رئيس التحرير
عصام كامل

الأطفال يستغيثون: «الحقنا يا سيسي».. 20 ألف حالة اغتصاب وقتل سنويًا والجاني بريء.. الخبراء يحددون 10 خطوات لحماية الصغار من التحرش.. والقانونيون يطالبون بتعديل تشريعي فورًا


وجهت الجمعية المصرية للتوعية، مساء أمس الأحد، دعوة مفتوحة للخبراء والقانونيين خلال ندوتها الأسبوعية للمشاركة في وقفة تضامنية اليوم الاثنين، مع أولياء أمور الأطفال الشهداء من ضحايا الاغتصاب الجنسى والقتل العمد؛ للمطالبة بوضع حد رادع نظرًا لتزايد معدلات جرائم العنف والتحرش الجنسى ضد الأطفال الأبرياء.


جاء ذلك عقب الإعلان عن مصرع طفل في العاشرة من عمره بمنطقة عين شمس بعد تعرضه لمحاولة اغتصاب على يد عاطلين بينهما طفل حدث في العقد الثانى من عمره، بالإضافة إلى العديد من جرائم القتل واغتصاب الأطفال التي يشهدها المجتمع في الوقت الراهن.

«الحقنا ياسيسي»
شارك في الدعوة مجموعة كبيرة من أطباء الأطفال وخبراء علم النفس والاجتماع والقانونيين والأهالي ورفع الأطفال خلال ندوة الجمعية لافتات كتبوا عليها "الحقنا يا سيسي"، مطالبين الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة التدخل لإصدار قرار بقانون عاجل يغلظ العقوبات ضد التحرش الجنسى للأطفال خاصة أن أغلب حالات القتل والاغتصاب ضد الصغار متهم فيها أحداث دون السن القانونية يحصلون على البراءة أو أحكام مخففة طبقًا لقانون الطفل.

20 ألف حالة سنويًا
قال أسامة لطفى، رئيس مجلس إدارة الجمعية، إن جرائم العنف ضد الأطفال أصبحت خطرًا حقيقيًا يهدد أمن وسلامة جموع أطفال مصر، وذلك بعـد أن ازدادت جرائم العنف ضد الأطفال مؤخرًا بشكل ملحوظ في المنازل والشوارع العامة وحتى الأماكن المخصصة لحماية الأطفال، فهناك حالات اعتداءات في دور أيتام ومؤسسات رعاية الأحداث وأيضًا داخل الفصول المدرسية، يشارك فيها مجرمون من الفئة العمرية دون الـ18 عامًا.

وأضاف لطفى، أن تقرير المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، كشف وجود 20 ألف حالة تحرش واغتصاب تقع في مصر سنويًا، 85% من الضحايا أطفال، منهم 45% حالات يتعرض خلالها الطفل للاغتصاب الجنسي الكامل، وللأذى الجسدي، لإجباره على عدم إخبار أسرته بالحادث، بينما يتعرض 20% من الضحايا للقتل بطرق بشعة.

القاهرة في المرتبة الأولى
وأشار عادل أبوالفتوح، خبير تربوى إلى التزايد السريع لمعدلات جرائم الاغتصاب ضد الأطفال في الفترة الأخيرة بصورة تعكسها الأرقام، فما تسجله الإحصائيات حاليًا عن التحرش الجنسى للأطفال، خلال شهور إضعاف ما كانت ترصده التقارير عن أعوام كاملة لتحتل محافظة القاهرة المرتبة الأولى تليها القليوبية ثم الغربية والجيزة والمنيا وأسوان والفيوم والدقهلية والإسكندرية.

قصور القوانين
وأرجع المستشار أحمد توفيق، سبب تفاقم الظاهرة إلى وجود قصور في القانون الحالي في ظل مشاركة مجرمين دون السن القانونية للعقوبات الرادعة بأقل من 18 عامًا، وهم وفقًا للمادة 2 من القانون 12/1996 المعدل بالقانون 126/2008 (أطفال) يتمتعون بالضمانات المخففة للعقوبة التي تقررها المادة 111 من قانون الطفل، والتي تنص على عدم تطبيق عقوبة أقصى من عقوبة السجن فقط، وغل يد القاضي بشأن تطبيق عقوبتي السجن المشدد أو السجن المؤبد أو حتى الإعدام على الطفل الجانى في بعض الجرائم، تماشيًا مع ما انتهجته الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، الأمر الذي يحتاج لإعادة النظر بتشريع مناسب.

العنف المتزايد
وحول أسباب المشكلة، أوضح الدكتور وليد غريب، أستاذ علم الاحتماع، أنها ترتبط بانتشار حالة العنف المتزايد في المجتمع، خاصة بعد الثورة واختلال مفاهيم القيم والأخلاق وغياب الوازع الدينى ودور الأسرة والتعليم وتعاطى المخدرات، بالإضافة إلى أفلام العنف والاغتصاب المنتشرة على الشاشات ليل نهار والأفلام الإباحية على المواقع الإلكترونية، فضلًا عن اختيار نوعية الضحية من الأطفال لسهولة السيطرة عليهم أو التخلص منهم بعد الفعلة الإجرامية.

نصائح لحماية الأطفال
ونصح الدكتور غريب أولياء الأمور بضرورة اتباع 10 خطوات مهمة تحمي الطفل من الوقوع في مصيدة مجرمى التحرش، منها أن يكون الطفل تحت نظر الوالدين باستمرار وفى أغلب الأماكن، وأن تشرح الأم لطفلها أن جسده يخصه وحده، ويجب عليه أن يرفض ملامسة أي شخص لأي جزء من أجزاء جسمه، وأن يضع الأب بعض القوانين لطفله أهمها على الإطلاق هو عدم قبول أي هدايا من أشخاص لا يعرفهم.

وأضاف أنه يجب على الوالدين عقد اتفاق مع الطفل يوضح له أن نظافته الشخصية هي شأن خاص به ولا يجب عليه طلب النصيحة أو المساعدة إلا من الأم أو الأب فقط، كما يجب على الأب والأم أن يدرسوا المدرسة أو الحضانة التي سيتلقى فيها الطفل تعليمه ومدى اهتمامهم بالأطفال وأمنهم خاصة في حالات انتظار الطفل للأب أو الأم بعد انتهاء اليوم الدراسي أو في حالة استخدام الطفل للباص المدرسي.

وأشار إلى أنه يجب منح الطفل كل الحب والرعاية والحنان حتى لا يبحث عن مصدر آخر يكون سببًا لاستدراجه لأمور أخرى، وأن يتم تنبيه الطفل بشكل قوي وجاد على تجنب الوجود بشكل منفرد مع أحد الغرباء في أي مكان، وكذلك تعليمه طرق الاستغاثة في حال شعوره بالخطر، وضرورة عدم ذهاب الطفل إلى الأماكن العامة مثل الملاهي والمراكز التجارية أو الحدائق دون علم الآباء، وأخيرًا غرس روح الشجاعة والإقدام في الأطفال حتى يمكنهم مواجهة أي أخطار محتملة من الممكن أن تواجههم في غياب الأب أو الأم.
الجريدة الرسمية