رئيس التحرير
عصام كامل

معاناة لاعبي القسم الثاني.. رياضيون على الورق فقط.. لاعب وسط بني سويف يعمل في «سوبر ماركت».. مدافع المنيا «جزار».. الظهير الأيسر لمنية الحيط «صبي قهوجي».. ولاعبو «ال


الأزمة المالية التي تمر بها الأندية ومراكز الشباب بدوري القسم الثاني والثالث والرابع أزمة قديمة وليست جديدة على الكرة المصرية لكن للأسف لم يجد المسئولون لها حلا طوال السنوات الماضية رغم الملايين التي تصرف وتدفع للاعبي الدوري الممتاز لاسيما قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك.


لا تتعجب أو تندهش عندما تسمع أو تقرأ عما يمر به لاعبي الدوريات المصرية بكرة القدم باستثناء لاعبي الدوري الممتاز، ومن الممكن أن تجد لاعبا يعمل كعامل ترحيلات أو عامل بناء أو صبي قهوجي.

والغريب أن من بين هؤلاء اللاعبين مواهب جيدة لكن الأضواء والشهرة والنجومية والتوفيق له حسابات أخرى ولا تتخيل شعور هؤلاء اللاعبين المنكسرين وسط هذه الظروف المادية الصعبة التي زادت بقيام ثورة 25 يناير ثم مجزرة بورسعيد ثم مجزرة الدفاع الجوي والتي توقف على إثرها النشاط الكروي.

يضطر اللاعب إلى اللجوء لعمل آخر بخلاف وظيفته كلاعب لأن ما يتقاضاه راتبا شهريا من عمله كلاعب لا يكفي قوت يومه أو تلبية طلبات أسرته فأحيانا يصل راتب اللاعب إلى 300 جنيه أو 400 جنيه، وأن زاد ببعض الأندية يصل إلى ألف جنيه لذلك يضطر إلى العمل بالقهاوي أو السوبر ماركت أو حتى عامل بناء أو ترحيلات خاصة من لا يملكون شهادة وليس لديهم مؤهل عالي يمكنهم العمل بوظيفة ثابتة.

عامل في سوبر ماركت
وأحد هذه النماذج حسام حسن لاعب وسط الفريق الأول لكرة القدم بنادي بني سويف أحد الأندية العريقة ذات الاسم الكبير بمحافظة بني سويف، وأحد فرق المجموعة الثانية بدوري القسم الثاني والذي اضطر إلى العمل بسوبر ماركت باليومية خلال الوقت الذي لا يتدرب فيه لكي يستطيع توفير حياة أقل من البسيطة له ولأسرته المكونة من زوجته وثلاثة أطفال.

وفشل النادي في توفير الراتب الشهري الذي يمنح حياة مستقرة للاعب لاسيما أنه من الأعمدة الرئيسية بالفريق وأحيانا يضطر إلى الغياب عن مران الفريق للعمل.

«جزار»
أما بدوي عاشور مدافع الفريق الأول لكرة القدم بنادي المنيا الهابط هذا الموسم من الدوري الممتاز وصاحب المركز الثاني بمجموعة شمال الصعيد وأحد أعمدة الفريق الأساسية يعمل جزار في الأوقات التي لا يتدرب فيها ويؤثر ذلك سلبيا على انتظامه بتدريبات الفريق لكنه متزوج منذ فترة ولديه مسئوليات لا يستطيع تدبرها براتبه الشهري بالنادي.

«كهربائي»
أما محمد عبد السلام لاعب فريق المنيا أيضا فيعمل كهربائي بعد تدريب الفريق وعيسي مختار الناشئ الذي تم تصعيده للفريق الأول فيعمل «محارا» بالبناء رغم صغر سنه وموهبته ومستقبله الواعد الذي ينتظره ونفس الظروف الصعبة يمر بها كابتن فريق المنيا وليد اوشا وزملائه عاطف نصحي وأحمد كاستلا الذين لا يمتلكون سوي راتبهم الشهري فقط وليس لديهم أي عمل آخر يصرفون منه على عائلاتهم.

نماذج هؤلاء اللاعبون ما أكثرها في جميع الفرق المدينة المنورة والنصر للتعدين ومركز شباب كوم حمادة ومياه البحيرة وسمنود وبلقاس وسمالوط وناصر ملوي.


الفريق الأول لكرة القدم بنادي الواسطي ومتصدر المجموعة الثانية جميع لاعبيه مهددين في حالة إلغاء المسابقة هذا الموسم لأن جميع اللاعبين ليس لديهم عمل آخر بخلاف عمله كلاعب ولا يوجد دخل له سوى راتبه الشهري.

«صبي قهوجي»
جمال جمعة الظهير الأيسر لفريق منية الحيط أحد فرق المجموعة الثانية يعمل "صبي بالمقهي" لعدم وجود عمل آخر يساعده على المعيشة والحياة ونفس الحال ينطبق على زملائه محمود يحيي لاعب وسط الفريق الذي يعمل في البناء وحمادة زيدان الذي يعمل «مبلط سراميك».
الجريدة الرسمية