رئيس التحرير
عصام كامل

تأجيل الانتخابات واستمرار الأزمات


هل نحن ندور فى حلقة مفرغة ليس لها نهاية؟ أم أننا أمام مشهد من مشاهد الصراع الأبدى بين القط والفأر فى حلقة من حلقات "توم آند جيرى"؟ أم أننا نشاهد مباراة مصارعة بين معارضة عاجزة عن تقديم البدائل وفى نفس الوقت تصيح فى وجه متخذ القرار "متقدرش"؟! أم أننا أمام سلطة ضيعفة فى مواجهة الأزمات؟ وحزب حاكم كل ما يسعى إليه هو التمكين لأعضائه ولأهل الثقة للسيطرة على مفاصل الدولة؟ فى الوقت الذى افتقد فيه مقومات ووسائل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقدرات الوطن وممتلكاته التى أصبحت ألعوبة فى يد أطفال الشوارع وأصحاب الأموال الحرام التى ينفقونها على تدمير الحجر والبشر انتقاما من شباب ثاروا على الظلم والفساد والطغيان فكان مصيرهم القتل بدم بارد.

إن المتأمل للحياة اليومية للمواطن المصرى يجدها تتلخص فى عدة مشاهد متكررة، تبدأ بطابور العيش صباحا وانتظارا لوسيلة مواصلات لساعات، ومشاجرات أمام محطات البنزين ومناقشات حادة وخلافات سياسية داخل أروقة العمل تصل لحد الاشتباك بين الزملاء فى مكان واحد، ولعل ما حدث من صدور قرار اللجنة العليا بتأجيل الانتخابات بناء على قرار محكمة القضاء الإدارى الخاص بإعادة قانون الانتخابات وقانون مباشرة الحقوق السياسية إلى مجلس الشورى والمحكمة الدستورية مرة أخرى يغلق الستار على أحد فصول المسرحية الهزلية التى يضحك من خلالها أبطالها على المشاهدين "المواطنين" ولا يسعون لإضحاكم كما كان هو متعارف عليه دائما.
وعلى الفور فتحت الستار على بداية فصل جديد للمسرحية، يسعى كل فرد من أبطال المسرحية لتفسير المشهد الأخير كما يشاء، فالطرف الأول "المعارضة" روجت لفكرة أن الرئيس تدخل لدى القضاء من أجل إصدار حكم بتأجيل الانتخابات البرلمانية حتى لا يرجع فى كلامه للمرة العاشرة.
فى حين أكد الحزب الحاكم أن الحكم تعرض ﻷمرين فى غاية اﻷهمية، ويتعلقان بتفسير مواد الدستور المصرى الجديد، حيث إن الأمر اﻷول يتعلق بمفهوم جديد ﻷعمال السيادة غير مسبوق فى الفقه الدستورى وﻻ أحكام القضاء اﻹدارى بما ينتقص من صلاحيات الرئيس، والثانى يتعلق بمعنى الرقابة الدستورية السابقة على القوانين ومنطوق الحكم وحيثياته.
ويبقى الوضع على ما هو عليه!!! مناقشات حادة وتفسيرات متباينة لأحكام قانون الانتخابات وطرفين متناحرين كل منهما يسعى لجمع الغنائم على حين غفلة من الطرف الآخر.
ويبقى طرف أصيل فى حسم الصراع متفرجا على صراع بات مقيتا ساذجا بين طرفين لا يلقيا بالًا لاقتصاد منهار وبنية تحتية متهالكة، هذا الطرف الذى يتصارع بطلا المسرحية للفوز به ليُصوت له أو يُصوت عليه، ولسان حاله يقول:
قد يكون تأجيل الانتخابات فرصة عظيمة جاءت من السماء للم الشمل بين الجهات المختلفة، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية.
الجريدة الرسمية