رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. مقتطفات من مذكرات «تحية عبدالناصر» في ذكرى رحيلها.. «السيدة الأولى» تروي تفاصيل فترة خطوبتها للزعيم وتحكي عن أولى هداياه.. حرب فلسطين تسبب القلق والخوف.. ومفاجآت اللحظات ا


تمر اليوم الأربعاء الذكرى الـ19على رحيل السيدة الأولى لمصر، تحية كاظم، زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والتي توفيت في 25 مارس 1996.

مولدها ونشأتها
هي تحية محمد كاظم ابنة أحد الرعايا الإيرانيين في الإسكندرية، والذي كان يعمل تاجرا للسجاد، وتزوجت الرئيس الراحل قبل توليه منصب رئاسة الجمهورية بـ8 سنوات.

وفي إطار إحياء ذكراها تقدم "فيتو" مجموعة من المقتطفات التي كتبتها أول "سيدة أولى" في مذكراتها عن حياتها مع الزعيم جمال عبد الناصر.

فترة الخطوية
وتقول تحية في مذكراتها إن عائلتها كانت على صلة صداقة قديمة مع عائلة الزعيم الذي كان يزورهم باستمرار، وتروي في مذكراتها أنه أرسل عمه وزوجته ليطلباها للزواج إلا أن شقيقها – الذي كان يرعاها بعد وفاة والدها- رفض حتى تتزوج شقيقتها الكبرى.

ووصفت في مذكراتها فترة خطوبتها للرئيس عبد الناصر فقالت: " لاحظت أنـه لا يحب الخروج لنذهب لمكان مجرد قعدة أو نتمشى في مكان، بل كان يفضل السينما وأحيانا المسرح وكان لا يضيع وقتا هباء بدون عمل شىء، وكل الخروج كان بالتاكسى،"، وكنا نتناول العشاء في بيتنا بعد رجوعنا".

زواج الزعيم
كما روت تفاصيل يوم زفافهما فقالت: " لم أكن رأيت المسكن من قبل ولا الفرش أو "الجهاز" كما يسمونه، وكان في الدور الثالث، صعدنا السلالم حتى الدور الثانى ثم حملنى حتى الدور الثالث ثم أمسك جمال بيدى وأدخلنى كل حجرات المنزل لأتفرج عليه، وقد أعجبنى كل شىء وأنا في غاية السعادة" وأضافت: "صرفت في تأسيس المنزل مما ورثته من أبى".

وكذلك فقد كتبت تحية عن أول هدية أهداها لها الرئيس عبد الناصر بعد الزواج وهي جهاز فونوغراف ومجموعة أسطوانات لسيد درويش وأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، فقالت إنها ظلت تحتفظ بهذه الهدية حتى بعد وفاته، لتذكرها بهذه الأيام الجميلة التي قضتها معه.

حرب فلسطين
وتحدثت تحية عن عدد من المواقف العصيبة التي مرت بها ومنها فترة سفر عبد الناصر إلى فلسطين، فقالت عن تلك الفترة: " قال لى: "جهزى كل ملابسى لأنى سأسافر إلى فلسطين في خلال يومين لمحاربة اليهود.. فكانت مفاجأة لى وبكيت وحزنت جدًّا.. قال: لماذا تبكين؟ فقلت له: كيف لا أبكى؟.. وكنت عندما يخرج أظل أبكى.. بعد تجهيز الشنط لمحته يضع أربطة ومعدات إسعافات للجروح وكان يخفيها حتى لا أراها".

وتضيف: " لم يهمنى أي شىء.. وكان الذي يشغلنى الحرب وأخبار جمال، وكنت أتلهف على تسلم خطاب منه وأفرح جدا عند تسلمى الخطاب، وبعد ما أقرؤه أقول في نفسى: من يدرى ماذا حصل بعد كتابته الخطاب؟! وأقلق من جديد وأجلس وحدى أحيانا أبكى".

اللحظات الأخيرة
وكذلك فقد تحدثت السيدة الأولى عن اللحظات الأخيرة في حياة الزعيم فقالت: " كنت أتتبع الأخبار في الجرائد والإذاعة والتليفزيون وفى يوم الأحد، وكنت جالسة أمام التليفزيون وكانت نشرة الأخبار الساعة التاسعة مساء تقرؤها المذيعة سميرة الكيلانى، وقالت: لقد تم الوفاق واختتم المؤتمر أعماله، وغادر الضيوف من الملوك والرؤساء القاهرة، وكان في توديعهم الرئيس وسيغادر الباقى غدا.. فهللت من الفرحة وصفقت بيدى".

وأضافت في حديثها عن يوم وفاة الزعيم: " حضر طبيب اختصاصى منصور فايز فقلت له بالحرف: أنت جيت ليه يا دكتور دلوقتي؟ أنا لما بأشوفك بأعرف إن الرئيس تعبان وبأكون مشغولة" وتابعت: " وبعد فترة حضر دكتور آخر ثم ثالث.. فدخلت عنده ووجدت الأطباء بجانبه يحاولون علاجه ثم حضر حسين الشافعى ومحمد حسنين هيكل وكل واحد يدخل الحجرة ولا يخرج منها.. ووجدت الكل يخرج وينزل السلالم فدخلت مسرعة.. رأيت حسين الشافعى يخرج من الحجرة يبكى ويقول: مش معقول يا ريس".

ما بعد الوفاة
كما كتبت في مذكراتها عن معاناتها بعد وفاة عبد الناصر فقالت:" أنا أعيش في منشية البكرى.. بيت الرئيس جمال عبدالناصر مع أصغر أبنائى عبد الحكيم.. يا لها من مرحلة قاسية من كل الوجوه، فراقه وافتقادى له.. لم أفتقد أي شىء إلا هو، ولم تهزنى الثمانية عشرة عاما إلا أنه زوجى الحبيب، أي لا رئاسة الجمهورية ولا حرم رئيس الجمهورية".

وأضافت: " بعد رحيل الرئيس ألاقى تكريما معنويا كبيرا من كل المواطنين الأعزاء، فجمال عبدالناصر في قلوبهم، ومـا يصلنى من البرقيات والرسائل والشعر والنثر والكتب الكثيرة من أبناء مصر الأعزاء، ومن جميع الدول العربية والغربية أي من كل العالم، وما يصلنى من البرقيات لدعوتى للسفر لزيارتهم من رؤساء الدول الصديقة، وبتكرار الدعوة أو زيارتهم لى عند حضور أحد منهم، أو إرسال مندوبين عنهم من الوزراء ليبلغونى الدعوة، لدليل التقدير والوفاء وعندما أخرج أرى عيون الناس حولى.. منهم من يلوح لى بيده تحية، ومنهم من ينظر إلى بحزن، وأرى الوفاء والتقدير في نظراتهم.. كم أنا شاكرة لهم".
الجريدة الرسمية