رئيس التحرير
عصام كامل

التطوع حتمي لصيد "سمك الصحراء الفارسية"


"عندما يزداد النباح فاعلم أنك أوجعت الكلاب".. عبارة قلتها لأحد المنتمين إلى "الإخوان"، حين هلل مع إعلان "داعش" عن إستراتيجية جديدة تستهدف ثماني دول من بينها مصر، وقلت إن كل ما يجرى يراد به مصر؛ لأن هزيمتها تعني انهيار الدول العربية جمعاء.


بلغ "الإخوان" والعملاء مرحلة من الكره والحقد على مصر، لا يمكن السكوت عنها أو المطالبة بضبط النفس حيالها ولا سبيل إلا الردع والتطهير في جميع مرافق الدولة، ومحاكمة من شارك وحرض وتلقى تمويلا منذ يناير 2011 حتى الآن، فجميعهم شركاء في المؤامرة الأمريكية.

صدمة الجماعة الإرهابية من توقيع وثيقة "مبادئ سد النهضة" التي تحفظ لمصر حقوقها المائية، وقبلها بأيام نجاح مذهل في مؤتمر "دعم الاقتصاد المصري"، جعلتهم يروجون أن الرئيس السيسي يبيع مصر!!.. ونسى "أبناء المحظورة" تفجيراتهم المسعورة لإرهاب المستثمرين وإفشال المؤتمر الاقتصادي.. لكن لأن السيسي رئيس وطني صادق يجاهد للحفاظ على مصر وإسعاد الشعب، رزقه الله سبحانه استثمارات لم نحلم بها وهي سبيلنا للتنمية ورفع مستوى المعيشة.

كما أغفل "الإخوان" فضيحة المؤتمر الذي عقده "المعزول"؛ لمناقشة أزمة "سد النهضة"، وبثته الرئاسة على الهواء وفيه تهديد عسكري واستخباراتي لأثيوبيا، التي ردت علينا بقضية دولية، ثم كشفت عن أن مرسي وافق على بناء السد و"قبض" الثمن، كما "قبض" وعشيرته ثمن بيع سيناء للفلسطينيين، واتفق على منح "قطر" حق إدارة قناة السويس والآثار المصرية.. الجماعة لا تؤمن بالوطن، وتحالفت مع الشيطان لتقسيم مصر إلى دويلات مقابل توليها الحكم.

حقق الرئيس السيسي في أشهر معدودة إنجازات غير مسبوقة، أعاد بها كرامة ومكانة مصر التي أهدرها "الإخوان" عن عمد وجهل.. ولأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تقر بالهزيمة، وتلتف على مصر من جهات أخرى، أصبح فتح باب التطوع في الجيش والشرطة للشباب والبنات أمرا حتميا لا يحتمل التأجيل، على أن نستغل هذه الفترة في تدريب وتأهيل المتطوعين؛ تحسبا لأي مستجدات تلوح في الأفق لتقويض مصر.

اتخذ "داعش" منذ ظهوره على ساحة الإرهاب شعارا "باقية وتتمدد"، لكن فور توقيع إعلان "مبادئ سد النهضة"، غير التنظيم شعاره وإستراتيجيته العسكرية لتصبح "السمكة في الصحراء"، معلنا أن دولته تضم 24 ولاية من بينها مصر وجميع الدول المحيطة بها.

وتحاكي الإستراتيجية أسلوب "سمكة الصحراء" أو "السحلية" التي تختبئ في التراب عندما تتعرض لهجوم، ثم تسبح تحت الرمال لتبدأ عملياتها في أماكن أخرى لا تتوقعها الأجهزة الأمنية، وهو ما نفذه في مصر وخلال الأيام الماضية في ليبيا وتونس واليمن وكلها تحيط مصر!!

نعرف جميعا أهمية مضيق "باب المندب" اليمني كمعبر للملاحة العالمية وتأثيره على الأمن القومي المصري، وتهديده المباشر لقناة السويس عن طريق البحر الأحمر، لذا ليس من قبيل الصدفة أن تقرر مليشيات الحوثي الموالية لإيران احتلال مدينة "تعز" والسيطرة على المضيق في نفس يوم توقيع "مبادئ سد النهضة"!!.. وإذا وضعنا في الاعتبار أن إيران تسيطر بالأساس على مضيق "هرمز"، فهي بهذا تتحكم في الملاحة العالمية وتهدد الأمن القومي المصري والسعودي والخليجي كله، بسيطرتها على "باب المندب وهرمز"، فضلا عن أنها تحكم لبنان وسوريا والعراق!!

إذًا يمكننا القول إن أمريكا التي خسرت مؤامرة "الربيع العربي" في مصر، أطلقت علينا تنظيم "داعش" الذي أسسته ودربت مليشياته وأمدته بالسلاح والمال، لبث الرعب في النفوس ونشر صورة بغيضة عن المسلمين "السنة"، ووسط انشغال الدول العربية بمواجهة جرائم "الإخوان" و"داعش الإرهابي"، تتمدد إيران "الشيعية" في الدول العربية وتسيطر عليها تباعا، بشرط أن تحافظ على أمن إسرائيل.. من هنا لم تكن "زلة لسان" عندما تحدث كيري عن "مستقبل إسرائيل" في المؤتمر الاقتصادي، ولم تكن "زلة" عندما قال بعدها بيومين "الخليج الفارسي" بدلا من "العربي".. وأمام مؤامرات "الشيطان" الأمريكي يجب الإسراع بفتح باب التطوع في الجيش والشرطة لصيد "سمك داعش والفرس" قريبا.
الجريدة الرسمية