وفشلت خطة تميم في إفشال القمة !
كانت السعودية السنوات الأربع الماضية الأكثر تشددا في الأزمة السورية سعيا لإسقاط الرئيس بشار والنظام السوري..ومع ذلك اكتفي الملك سلمان بانتقاد عنف النظام في التعامل مع المعارضة وقصفه لها بـ "البراميل المتفجرة والطائرات"، كما قال..وقبل الملك سلمان وبعده كانت كل كلمات الدول العربية تتحدث عن ضرورة الحل السلمي في سوريا باعتباره الحل الوحيد الممكن وربما بدأ مسيرة الدعوة له الشيخ الصباح أمير الكويت رغم أنه حتى وقت قريب كان في المعسكر المعادي لبشار منحازا إلى المعارضة..
تميم الوحيد في القمة الذي دعا إلى حل سلمي يستبعد منه الرئيس بشار !! وراح يتحدث عن الشعب السوري ولا نعرف من فوضه في سوريا بذلك ؟ إلا أنه طالب بعدها بلحظات إلى ضرورة احترام الشعوب والدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية !! وفضلا عن الدهشة من كلامه لتدخله السافر هو نفسه في الشأن السوري إلا أن طرحه لا يحمل إلا معني واحد وهو استمرار الصراع ونزيف الدماء والدمار الشامل في سوريا..ليس فقط لأنه يفرض شروطا لا تنبغي له قبل أي مفاوضات ولا لأنه يتحدث بغير صفة في قرار هو للشعب السوري وحده وإنما لأنه يعرف أن الوقت قد فات على مثللك..وما لم تقبله سوريا في شد لحظات الحرب كيف تقبله وهي تسترد أرضها من العصابات الإرهابية وتحقق كل يوم انتصارا جديدا؟!
كلمة تميم كانت هي الأكثر تناقضا مع كلمة السيسي رئيس القمة ومستضيفها والذي أكد حرفيا على مسئولية مصر ليس في حل الصراع فحسب وإنما مسئوليتها في سلامة سوريا ووحدة أراضيها..وتجلي موقفه في ذروة طرحه حين قال "إن مصر تبني موقفها من الأزمة السورية على قاعدتين الأولى الحل السلمي والثاني التصدي للجماعات الإرهابية هناك" وهو بذلك ينقل مصر خطوة إلى الأمام في الصراع وربما أصبحت منذ الأمس طرفا فيه..
تميم يتكلم وهو يعلم أنه ضغط مع السعودية لعدم حضور بشار..وهو يعلم أيضا أن مصر قبلت لأنها تعلم أن عليها حل الخلافات أولا قبل أي قمة وإلا ستنفجر بالخلافات وستفشل..لكن مصر ضغطت أيضا لعدم حضور المعارضة السورية وكان الحل الوسط أن يظل المقعد خاليا.. ولما كان الرئيس بشار لم يحضر القمم السابقة وحضرتها المعارضة..لذا فمن تراجع خطوة إلى الخلف وتم طرده من اجتماعات الأمس هي المعارضة السورية وليس بشار!
تميم الذي يتحدث عن عدم التدخل في شئون الدول الأخري لا نعرف بخلاف سوريا..لماذا يشارك أيضا في التدخل في اليمن..ولا لماذا مدح إيران..إلا أن كانت خطبته سمك لبن تمر هندي تفتقد أبسط أصول الاتساق والتناسق جاءت لتضع العقد في المنشار وهدفها إفشال القمة لا أكثر ولا أقل..واليوم سيتأكد فشله هو بعون الله !
# تحيا الأمة العربية.