رئيس التحرير
عصام كامل

100 جنيه لمن يحصل على «قملة» بالشرقية !


محافظة الشرقية هي المديرية التي خرجت منها الكوليرا عام 1947، وتكاد تكون مهبط جراثيم التيفود والتيفوس والحمى وغيرها من الأوبئة.

وفى جولة للكاتب إسماعيل الحبروك نشرتها مجلة المصور عام 1949 أكد فيها أن مفتش صحة المديرية الدكتور نيروز بانوب صرح له بأن الأوبئة انتهت تماما من الشرقية وأصبحت الشرقية أقوى من أي وباء وأنه مستعد لأن يدفع 100 جنيه عن كل "قملة" نستطيع اكتشافها في المديرية.


يقول الدكتور أبانوب "كان الرجل يتكلم بحماس واندفاع وثقة، فعرفت منه أن قسم الأوبئة يتبع منذ عامين نظام "التعفير بالدى دى تى" هذا المسحوق السحرى، وذلك من خلال ثمانى عربات تطوف المديرية وهى 43 فرقة بمعدل فرقة لكل 55 ألف نسمة.

وأضاف أبانوب: "آه حتى عام 1945 كانت وزارة الصحة تدفع أي وباء بالموس والقطران والتبخير، فبالموس تحلق رءوس الأهالي وبالقطران تدهن رءوسهم وأخيرا تبخر ثيابهم، وهذا هو كل ما كانت تفعله الحكومة ليعود الوباء في العام التالى مرة ثانية، ولكن أشد قسوة".

إلى أن وصل الدى تى دى وخطت الوزارة مائة عام إلى الأمام وتقهقر المرض حتى أن الفلاحين أطلقوا عليها "بودرة النبى" وأن هذه البودرة من السماء.
الجريدة الرسمية