رئيس التحرير
عصام كامل

غضب داخل الوسط الثقافى احتجاجا على تحويل قصور الثقافة إلى مراكز دينية.. الغيطانى: مصر مش ناقصة جوامع.. زين العابدين: وزارة الثقافة "بتاعة الإخوان"

الاديب جمال الغيطانى
الاديب جمال الغيطانى

أبدى عدد من الكتاب داخل الوسط الثقافى والأدبى، استياءهم الشديد جراء قرار محافظ كفرالشيخ سعد الحسينى، بتحويل قصور الثقافة إلى مراكز دعوية دينية ترسخ للدعوة ولكن بشكل سياسى يخدم تيارات بعينها على حساب الأحزاب والتيارات المنافسة.


من ناحية أخرى تسرب قلق المبدعين على باقى المجالات الإبداعية سواء فى السينما والمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والتشكيلية.

وصف الكاتب الكبير جمال الغيطانى، تصريح محافظ كفرالشيخ بتحويل قصور الثقافة إلى مراكز دعوية دينية بـ"الكارثة"، قائلا: "هى مصر ناقصة جوامع"؟!

أضاف الغيطانى أن تصريح محافظ كفرالشيخ بتحويل مراكز التثقيف والتربية فى مصر كان متوقعا منذ تولى الإخوان المسلمين، خاصة بعد تدهور حال قصور الثقافة على يد سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة، بعدما تراجع نشاطها فى وجوده مؤكدا أنه جزء أصيل من مشروع أخونة الدولة.

من جانبه أعرب وزير الثقافة الأسبق الدكتور شاكر عبدالحميد، عن استيائه الشديد من قرار محافظ كفرالشيخ، مؤكدا أن لقصور الثقافة طبيعة منفردة ووخصوصية ثقافية لا تقبل تدخلا دينيا أو دعويا بأى شكل من الأشكال.

أضاف عبدالحميد أن هذه الخطوة لم تكن متوقعة من حكومة الإخوان، لأن قصور الثقافة وجدت لأهداف مختلفة قائلا: "عندهم الجوامع يدعو فيها براحتهم".

مضيفا أن المسئولية تقع كاملة على عاتق الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة.

استنكر الشاعر زين العابدين فؤاد، تصريح محافظ كفرالشيخ قائلا إن من تسبب فى تشويه تمثال عميد الأدب العربى "طه حسين" وتمثال أم كلثوم، قادر على تزييف كل الحقائق فى مصر.

أضاف فؤاد أن الإخوان المسلمين تسببوا فى تزوير إرادة الشعب لتمرير الدستور ومن بعدها تزييف الدماء وشهداء الثورة والآن يستمرون فى تغييب وعى الأمة ومحو الروح الثقافية داخل قصورها، موضحا أنه لايستبعد عن فكر الإخوان قيادة تلك الأفعال.

وأكد فؤاد أن هذه الخطوة تستدعى وقوف كل المثقفين للمقاومة بالفن والثقافة فى كل زاوية، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة أصبحت جزءً أصيلا من مشروع أخونة الدولة لأنها حسب وصفه "مش بتاعتنا .. بتاعت الإخوان".

فى الوقت نفسه أكدت الروائية أمينة زيدان، أن جماعة الإخوان المسلمين جاءت للحكم بدين جديد وغريب عن المصريين أفسد عليهم حياتهم ودينهم، لأنه يفتقد للخطاب الدينى المعتدل.

أضافت زيدان أن قصور الثقافة تعانى منذ عشرات السنين من جهل مقصود حولها لأماكن مهجورة يتم توظيفها لأغراض سياسية دينية على حساب خدمة المجتمع وتثقيفه، مضيفة أن قيمتها الثقافية والأخلاقية تلاشت مع سيطرة دولة الإخوان على مؤسسات وهيئات الدولة، وأكدت أن محاولة محافظ كفرالشيخ لتحويل قصور الثقافة لمراكز دينية هجمة شرسة لطرد المثقفين وإحباط المبدعين الجدد داخل الأقاليم البعيدة عن القاهرة.

كما رفض الناقد الأدبى الدكتور حسام عقل، استخدام منابر قصور الثقافة لأغراض دينية أو سياسية، مضيفا أنها لا تصلح إلا للهدف الثقافى.

وأكد "عقل" أن مصر ليست فى حاجة لمساجد أو كنائس إضافية، وأنه لا غنى عن قصور الثقافة باعتبارها إشعاعا ثقافيا وليست أماكن للتعبد، مضيفا أن تقصير وزارة الثقافة جعل من المراكز الثقافية فى كل أنحاء الجمهورية شواهد قبور ومخازن للكتب تفتقد الحيوية ولا تدار بشكل فعال.

فيما أكد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، أن جماعة الإخوان المسلمين تكثف محاولاتها تجنبا للمثقفين واتقاءً لغضبهم وغيرتهم الشديدة على الثقافة والفنون، مؤكدا أن تصريح محافظ كفرالشيخ ودعوته لتحويل قصور الثقافة لمراكز دينية أمر مستبعدا تماما وغير مقبول ويحتاج لمزيد من التحرى.

أضاف عصفور أن هذه الدعوة تضخمت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة دون التأكد من صحتها، قائلا: "هيعملوا بيها .. لتحفيظ القرآن يعنى.. مش مصدق"!!

وأشار الروائى فؤاد قنديل، إلى أن تصريح محافظ كفرالشيخ بتحويل قصور الثقافة إلى مراكز دعوية دينية يستوجب رد فعل مضاد من جميع المؤسسات والقوى السياسية والثقافية.

أضاف "قنديل" أن دولة الإخوان لن تكف عن محاولات محو ذاكرة الثقافة المصرية، إلا إذا كان هناك تحرك ضد هذا الإجراء التعسفى الذى يتنافى مع كل القيم، مؤكدا أن الإخوان سوف يمارسون نفس الفعل لتدمير باقى المؤسسات الثقافية والإعلامية.
الجريدة الرسمية