حكاية 8 حروب خاضها الجيش خارج الحدود.. قوات «محمد على» تصل اليونان و«الأورطة المصرية» تحارب بالمكسيك.. «ناصر» يشارك في حربي «اليمن وبيافرا».. و«السادات
في خطوة تهدف إلى السيطرة على الأوضاع في اليمن، أعلنت مصر اليوم الخميس، دعمها "العسكري والسياسي" للعملية العسكرية التي تشنها دول خليجية ضد جماعة الحوثيين اليمنية «عاصفة الحزم»، مؤكدة أنها على تواصل مع الرياض من أجل بحث سبل المساهمة في العملية، دون أن تستبعد أن تصل الأمور إلى حد إرسال قوات عسكرية بريّة بحال تطلب الأمر ذلك.
وفي هذا السياق، تستعرض «فيتو» مشاركة القوات المسلحة المصرية في حروب خارج الحدود المصرية، حيث شاركت مصر في 8 حروب خلال العصر الحديث.
حرب المورة
كانت أولى الحروب التي خاضتها مصر خلال العصر الحديث، الحرب خاضها الجيش المصري في اليونان بناءً على أوامر السلطان العثماني للرد على الثورة اليونانية ضد العثمانيين بعد فشل خورشيد باشا في السيطرة عليها، حيث طلب السلطان محمود الثاني من محمد على باشا السيطرة على الثورة في جزيرة كريت.
وفي 10 يوليو 1824، أقلع الجيش المصري من الإسكندرية تحت قيادة إبراهيم باشا، حيث تقابل مع الجيش العثماني ودخلا في معارك شرسة أدت إلى إعادة بلاد المورة إلى سيطرة الدولة العثمانية.
حروب الشام الأولى
كانت هذه الحروب جزءًا من الصراع العسكري بين مصر والدولة العثمانية أثناء حكم محمد على باشا بسبب مطالبته السلطان العثماني بتنفيذ وعده، وجعل سوريا العظمى تابعة لحكم الأسرة العلوية بعدما شارك الجيش المصري في الحرب اليونانية، في حين اكتفى السلطان بتقديم جزيرة كريت فقط لمصر، ما أدى إلى اشتعال الحروب التي انتهت بانتصار محمد على ووصول نفوذ مصر إلى أعالي نهر الفرات.
الأورطة المصرية في حرب المكسيك
كما اندلعت الحرب المكسيكية بعدما قامت حركة مناهضة للإصلاح الديمقراطي في المكسيك بالاستعانة بفرنسا، والتي دخلت الحرب بذريعة أن الحكومة المكسيكية أساءت معاملة الرعايا الفرنسيين، وبعد تورط فرنسا في القتال سعى نابليون الثالث لدى خديوِ مصر سعيد باشا لإرسال قوات مصرية للمشاركة في القتال.
وبالفعل أرسل سعيد باشا الأورطة المصرية السودانية التي شاركت في حرب استقلال المكسيك عام 1863.
حرب فلسطين
وشاركت مصر أيضًا في حرب عام 1948 ردا على قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، ووقتها أرسلت القاهرة 10 آلاف جندي تحت قيادة اللواء أحمد على المواوي.
وفي الحرب، كان الجيش المصري أكبر الجيوش العربية وأقواها، إلا أنه عانى من مشاكل في العتاد والتنظيم حيث خاض عددا من المعارك المهمة منها رب الفالوجة.
حرب اليمن
وبعد قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962 في اليمن، اندلعت حرب بين أنصار المملكة المتوكلية وأنصار الجمهورية، ما أدى إلى اندلاع الحرب لمدة 8 سنوات أعلن خلالها الرئيس جمال عبد الناصر عن تدخله في اليمن.
ووقتها أرسل عبدالناصر أكثر من 60 ألف جندي إلى اليمن، فقد منهم أكثر من 25 ألف جندي، الأمر الذي اعتبره عدد من المحللين أحد الأسباب الرئيسية في إضعاف الجيش المصري الذي افتقد أكثر وحداته تدريبًا خلال حرب يونيو 1967 ضد إسرائيل.
حرب بيافرا
أما «حرب بيافرا» فاندلعت بعد إعلان الحاكم العسكري لإقليم شرق نيجيريا "الكولونيل أوجوكو" الانفصال عن الدولة واستقلال الإقليم الذي أطلق عليه "جمهورية بيافرا"، ما دفع الحاكم العسكري النيجيري يعقوب جون، لإعلان حالة الطوارئ استعدادا للحرب.
وقد طلب جون من الرئيس عبد الناصر التدخل، فقام الأخير بإرسال طيارين مصريين إلى نيجيريا شاركوا في العمليات الجوية ضد "بيافرا" حتى عام 1970، كما أنشئوا كلية طيران في "لاجوس" لتدريب الطيارين النيجيريين.
حرب الأيام الأربعة
ووقعت حرب الأيام الأربعة في فترة حكم الرئيس أنور السادات، ردا على تدخل الرئيس الراحل معمر القذافي، في الشأن المصري بعد توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل.
وفي يوليو 1977، وقعت اشتباكات بين قوات الطرفين على الحدود، وأمر «السادات» بعدها بتحرك قوات من الجيش المصري إلى داخل ليبيا، وهاجمت القوات الجوية مطارات وقواعد عسكرية تابعة لمعمر القذافى، ولم تستمر الحرب بين الطرفين إلا 4 أيام لتنتهي بعد تدخل من جانب الرئيس الجزائري هواري بومدين، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
حرب الخليج
وشاركت مصر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، في حرب تحرير الكويت، عقب غزو العراق لها، في أغسطس عام 1990، ضمن تحالف دولي قادته الولايات المتحدة بمشاركة 30 دولة منها مصر.
ووقتها شاركت مصر بقوة مكونة من 35 ألف جندي، وأسلحة المدرعات والمشاة الميكانيكية والصاعقة والأسلحة المتخصصة، وتمركزت القوات المصرية على يسار الحدود الكويتية.
وفي مقابل مشاركة مصر في تحالف حرب الخليج، تم إسقاط حصة كبيرة من الديون المصرية وقتها من قبل الولايات المتحدة واليابان وقطر، إضافة إلى إعادة جدولة باقي الديون خلال مدة 25 سنة، كما حصلت مصر على مساعدات مالية من الكويت والسعودية وبعض دول أوربا، وأودع الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك جزءًا منها في البنك المركزي المصري، وهي الوديعة المعروفة بـ"وديعة حرب الخليج".