رئيس التحرير
عصام كامل

اختلاف الأجيال


لاشك أن هناك فرقا بين تفكير الآباء والأبناء لاختلاف طبيعة الأجيال واختلاف طريقة التعامل مع مشكلات الحياة، نظرا لوجود خبرات لا يمكن تجاهلها مرت بالآباء ولم يمر بها أبناؤهم وهذا ما يشكل وجهات نظر متعارضة.

قد يتغلب على الأبناء شعور الاغتراب الذى يشكل ضغوطا غير مبررة وضيقا تجاه الوالدين، واعتبار أن تعليمات الأهل هى قيود لابد من التحرر منها عاجلا أم آجلا للوصول إلى الحرية التى لا يعلم ما هى محدداتها، الأهم وبالكيفية التى يرونها ولديهم من المبررات الكثيرة مثل أن الزمان قد تغير أو أن الآباء يتعسفون فى استغلال الحقوق أو أن مخاوفهم هذه لم تعد موجودة الآن وأنهم "دقة قديمة" لابد من تحديثها وتقليل الجمود المسيطر.
وقد يتغلب على الآباء شعور الندم على ما قدموه تجاه الأبناء من الحريات التى جعلتهم لا ينتبهون إلى أهلهم وأنهم رفضوا البقاء فى حظيرة القيم وإنما يخرجون منها شيئا فشيئا، ما يشكل مخاوف كثيرة عن شكل المستقبل معهم وهل مع كبر السن والوهن هل سيجدون فى أبنائهم حسن توقعاتهم أم أن النتيجة ستكون خسارة .. خسارة العمر وخسارة الأبناء الذين لم يستطعوا التفاهم ولا التواصل معهم وانتهى الأمر ولم هناك حيلة لرجوع الزمان مرة أخرى يمكن من خلاله إعادة ما كان.
إن العلاقة بين الآباء والأبناء من شد وجذب على طرفى نقيض.. حرية يراها الآباء من جهة هى الخروج عن الطاعة التى تربوا عليها وعن طرق مرسومة مقدما لمستقبلهم الذى يحقق أمنياتهم وتشبع رغباتهم وقيودا من جهة أخرى فى نظر أبنائهم لابد أن تنكسر وغيوما لابد أن تنجلى لتحقيق آمالهم وأحلامهم وهى فى نظرهم عوائق لابد أن يتغلبوا عليها لإثبات ذاتهم الوليدة.
ويبقى لنا الحكم على الأمور هل نتفق مع الجيل السابق ونختلف مع الجيل الحالى ونقبل ما يفعلون؟ أم نتفق مع الجيل الحالى ونختلف مع الجيل السابق ونمنع السيطرة ونترك لهم حرياتهم غير المحدودة ونقوم بإلغاء كل الخبرات السابقة وحينها سيبدأ الأبناء من حيث بدأ الآباء وينتهوا إلى حيث انتهوا ولا جديد.. أم يبدأون من حيث انتهى الآباء حتى تكتب لهم نهاية جديدة ومستقبل أفضل؟!
الجريدة الرسمية