رئيس التحرير
عصام كامل

«الكنيسة» توقع «بروتوكول» للقضاء على الأمية.. «تواضروس» يقترح إنشاء وزارة للتعليم الابتدائي.. «لبيب»: التعليم مفتاح التنمية.. الأنبا موسى: «شنودة» أول


شهد المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسيه بالعباسية، اليوم الخميس، حفل توقيع بروتوكول تعاون بين أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمشروع القومي للقضاء على الأمية، بحضور البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، والأنبا يؤانس أسقف الخدمات.


قائمة الحضور
وحضر عدد من الوزراء الاحتفالية، منهم اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية، الدكتورة غادة الوالى وزير التضامن الاجتماعى، المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، والدكتور سيد عبد الخالق وزير التعليم العالى.

ومن الأساقفة، حضر الأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا مارتيروس أسقف كنائس شرق السكة الحديد، والأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى.

وتخلل الاحتفال عدد من التراتيل والترانيم التي تعبر عن الروح الوطنية، وسط حضور الدكتور مجدي عزيز مدير برنامج التعليم بأسقفية الخدمات، والدكتور أشرف حاتم الأمين العام للمجلس الجامعات، والدكتورة مايسة المفتي المقرر العام للمشروع القومي لمحو الأمية، والسفيرة ميرفت تلاوة رئيسة المجلس القومي للمرأة، والدكتور عمر حمزة مدير عام هيئة تعليم الكبار، والدكتور زاهى عازار الأمين العام للمشروع المسكوني للتربية الشعبية.

حقيبة وزارية جديدة
ومن جانبه، اقترح البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، إنشاء حقيبة وزارية للتعليم الابتدائي، مضيفًا أنها مسئولية تستطيع تغيير وتجديد وجه الحياة على أرض مصر من خلال الفكر.

وقال البابا خلال كلمته، بحفل توقيع بروتوكول بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والمجلس الأعلى للجامعات، لإطلاق مشروع مصر القومى لمحو الأمية، بالكاتدرائية: "إن الكنيسة مؤسسة روحية بالمقام الأول، لكن لها دور اجتماعي، فهى تخدم من الناحية التعليمية أو الصحية أو غيرهما لتنمية المجتمع".

وأضاف أن الدولة، تقوم بدورها، من رئيس الجمهورية والوزراء والمسئولين في مسار التنمية، مشيرًا إلى أن التنمية تحتاج لأكثر من ذلك ولذا تساهم الكنيسة في ذلك ولو بقليل، مستشهدا بالمثل "النوايا تسند الزير".

عقول مفكرة
وأوضح البابا، أن التعليم يدور بين كلمتين الفارق بينهما نقطة (الإيداع والإبداع)، فإن الإيداع بمثابة التعليم البنكى التلقيني "حشو"، وإنما يسمى بالتعليم القهرى أو الاتجاه الواحد، أما التعليم المنشود فهو الإبداع والحرية.

وتابع: "إن تعليم الإبداع نتطلع لأن يكون على كل المراحل من محو الأمية والابتدائية والشباب، لإنشاء عقول مفكرة بناءة تفرز بين الجيد والرديء، ولا يكون الإنسان تابعا، والمشكلة الحقيقية تكمن في وجود كثير من التابعين غير المفكرين".

وأشار إلى مشروع محو الأمية، مؤكدا أن تعاون الكنيسة معه صورة جميلة للبناء الإيجابي لمصر، موضحا أن التعليم "مفتاح التنمية الحقيقية" فإنه الثورة الحقيقية في الفصول الدراسية، واختتم قائلا: "أستشعر بأننا نسير في الطريق الصحيح وإن خلصت النوايا ستكون الثمار جيدة وكثيرة".

التنمية تمحو الأمية
ومن جهته، قال اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، "إن مواقف البابا تواضروس رأيناها جلية بحكمته خلال الظروف التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية"، مشيرًا إلى أن علاقته بالكنيسة القبطيه تمتد إلى فترات بعيدة".

وأضاف "لبيب"، أنه يتمنى تكاتف الجميع ليكون برنامج محو الأمية غير تقليدي، وأوضح أن على الجامعات دورًا كبيرًا في منظومة محو الأمية، مشيرًا إلى أن الشباب لو تكفلوا بمحو أمية الأفراد ستحدث طفرة؛ وتابع: " من خلال المحليات نستطيع المساهمة بجهد كبير، وأن هناك أمية في التعليم وعلينا الانتباه لهذا الأمر".

"شنودة" كافح الأمية
وقال الأنبا موسى الأسقف العام للشباب بالكنيسة القبطية: "إن أول من كافح الأمية داخل الكنيسة ومع الدولة في آن واحد هما الراحلان البابا شنودة الثالث، بمعاونة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة، وأيضا الأنبا إثناسيوس مطران بني سويف".
وأضاف "الأنبا موسى" خلال كلمته بحفل توقيع بروتوكول بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والمجلس الأعلى للجامعات " لإطلاق مشروع مصر القومى لمحو الأمية"، بالكاتدرائية، أنهما أسسا فريقا من الخدام والخادمات ومنهم القس دميان قبل رسامته كاهن، وانطلقوا لمكافحة الأمية بقرى ونجوع الصعيد.

إستراتيجية جديدة
وأكد أن الهدف من الخدمة لم يقتصر على محو الأمية فحسب، وإنما استهدف الأمر إستراتيجية كاملة لتنمية شاملة، من خلال تنمية ثقافية وسلام مجتمعى، موضحا أن البابا تواضروس يكمل مسيرة التنمية.

وتابع: "إن التنمية والسلام المجتمعى، يجلبان الصحة، ومنها تتوافر إمكانيات العمل، ووجه التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي وللبابا تواضروس ولكل القائمين على جهاز محو الأمية".

"لاحرية مع الأمية"
ومن جانبه، قال الدكتور حسام عيسى، نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي الأسبق، إن والده علمه الليبرالية وغير مفهوم أن مصر بها عنصرا الأمة، مؤكدا أن المصريين عنصر واحد، والدين لله والوطن للجميع.

وأضاف "عيسى"، أن رفاعة الطهطاوى له مقولة مأثورة "ليكن وطننا محلا للسعادة المشتركة"، ومن حينها وتسعى مصر للتنمية والنهضة الثقافية، ومن ثم تعرف طريق الحرية، وأكد أن الحرية لا يعرفها الأميون، كون أولى مبادئ الحرية معرفة اللغة والعلم والثقافة، فإن مفتاح الحرية العلم.
وأشاد بدور الدكتورة مايسة المفتي في منظومة محو الأمية، كونها صاحبة حماس لهذه الفكرة، وتمكنا بمعاونة أشرف حاتم من فتح الأبواب لتلك المنظومة

تجربة كوبا
بينما قالت السفيرة ميرفت التلاوى، رئيس المجلس القومى للمرأة، إن مناسبة توقيع بروتوكول بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والمجلس الأعلى للجامعات، لإطلاق مشروع مصر القومى لمحو الأمية، ذات مغزى ومعنى كبير.

وأضافت "ميرفت" أن الكنيسة لها دور في مؤازرة المجتمع، وذكرت: "ونتطلع أن تحذو المساجد والكنائس كافة هذا الحذو"؛ وأوضحت أن نسبة أمية النساء هي الأكثر عالميًا حيث تصل لـ800 مليون مرأة، لاسيما أنها تعانى الفقر أيضًا، ولذا قيل إن الفقر له وجه مراة.

وتساءلت: "كيف يتخيل إنسان أن الفقر والأمية يجعلان المرأة تنتج أجيالا تسهم في بناء مجتمع ولا تحرقه؟"، وتابعت: "إن نسبة الأمية بمصر لا تليق بتاريخها خاصة، حال مقارنتها بدول عربية أخرى"، مشددة على ضرورة تحفيز الطلاب بإعطاء نسبة سنوية حال قيامهم بتعليم الكبار أو محو الأمية".

وأشارت إلى أن دولة كوبا استطاعت القضاء على الأمية خلال عام واحد، من خلال خطة إستراتيجية، ما جعلها تصل لدرجات من الرقى وذلك بالتعليم.

واجب وطنى
وقالت الدكتورة مايسة أنور المفتي، مدير مشروع محو الأمية بجامعة عين شمس، إن توحد الجهود لمواجهة والقضاء على الأمية بنشر نور العلم والمعرفة، موضحة أن فكرة مشروع محو الأمية مستلهمة من تجربة كوبا في القضاء على الأمية.
وأضافت أن القضاء على الأمية واجب وطنى، معتبرة أساتذة الجامعات مسئولين عن هذا العمل.
الجريدة الرسمية