رئيس التحرير
عصام كامل

عمال النظافة يدفعون فاتورة الشركات الخاصة.. مشرف: اللي بيموت مالوش تعويض.. عامل: "طلبت كوريك أتعملى ترك عمل".. وآخر: بنشتري المعدات بفلوسنا.. مواطنين لـلمسئولين: أدوهم حقوقهم وارحمونا من الزبالة


علق عمال النظافة بحي شبرا إضرابهم عن العمل، الذي دام نحو 15 يوما، تراكمت على إثره أطنان القمامة في أرجاء، ذلك الحي العريق، وعادوا إلى العمل بعد حصولهم على وعود من مسئولي شركة أما عرب، بتلبية مطالبهم، المتمثلة في التأمين عليهم ضد أخطار العمل من الإصابة بالأمراض وحوادث الطرق.


بالإضافة إلى توفير أدوات العمل بدءا من الزي والمكانس والصناديق مرورا بإصلاح سيارات نقل القمامة، وكذلك ضمان عدم تسريح العمال بعد انتهاء فترة تعاقدهم مع الشركة أو توفير المحافظة فرص عمل بديلة لهم.

تحدى الظروف
عدسة «فيتو» رصدت أحوال عمال النظافة البسطاء، الذين عادوا إلى العمل آملين في أن يوفي المسئولون بوعودهم، يواجهون غضب الأهالي بصبر، ويرفعون أطنان القمامة المتراكمة بأدوات متهالكة، ونفوس تملؤها العزيمة والإصرار، على تحدي الظروف.

الشركة مهلهلة
أكد محمد عبد اللطيف مشرف العمال بمركز عمليات الساحل أن عودة العمال للعمل لا تعنى حل المشكلة القائمة مع الشركة، وقال:"كأننا شغالين عند مقاول، مفيش معدات، ولا تأمين صحي، في عمال ماتت في الشغل والشركة ماصرفتلهمش جنيه، يعنى دى مش شركة"، مشيرا إلى المتوفين وهما محمد عبد المنصف، ومحمد عبد العاطي.

وتابع: "رئيس الشركة الجديد أدانا وعود، وقلنا أنا استلمت الشركة مهلهلة، ورد على مطالبنا بكلمة "إن شاء الله"، مؤكدا أنهم لم يعودوا إلى العمل إلا تلبية لمناشدادت المواطنين الذين يأتون إلى المركز للشكوى من تركم القمامة.

بنشتري المعدات على حسابنا
وتساءل "عبد اللطيف" قائلا: "هذه الشركة واحدة من أكبر الشركات التي تعمل في مصر، كيف لا توفير تأمين صحي أو معدات للعمال"، مشيرا إلى أن العمال يضطرون إلى شراء المعدات بأموالهم الخاصة.

وحدة الرصد
وحول دور وحدة الرصد التابعة لمحافظة القاهرة، والمنوط بها مراقبة أداء عمل شركة النظافة، قال:"وحدة الرصد هي المتسببة في تفاقم المشكلة، لأنها لا تقوم بدورها في تغريم الشركة ضد أي تقصير ومخالفات للشركة عن طريق رصد أي قمامة متراكمة بالشوارع، وإجبارها على إزالتها، والتأكد من توفير معدات للعمال".

بسبب كوريك
وأكد أحد عمال النظافة أنهم يضطرون إلى جمع القمامة بأيديهم، لعدم توفر الأدوات، وقال:"المشرف بتاعى عملى قرار ترك عمل عشان بطلب منه "كوريك" أرفع بيه الطين والزبالة، وقالي أرفعة بأيدك أو سيب الشغل"، مطالبا مكتب العمل بالتدخل ضد محاولات الشركة التلاعب ببنود عقود العمال.

أما السائقين، فأكدوا أن كافة سيارات النظافة التابعة للشركة، معطلة نتيجة لعدم خضوعها للصيانة الدورية، باستثناء سيارة واحدة يتناوب عليها السائقون، ويضطر العمال إلى حمل القمامة على أكتافهم من أنحاء الحي وتجميعها بجراج مركز العمليات الذي تحول إلى مقلب للقمامة، وبقايا السيارات المتهالكة.

بدون عمل
وقال أحد السائقين: "الشركة تستأجر سيارات بمبلغ 6 أو 7 آلاف جنيه شهريا من مقاولين لحمل القمامة، أما نحن كسائقي الشركة نأتي يوميا، ونمضي حضور ونبقي طوال اليوم دون عمل، بسبب تعطل السيارات، رغم أنها لن تكلف الشركة صيانة مبلغ يتعدى الـ100 أو 200 جنيه ".

عقد مالوش لازمة
وحول دور نقيب الزبالين شحاتة مقدس، قال أحد السائقين:"قدم لنا نقيب الزبالين ملحق عقد مع الشركة، وعندما أطلع عليه محمد يحيي رئيس مكتب العمل قال لنا "العقد ده مالوش لازمة"، رغم أن النقيب مضى على شهادة تؤكد قانونية العقد"، متهما إياه بالجهل والتواطؤ مع مسئولي شركة النظافة، خاصة بعد تصريحاته التي أكد فيها أن عمال النظافة يعملون بطاقة 90 % رغم تراكم القمامة بالشوارع.

وأكد عمال النظافة أنهم لجأوا إلى مكتب العمل الذي قام بتحرير محضر بمطالبهم، كما قدموا عددا من الشكاوى إلى محافظة القاهرة دون استجابة، وكذلك رفض المسئولين طلبهم بشأن مقابلة محافظ القاهرة جلال السعيد لعرض مشكلتهم.

المواطنون يطالبون بحل الأزمة
أعرب محمد منصف ضابط سابق بالقوات المسلحة وأحد سكان شبرا عن تضامنه مع مطالب العمال، مؤكدا حق العمال في التأمين الصحي ضد الأمراض التي تصيبهم من القمامة، مطالبا المسئولين في الوقت نفسه بالتدخل لإيجاد حل لأزمة تراكم القمامة.

وقال: "بياخدوا مننا خمسة جنيه على الكهربا، المفروض يدوا العمال حقوقهم، هيأكلوا عيالهم منين، الأيام إلى عملوا إضراب كانوا بيخدوا مننا فلوس سلف لحد ما الشركة تصرفلهم فلوس"، وتابع: "أنا بطالب الحكومة أنها تدي الناس حقها، فين رئيس مجلس الوزراء ينزل يشوف الوضع ".

وقال خالد حسين أحد الأهالي: "الوضع بقى لا يطاق، ريحة الزبالة منتشرة في الشارع، لازم الزبالين يشتغلوا كويس وتيجي إدارة تشغلهم، إلى هنخصمه من الزبالين والعمال هنصرفه على العلاج فلازم ندي الناس حقها".

وقال أحد السكان، غاضبا: "بقالي أربع أيام قافل محل أكل عيشي بسبب الزبالة رغم أنى بدفع 15 جنيه نظافة شهريا "، وتابع مستنكرا: "هنشيل الزبالة إحنا ولا ناكلها؟".
الجريدة الرسمية