رئيس التحرير
عصام كامل

المحللون الجدد


كلمة محلل لها مدلول بالمصرى الدارج... والمحلل هو ذلك الشخص الذى ينتهك كل القوانين والأعراف والأخلاق الاجتماعية والدينية وهو الذى يساعد شخص أو جماعة على سلوك مشين ضد العرف والدين.


المحلل هو راقص ميكافيلى يلعب مع الرابح ليضمن المكسب السريع ليحقق شهرة أو مجد زائف، المحلل هو انتهازى شخص عديم الضمير يحلل الحرام ويبيح المحظور ويسهل القوادة ساعيا للربح السريع.

المحلل هو شخص بلا دين ولا ضمير تجده فى كل زمان رمزًا للخسة والغدر، وهو نخاس يبيع الكل ليسكب هو.. يبيع الشرف والقيم بل يبيع دينه والقيم الإنسانية ليربح.

المحلل هو وزير إعلامى لعدد من اللصوص المتاجرين بالشرف والقيم الإنسانية والوطنية... وهو متلون بطبعه يجيد الرقص على كل النغمات والرقص مع كل المجموعات.. الشىء الذى لا يجيده هو سماع صوت الحق والعدل والطريق الذى لا يسير فيه هو طريق الوطن والوطنية.

المحلل متواجد فى كل مكان وكل وظيفة العليا والسفلى منها، السياسية والاجتماعية، القضائية والحقوقية.. هو يبيع ليكسب، يحلل للغير المحرم ويبيح الاغتصاب.. وهو شخص أعمى العين والبصيرة يعتقد أنه يكسب وهو خاسر دائما أمام نفسه والله الناس وأمام من ارتضى أن يكون محللا لهم.

ووسط الثورات والتغيرات الاجتماعية وما يصاحبها من تغيير فى الأنظمة لا تتعجب إن رأيت وشاهدت وعاينت محللين ربما يكونون جددًا ولكن بالرجوع للتاريخ ستتأكد أنهم محللين بالسليقة.. برهة من الزمن كانوا وطنيين ولكن الحقيقة تدركها حينما تعرف أنه سلك مسلك الوطنى متخذا قناع لأجل مصلحته ومصلحة جماعته، وفى أقرب وقت يسقط القناع وتظهر حقيقته كمحلل.

نجحت ثورة مصر المسروقة فى سقوط عدد من أصحاب الأقنعة وهم المحللين الجدد منهم المحسوب أو المنتمى لسارقى الثورة منهم قضاة ومستشارين منهم إعلاميين والطامة الكبرى أن تشمل القائمة عددا من رجال الدين.

المحللون فى القضاء المصرى قديما كان منهم رجال لهم ضمير وصدق وتاريخ فى محاربة الديكتاتورية البوليسية ولكن بعد سرقة الجماعات الدينية للثورة سقطت عنهم الأقنعة واتخذوا مكانهم كمحللين ضد العدالة والحق والقانون.. مقابل نائب رئيس أو وزير لـ"العدل" أو رئيس مجلس حقوق الإنسان.. فى ظاهرة حقيرة فجة لانعدام الخلق وعدم الاستحياء.

المحللون الجدد هم رؤساء أحزاب أو سياسيين رقصوا مع النظام السابق والحالى، ومن الغريب أن شهرتهم كمحللين لم تخزهم بل يعترفون أن الساكن فى قصر الاتحادية يستشيرهم فى العديد من الأمور وحال مصر الآن والقتلى فى شوارع ومحافظات مصر يؤكد لك أنه محلل خسيس باع الكل لزيارة فى الاتحادية.

المحللون الجدد منهم من سلب أفئدة الشعب فى تعليقات وتحليلات رياضية إلى أن سقط القناع ونال احتقار الكل على التحول الفج فى علامات تعجب كيف يتغير المعلق إلى راقص كيف يتحول المعلق إلى ناخس.

المحللون الجدد هم عدد من رجال المحاماة المحسوبين على تيار الإخوان وغير المحسوبين عليهم!! حولوا القانون إلى بطيخ والنور إلى ظلمة... بل أخذتهم العزة بالإثم فسعوا يتعجبون من سلطة المحكمة الدستورية ورقابتها على التشريعات؟.!!

المحللون الجدد منهم رجال أعمال باعوا تاريخهم ليلحقوا بالعمل فى رعاية الشاطر خوفا من بطش وجبن فى مواجهته.
المحللون الجدد باعوا الكل لمكسبهم الخاص... سقطت الأقنعة منهم فظهرت عوراتهم القبيحة معتقدين أنهم مستورون بالإخوان والحقيقة تؤكد أنهم مفضوحون ولعنات الشعب تلحقهم ودماء شهداء مصر المتساقطة فى ربوع مصر تطاردهم وتطالب بالقصاص منهم...


تحية لرجال مصر الأبرار.. تحية لسيدات مصر الشريفات.. تحية لكل شهيد مصرى سفك دمه على تراب هذا الوطن لزرع فجر جديد بلا محللين بلا جماعات فاشية.
والعار كل العار لمن ارتضى أن يكون محللا ويبيع نفسه وتاريخه وعِرضه فى سوق النخاسة السياسية معتقدا أنه الرابح.

Medhat00_klada@hotmail.com


الجريدة الرسمية