رئيس التحرير
عصام كامل

زوجات يخدعن أزواجهن بالطلاق


زيف وافتراء لو قلنا إن المرأة يقع عليها التأثير الأكبر من جراء "الانفصال"، الطلاق ليس كلمة مجردة بل "طلقة طائشة" تكسر وأحيانًا تُميت.

الزواج "الميثاق الغليظ" الذي يتحمل بموجبه الزوج والزوجة المسئولية، هو عقد لا يخلو من الأساس الروحي والبدني والعاطفي، تلك الأسس تمثل حصنًا للأسرة وللبشرية، والتعدي على أحد بنود "الميثاق" من أحد الطرفين هو الطريق إلى "الطلاق".

ولكي نكون منصفين بعيدين عن الزيف، يجب الاعتراف بأن الزوج، الأهل، المجتمع، والاقتصاد، أيضا تُصيبهم تلك الطلقة، كما الأبناء والزوجة والذين كثر الحديث عنهم.

علينا أيضًا تجنب القول السائد بأن "الرجل من بيده الطلاق"، فغالبا "المرأة هي من تطلب"، ولا أحرم عليها حقها في ذلك فقد منحها الله كامل الحق، كما منحه للرجل.

ويرجع ذلك لعدة أسباب، نجد منها ما يستحق وما لا يستحق أن يكون سبببا في دمار أسرة، التعمق في أسباب هذه المسببات سيُضيء ما أظلمته الكلمات.

هيا معًا نعود إلى الخلف قليلًا حيث كانت عشرات الآلاف من السيدات تُطلقن سنويا بعلة إنجاب الإناث، وبالإضافة إلى أسباب الزوجة وأحيانًا ما يكون لها الحق في طلب فسخ الميثاق، مثل أن يكون الزوج ثقيل اليد واللسان، "يضربها، يهينها"، فضلا عن البخل المادي والعاطفي والمعنوي والجسدي والذي يعانيه الزوجان.

وبمرور الوقت وأساليب التوعية وحقوق المرأة والخلع، تضاءلت الأسباب المؤدية لارتفاع معدلات الطلاق، والتي من المفترض أن يتبعها تناقص في أعداد الطلاق، والكارثة أن ما حدث هو العكس، ففي عام 1997 أكدت الأبحاث أن معدل الطلاق في مصر 2%، وبحلول عام 2000 وصل إلى 11%، وفي 2006 بلغت النسب 13%، والآن وما ينُم عن ظاهرة تثير التساؤل، هو وقوع حالة طلاق من بين ثلاث زيجات والغالبية تكون للفئة العمرية ما بين 20 و30 عاما، وبالنظر إلى هذه الفئة نجد أبصارنا تتجه مباشرة للتقدم والفضائيات والثورات الشعبية الصناعية..

نعم هذا ما أُعنيه.. التطور سلاح ذو، حدين يستخدمه الرجل والمرأة فقط للتذمُر والتكبُّر على ما بين أيديهم.

الشاب يبحث عن الجمال والمتعة والخُلق ليبني حياة جميلة وعائلة مميزة مثلما يراها عبر الفضائيات، دون مصاعب أو مشاكل، فهو في أي حال يُريد راحة البال.

الفتاة تبحث عن لقب متزوجة أفضل من عانس، فرغم اندلاع تلك الثورات لم نصل لثورة فكرية حقيقية، فما زال الفكر الاجتماعي الخاطئ قابعًا في عقول البعض من الجنسين حول العنوسة وغيرها.

الزوجة وبعد تخطيها محطة العنوسة بسلام، تبحث عن محطة أخرى وهي إثبات الذات سواء بالعمل، تربية الأطفال، إدارة البيت ووضع نُظمه، وكأن الرجل ما هو إلا مورد مالي، فالتطور أولى ثماره القضاء على مكانة الزوج كرجل له حق الطاعة والاحترام وإبداء رأيه في كل زوايا بيت الزوجية، "الويل لبيت تصيح فيه الدجاجة بدلا من الديك!" 

ولتصل الزوجة بصياحها إلى محطة الأنا (تفضيل النفس) والترفيه عنها بشتى السبُل مثل المصروف الزائد، الطلبات التي لا معني لها، التنزه المستمر، الأصدقاء والعمل المرفوض من قبل الزوج، لتُحمّل الرجل فوق طاقته.. متناسية أولادا وأهلا ورجلا يُريد البناء وإن كان مُقصرًا، فهي قط لم تر عورا في تسلطها وصياحها!

ولتشتعل المشاكل من هذا وذاك، ويصل الزوج إلى إطلاق "طلقته الطائشة" للتخلص من تلك الضغوط، أو تطلب هي الطلاق لأن طلباتها غير مُجابة، وفى الحالتين هي من ضغطت على الزناد لتخرج طلقة غائرة في قلوب الأبناء، ناكسة للأهل، مدمرة للرجل، عبئًا على الاقتصاد، وفي النهاية تدّعي أنها مظلومة قائلة: "الطلقة قتلتنى أنا".

أين نحن من عقيدتنا؟! من تقاليدنا؟! نساء الماضي كن أكثر طاعة وصبرا ومشاركة، كانت الزوجة تأتمر لأمر زوجها، تُلبي إن نادى، تُطيع إن نهى، وإن نصح استجابت، وهذا ما أقره الإسلام.. قال الله تعالي "فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا"، وقال رسول الله "لو كنت آمر أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"، ربما تكون الطاعة ثقيلة على النفس، لكن بقدر ما تُريد ربة المنزل من الحفاظ على بيتها واستمراره، بقدر تحملها وطاعتها طاعة مشروطة، ليست عمياء، طاعة الزوجة الصبورة للزوج الصالح.

ولحين إدراك كلا الطرفين أنهما أعمدة الحياة، وإدراك الزوجة أنها غالبا من تُطلق الرصاصة، دعونا نقول لكليهما: رفقًا بالقوارير أيها الرجل، كُن لها رفيقًا للعمر، رءوفًا في العلن والسر، ولا تسلبها حقها، كان رسولنا الكريم يستشير زوجاته ويأخذ برأيهن، وتيقن أن أخلاقك سترفع من خُلق زوجتك، قال أحد السلف: "أري أثر معصيتي في خُلق زوجتي وتعثر دابتى".

صبرا جميلًا أيتها المرأة، كوني عونًا له، تحملي المسئولية كما يجب ودعكِ من التفاهات، سينشأ على يديكِ جيلا يحمل معنى الرجولة والأنوثة، فما وضع الله في جوفك من قلبين (قلبك وقلب جنينك) إلا لأن رب العزة خلقك أكثر تحملًا من الرجل.
الجريدة الرسمية