"الإخوان" أهانت عروبتنا
هذا وبكل بساطة وبدون مقدمات "الإخوان أهانت عروبتنا"، ولم تقدر حجم مصر ومكانتها بين أشقائها من البلدان العربية، وإرضاء لأحد أعضائها من المغمورين قامت بترشيحه على منصب رئيس البرلمان العربي .. نعم .. الإخوان رشحت "علي فتح الباب" عضو مجلس الشورى لرئاسة البرلمان العربي، فحصد 3 أصوات فقط، بينما حصد منافسه الإماراتي أحمد الجروان على 43 صوتًا، بفارق 40 صوتًا بينهما، أي مهانة وأي ذل هذا الذي وضعتمونا فيه؟! يمكن أن تستسفه الموقف وتقلل من شأنه وتقول: "إنه ليس هناك مشكلة، هي انتخابات وفاز من فاز". إذا كان هذا الرد فلتعلم أنك لست مصريا أصيلا، ولست من صلب هذا الوطن الذي لم يرضَ على نفسه أبدا أن يكون ثانيا بعد أحد.. مع الاحترام لكل البلاد العربية، لكن هذه مصر، والأمر مر مرور الكرام، ولم تخرج علينا الخارجية ولا الرئاسة، حتى الإعلام انشغل بالأحداث الدموية، والقتل الذي تسببت فيه الجماعة.
ثم جاءت جماعة الإخوان، وغامرت بسمعة مصر وطرحت مرشحا ضعيفا، لو سألت عليه في بلده التي انتخب فيها لن يعرفه أحد، فكيف يكون مرشحا لمنصب "رئيس البرلمان العربي".
والمؤسف أن تخسر مصر تنافسًا انتخابيًّا على منصب رئيس البرلمان العربي الدائم، فلم تكن مصر تتقدم للتنافسات الإقليمية إلا إذا كانت قد ضمنتها بالاتفاق، أو يكبرها العرب كما حدث عندما رفضت الجامعة العربية الدكتور مصطفى الفقي، وكان المنصب سيذهب لرئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري جاسم بن حمد، لكن التوافق على شخص الدكتور نبيل العربي حسم الأمر لمصر؛ لأن أحدًا لم يكن يفكر أن منصب الأمين العام للجامعة العربية ليس مصريا، ولم يفكر العرب يوما أن يأخذوا منصبا ترشحت مصر عليه.. هم يعرفون ذلك جيدا..مصر لا تقبل أن تكون ثانيا وتترك القيادة، أو يرضى عربي ألا تكون مصر القائد والأصل.
لكن على ما يبدو فإن مكتب الإرشاد لم يعرف قيمة مصر وحجم مرشحها، وما الداعي في الأساس لترشيحه على منصب شرفي لا قيمة له كثيرا، فقط أخذنا عار - بكل أسى- مصر 3، والإمارات 43 صوتا، ولم يخجل النظام المصري، أو تخرج علينا وزارة الخارجية حتى ببيان.
أنا لن ألوم على النائب علي فتح الباب، "فهو لا يملك من أمره شيئًا كأي عضو لدى المرشد"، ولن ألوم على المرشد ورجاله، فقد تعودنا على سقطاتهم.
لكن اللوم على الرئاسة التي تفرغ فيها مساعد الرئيس للشئون الخارجية عصام الحداد للهجوم على الدستورية، ووزير الخارجية لا حس ولا خبر، ولا أي ردة فعل على هذه الفضيحة. الرئيس حتى لم يشر إلى أي قضية تخص أشقاءنا من العرب، ولم يقم بأي زيارة إلا للمملكة العربية السعودية، وعلاقات متينة بحكم الانتماء مع قطر .. وكلمتين حنجوريتين عن سوريا، وغير ذلك غابت شمس الرئاسة عن قضايا الوطن العربي.. فعزاؤنا الآن حتى لو ترشح من هو أهم من فتح الباب "كنا سنخسر بفضل رئيسنا".