يا بلال يا فضل.. ما تقوم تطمن على بلدك!
مصر موجودة بفضل الله وجيشها موجود وعاصمتها القاهرة، تضم مؤسساتها كلها وتعقد بها اجتماعات حكومتها وتستقبل بها وبغيرها ضيوفها من العرب والأجانب.. واليمن بكل أسى وأسف ليست كذلك.. لا حكومة ولا عاصمة ولا وزراء ولا رئيس.. ولكن.. هل سمعتم الكاتب العريض بلال فضل يتحدث عن الأوضاع هناك سلبا أو إيجابا؟.. مدحا أو ذما؟.. نقدا أو انتقادا؟.. ضحكا أو بكاءً؟.. مقالا أو تعليقا؟.. حوارا أو تويتة؟.. الموات التام هو سيد الموقف..
وربما تبدو توكل كرمان الأكثر وضوحا في مواقفها من الأزمة اليمنية؛ ليس لحبها لليمن ولا لوطنيتها ولا لخوفها عليها، إنما لأن المطلوب منها ومن غيرها الدفع في طريق التصعيد للأزمة، وسكب مزيد من الزيت عليها لتكون نموذجا لصراع طائفي مذهبي وعنوانا له.. أما بلال ففيما يبدو أنه مكلف بمصر وحدها.. رغم أن نصفه مصري ونصفه الآخر يمني.. ومن المفترض أن لليمن عليه حقا.. ولها في عروقه دماء تجري أو المفترض أنها كذلك.. أعمامه هناك وعائلته التي يحمل اسمها بل كان حتى وقت قريب جدا لا يحمل إلا الجنسية اليمنية!
كما أنها في الأول والأخير بلد عربي تهاجمه أو تهاجم جماعة به الآن الدولة التي ساندت مصر ضد الإخوان.. وهي دولة يعتبرها الإخوان عدوا.. فلماذا صمتك يا بلال؟.. هل لأن قطر هناك تشارك في القتال ولو رمزيا؟.. أم لأن أردوغان هناك أيضا يشارك في القتال بالكلام وبالجعجعة؟.. أين صراخك أيها الفارس المغوار؟.. أين لسانك وقد كان في الباطل أطول منك؟.. أين الجراءة والشجاعة والشهامة التي تزعمها وأنت تدعي الدفاع عن سقوط الأبرياء كما كنت تقول؟.. بلدك يضرب الآن يا رجل، فاسترجل وهاجم من يهاجمونه أو حتى انتقد ذلك أو في أضعف الإيمان ابدي حزنك على الدماء التي تسيل.. أم أن التعليمات واضحة ومفهومة عندك كما هي واضحة ومفهومة للجميع؟
بالمناسبة.. مصر ذهبت لتقاتل وحتى الآن تصريحات مسئوليها تتحدث وتدور عن دعم اليمن والاستجابة لاستغاثة رئيسه وحكومته الشرعية، وعن ضرورة التضامن العربي.. أما قطر فتزيد من الأمر حبة وتعلن تضامنها مع السعودية.. أما باكستان فتزيد من الأمر حبتين وتؤكد جاهزيتها للرد على من يهاجم السعودية دون تحديد من تقصده بالاسم.. أما تركيا فتتفوق على الجميع فهي الوحيدة التي هاجمت إيران علنا بسبب الأزمة اليمنية!!؛ ذلك لأنها مدعوة من أمريكا - ومعها من معها - لإشعال نار الفتنة السنية الشيعية لإشعال المنطقة كلها لحساب إسرائيل الكبرى في نهاية الأمر، ومع ذلك لم نسمع لك صوتا ولا همسا..
هي أيه الحكاية.. ما تقوم يا بلال تطمن على بلدك!!