رئيس التحرير
عصام كامل

معهد واشنطن للدراسات: استيلاء الحوثيين على اليمن يهدد الملاحة في باب المندب.. "السيسي" أوفى بوعده في حماية أمن الخليج.. الحملة السعودية تؤكد إستراتيجية القوة العسكرية المشتركة


أكد أريك تريجر، الخبير في معهد واشنطن للدراسات، أن إعلان مصر انضمامها للحملة العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد استيلاء الحوثيين المدعومين من إيران على السلطة في اليمن، يمثل فرصة مهمة لتوضيح سياسة الولايات المتحدة تجاه مصر، وتحسين العلاقات الثنائية المتوترة، وتعزيز المصالح الأمنية للخليج.


التصدي للحوثيين
وأوضح أريك أن دخول القاهرة في الصراع في اليمن يعكس اعتبارين، أولهما التصدي للتهديد النظري من الحوثيين على الأمن البحري في البحر الأحمر، وثانيهما مساعدة حلفائها في الخليج في مقاومة طموحات الهيمنة الإيرانية.

وأشار أريك إلى أن مصر حريصة على عدم إدخال قواتها في الصراع بسبب أن التدخل العسكري السابق في اليمن كان مكلفا للغاية وتوفي فيه 26 ألف جندي مصري خلال الحرب الأهلية 1962 -1970.

ولفت المعهد إلى أن مصر الآن تقاتل في العديد من الجبهات فهي تقاتل في اليمن وتحارب الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم داعش، ولكن استيلاء الحوثيين على العاصمة في اليمن ثم المدينة الساحلية جنوب غرب يهدد حركة الملاحة البحرية في باب المندب، المضيق الذي يربط البحر الأحمر إلى خليج عدن.

وأشار إلى أن القاهرة قلقة من تهديد الحوثيين لحركة قناة السويس التي تعد مصدر دخل مهم لمصر، وأدخلت القناة عائدات 5.4 مليارات دولار في عام 2014، فيما تحفر مصر الآن قناة جديدة ومن المتوقع زيادة الإيرادات إلى 13.5 مليار دولار في عام 2023.

وأضاف أريك: أن دخول القاهرة في الصراع باليمن يسمح للرئيس عبد الفتاح السيسي الوفاء بوعوده بحماية حلفاء مصر في الخليج الذين قدموا المساعدات للقاهرة ما يقرب من 23 مليار دولار، كما أن مشاركة مصر في الحملة السعودية يجسد إستراتيجية السيسي لدعوته لقوة عسكرية مشتركة لمواجهة التهديدات في المنطقة.

مصالح الولايات المتحدة
ورأى أريك أن الولايات المتحدة لديها مصلحة قوية أن تنجح مساعدة مصر في اليمن، ويعتمد الجيش الأمريكي على العبور الآمن من باب المندب في محاربته لتنظيم داعش.

وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن دعمه لقوات التحالف الذي تقوده السعودية لاستعادة السلطات الشرعية في اليمن، ومن المؤكد أن مصر لاعب رئيسي في هذا الجهد ويمنح واشنطن الفرصة لتأكيد شراكتها مع القاهرة ولتعزيز المصالح الأمنية المشتركة في المنطقة، فضلًا عن اطمئنان حلفاء واشنطن أن الإدارة الأمريكية لن تتخلي عن حلفائها في الوقت الذي تسعى فيه لاتفاق نووي مع إيران.
الجريدة الرسمية