رئيس التحرير
عصام كامل

ساعدي طفلك ليتخلص من مشاعر الغضب والقلق والغيرة


عندما ترين طفلك ينفجر غاضبا للمرة الأولى، من المؤكد أنك قد تصابين بالصدمة، لكن هذا الكائن وعلى الرغم من صغر سنه، إلا أنه مخلوق مثلكِ له مشاعر وأحاسيس، ومن الطبيعي أن ينفجر غاضبًا، أو أن يشعر بالتوتر والخوف، أو الغيرة.


وتؤكد الخبيرة النفسية سهام حسن، أنه لا بد أن تعلم الأم السبب الحقيقي وراء ردود أفعال طفلها، أو ظهور تلك المشاعر السلبية عليه، وتضيف سهام أنه يمكن التعرف على طرق التعامل مع أهم المشاعر السلبية التي قد يمر بها طفلك، وطرق تخليصه منها.

الغيرة
سواء لفترة طويلة أو قصيرة المدى، فإن طفلك الأول يكون محور حياتك، ولكن عندما تصبح له أخت أو أخ صغير فإنه بالتأكيد سيشعر بالغيرة، كلما أوليت المولود الجديد أي اهتمام، أو منحته ولو فترة صغيرة من وقتك، ولهذا قد يفعل أي شيء لجذب انتباهك إليه حتى لو كان ذلك عبر تصرفات سيئة.

ولمعالجة مشكلة الغيرة أخبري طفلكِ بأنك تشعرين بمشاعره، وابذلي أقصى ما في وسعكِ لمنحه المزيد من حبك ووقتكِ، بحيث تمضين معه مدة معينة تفعلان فيها شيئًا خاصًا كقراءة كتاب، أو أي شيء يحبه طفلك، ودعيه يشاركك الاعتناء بالمولود الجديد، كإحضار الحفاضات لكِ، أو تجهيز الحمام معكِ، وفي حال حدوث أي مشكلات، حاولي ألا تجعلي طفلك يشعر بأنه شخص سيئ، بل تداركي الأمر وحاولي التعامل معه بطريقة مرنة.

الانزعاج
في فترة ما من حياته الطفولية سيواجه طفلك حقيقة، وهي أن لديكِ علاقات مع أشخاص آخرين أيضا، وأنه الأهم في حياتكِ ولكنه ليس الوحيد، ما سيجعله يظهر مشاعر الامتعاض، فمثلا عندما تتحدثين في الهاتف مع إحدى صديقاتك قد تجدينه يصرخ بصوت عالٍ أو يطرق بإزعاج على لوح معدني مثلاَ، فقد يجد الطفل صعوبة في تقبل علاقتك بالآخرين.

لهذا فلتخفيف مشاعر الامتعاض السيئة، دعيه يفهم أن أباه أو أي شخص آخر، هم جزء مهم من حياتكِ أيضًا، وكذلك الأمر بالنسبة له، ولتخفيف مشاعر الانزعاج لديه حاولي تفريغ تلك المشاعر بإيجابية، بأن تحضري له بعض الأوراق والألوان، أو بعض الألعاب لينشغل بهم، بينما تنتهين أنتِ من حديثكِ مع الآخرين.

الخوف
الإحساس بالخوف من المشاعر الطبيعية والشائعة بين الأطفال، ولذلك قد تجدين فجأة أن صغيركِ يخاف من كثير من الأشياء، كالحمام، أو الظلام أو النوم بمفرده، أو الأحلام المزعجة وغيرها، ما يسبب لكِ وله التوتر.

لهذا تعاملي مع مشاعر الخوف لدى طفلكِ بجدية، وحاولي طمأنته باستمرار وإقناعه بأنه في أمان معك ومع والده، واشرحي له ما يحدث معه وما يشعر به، وأخبريه أنكِ تعلمين أنه كان ذلك مرعبًا بالفعل له، لكنه غير حقيقي وسينتهي وحده، المهم ألا تخلقي لنفسك جوًا من التوتر، وسيشعر هو حينها بالأمان والهدوء.

الغضب
يريد طفلك أن يفعل الكثير من الأشياء، ولا يستطيع وهذا بالطبع ما يجعله عصبيًا وغاضبًا، إذ لا يستطيع أو لا يعرف كيف يتعامل مع مشاعر الغضب التي تنتابه، المهم عندما ينفجر غاضبا، عليكِ أن تعانقيه وإذا كان محبطًا شجعيه، فمن الضروري أن يشعر طفلكِ بالأمان، أي على الرغم من شعوره بالغضب، إلا أنك مازلتِ بالقرب منه، قولي له إنه لا بأس به، وامزحي معه بتقليده عندما كان يخبط قدميه في الأرض.

القلق
في فترة ما بحياة طفلك، قد يفرض على طفلك أن يتأقلم مع أطفال جديدة مثل أطفال المدرسة مثلًا، أو عندما يتجاهلونه، أو عندما يتعاركون معه، لهذا فعليك بإبداء تعاطف كبير مع طفلكِ، وحاولي أن تفسري له سبب ما يحدث حتى يخف تأثير هذا الأمر عليه، وذكريه أنه قد يتجاهل أصحابه في بعض الأحيان، لأنه ربما يكون مشغولًا بشيء ما.
الجريدة الرسمية