وحوثيون في القاهرة أيضا !!
بدأت الخلافات حول عاصفة الحزم مبكرا. في البحرين..أحالت السلطات مجموعة من الإعلاميين إلى القضاء بتهم إهانة حلفاء الضربات العسكرية للحوثيين. في دول عربية أخرى، توسعت المناقشات والتحليلات حول شكل الموقف وإمكانية تطوره لمواجهة إيرانية عربية مباشرة.." فيس تو فيس".
في البحرين رأى غالب بأن حماية الأمن القومى، من إعلاميين يثرثرون، أو يثيرون لغطا، مهم لتأمين الجبهة الداخلية. رؤية أخرى تقول إن الإحالة للقضاء ليس حلا. تحقيقات النيابة والقضاء ليس لها ولاية على آراء المحللين أو خبراء الاستراتيجيات.
على كل، عاصفة الحزم مستمرة. المشاركة المصرية والعربية ليست غطاء لمعركة سعودية كما يرى معارضون، بالعكس، حماية باب المندب حياة أو موت بالنسبة لمصر. ليس فقط حماية لقناة السويس الجديدة، إنما بوادر سيطرة مدعومين من طهران على المضيق يعنى وأدا للقناة القديمة، ووأد أية توقعات أو إيرادات أو مشاريع ربحية من القناة الجديدة.
تلويح طهران بالسيطرة على باب المندب يعنى مشاركة إيرانية لمصر في إدارة قناة السويس..المصرية.
مع عاصفة الحزم، أو ضدها ليست هي القضية. المسألة ليست فيلما لنبيلة عبيد.. أو محمد سعد. القضية أعمق.. أبعادها غائرة. مشكلة الإعلام العربى هو أنه صدر القضية للرأى العام على طريقة تحيزات دوري كرة القدم.. الأهلاوى ليس زملكاويا..والزملكاوى لا يمكن أن يكون أهلاويا.
التوك شو مؤثر. هو أحيانا مثل الحصبة، وكثيرا مثل الجدرى والتيفود. ربما لذلك حاولت البحرين قطع الطريق على "اللغط " و"اللمم السياسي". لكن الإحالة للقضاء ليست حلا. فالإعلام ليس أزمة وحده.. إنما الرأى العام نفسه تحول إلى بؤرة أزمات بعد ربيع لم يدخل عليه لا صيف بعد، ولا عاد إليه شتاء حتى الآن.
الشارع العربى الأربع سنوات الأخيرة نصف وزنه كربوهيدرات.. ونصفه الآخر تهويمات في السياسة وفى الاقتصاد، بينما أزمة اليمن في حاجة إلى كثير من التريث.مثل هذه الأزمات لا يمكن حلها على فيس بوك، أو تويتر.. ليست أزمة بخفة إمكانية تداولها بـ " الصوت العالى" على الشاشات بعد السابعة مساء.
السؤال: مؤيد للاشتراك المصرى في عاصفة الحزم.. ولا لأ ؟ ليس في محله.. التساؤل بتلك الصياغة أكثر من سطحى. أغلب نخبتنا يغرقون في سطحية بنية ليس خالصة.. بعضهم فرغ "غيظه" من الرئيس السيسي بالانقضاض على "نظام 30 يونيو".. في شخص" حرب اليمن الجديدة ".
حتى في الأزمات الكبرى، لا تصمت الضغائن.. ولا تنزوى النزعات الفردية. الأنا تبدو أكثر وضوحا في جدليات "نخبة" عدى عليهم قطار 30 يونيو..وصدموا بعدما لم يلحقوا به. لما دهسهم القطار.. صعدوا على أرصفة المحطات وهاتك يا سب ولعن أبو خاش السائق.
المشاركة المصرية ضد الحوثيين، ليست إضافة لغطاء شرعي لمعركة سعودية حسب نخبة قهاوى وسط البلد.
ما علينا..المهم، ماذا بعد ضربات الحلف العربى للحوثيين في اليمن؟ ما هو شكل المعركة المتوقع؟ هل ستمتد الحرب؟ هل ستلقى إيران بنفسها شدا على يد الحوثيين بلا تراجع ولو مؤقت ؟
رد الفعل الإيرانى الذي لم يظهر حتى الآن. حتى الآن طهران لم تلوح بيد.. ولا إشارات بأخرى. الحلول في معركة اليمن، لا تحمل أكثر من بديل.. فإما انحسار حوثى، وقطع يد سريع ليد إيران الطولى على الخليج العربى، وإما تدخل إيرانى مباشر في مواجهة مباشرة مع العرب في حادثة لم تشهد الشرق الأوسط لها مثيلا منذ الحرب العراقية الإيرانية.
ما هو الأقرب للواقع ؟ هل نشهد تدخلات إيرانية مباشرة ؟ هل تختار طهران انحسارا لقوات عبد الملك الحوثى في جيب يمنى، لا ترضى المملكة السعودية بديلا عن تصفيته ؟
هل تستمر الحرب بباب المندب، وتتوسع، وتستنزف التحالف، في معارك استمرارها يعنى إشعال الجزيرة العربية.. من البحر الأحمر حتى سلطنة عُمان ؟ ما هي التغيرات البديهية التي لابد أن تطرأ مع استمرار "بؤرة الحوثيين الصديدية " في مقاومة "مستقوية" لمضادات التحالف الخليجى الحيوية ؟
إجابة تلك التساؤلات، واستدرار التكهنات.. أولى من النط على فرصة للهجوم على السيسي..
لكن تقول ايه ؟
الغرض مرض والعياذ بالله.. فبعضهم ثوار ضد العسكر في يناير 2011 طلبا لسلطة، عسكريون في يونيو 2013 تقربا من السلطة..حوثيون في مارس 2015.. نكاية في السلطة !
غريبة.
Twitter: @wtoughan
wtoughan@hotmail.com