الفيديو الأعلى "نسبة مشاهدة"
إحصائيا الأعلى نسبة مشاهدة على اليوتيوب فيديوهات باسم " شاهد فضيحة" والتي أصبحت هي الكلمة الجاذبة للمشاهدة والتي تخاطب الغريزة لدى الناس للبحث عما يخفى عنهم وعن أسرار الآخرين حتى وإن أخفاها الله إلا أن بعض الخلق قد سخروا ما أتاهم الله من فضله ليفضحوا ما ستره سبحانه.
كم كنت أتمنى أن تكون الأعلى نسبة المشاهدة أن يكون فيديو علميا أو تطويريا للإنسان بدلا من ذلك فالحياة تنقضي وتمر بنا سريعا لا نشعر بها ويشيب الشعر وتخور القوى وقد أمضينا حياتنا في التسلية وفقدنا الأمل في العمل والدليل فيمن سبقونا فإن سألتهم ماذا جنيتم من حياتكم إذ قضيتموها بين التسلية هنا وهناك تكون الإجابة.. حصاد اللا شىء.
يتسارع البعض على مواقع التواصل الاجتماعى بمشاركة المواد التي لا توافق القيم الأساسية للمجتمع ويتبارون في مشاركتها وهم لا يعلمون أنهم يدعمون نشر ما لا يليق بقيمنا أولا وما يطعن أعراض الناس ثانيا فهم أيضا بشر ولهم أبناء وأقارب ولو صادف الإنسان ذلك لشعر أن ذلك صعب الاحتمال وما على المجنى عليه إلا أن يحتسب عند الله ما فعله بعض البشر فيه وله حجة أمام الله يوم القيامة يتحمل وزرها ووزر من تلقاها من بعده ومن حيث الأخلاق فلا يصح عدم احترام الخصوصيات التي واجب علينا أن نراعيها ولا نريد أن نجنى ذنوبا عن كل مشاهدة يشاهدها القاصي والداني والسبب في النهاية..نحن.
نحن من أعلمنا الناس بهذا ونحن من ساعدنا على إيذائهم بأيدينا ونحن من جنينا ثمرة مشاهده الآخرين لهذا ونحن في النهاية لا ندرك إثم ذلك وإثم من يدفع الآخرين لتقليد ذلك.. إن الحرام هو الاطلاع على ما حرم الله الاطلاع عليه.
فلنتوقف من اليوم عن مشاركة مالا يرضاه الله لعباده ونكون من الذين يسترون الناس ولا يفضحون ويرحمون ولا يظلمون فقد نكون يوما ضحية ذلك دون أن نشعر سواء لنا أو لمن نهتم بهم وحينها سنعلم كم هو غير محتمل ولا سلطان لنا على أناس يشاركون أسرارنا ونحن لا نملك إلا الحسرة على ما فات مجتمعنا من قيم الإنسانية والأمانة .. لنزرع ثقافة ليست بجديدة... ثقافة الحرص على أعراض الناس والمحافظة عليها.
كما تدين..تدان.