيذ خطة وضعها الإسرائيلي بن جوريون؛ لإقامة "علاقات إستراتيجية مع إيران وتركيا لموازنة القوى لصالح إسرائيل، وتقليص التهديد العربي لأقصى حد".

أخيرا "قمة الصحوة" وحدت العرب لمواجهة عاصفة من لا ذمة ولا عهد لهم، أمثال إيران وتركيا وإسرائيل والولايات المتحدة.
الجريدة الرسمية