رئيس التحرير
عصام كامل

«تايم»: إيران تشعل السباق النووي في الشرق الأوسط.. إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة الممتكلة لترسانة نووية.. الخبراء يؤكدون حق العرب في امتلاك النووي على الرغم من الاختلاف العالمي


قالت مجلة «تايم» الأمريكية إن سباق الحصول على السلاح النووي قائم بالفعل في الشرق الأوسط على الرغم من سعي الولايات المتحدة لإبرام اتفاق نووي مع إيران، ومنع القنبلة الإيرانية من إطلاق سباق نووي في الشرق الأوسط.


الطموحات النووية
وأشارت المجلة إلى سعي منافسي إيران الإقليميين لتحقيق طموحاتهم النووية الخاصة بهم بهدوء، في حين تتواصل المحادثات في سويسرا لوقف الطموحات الإيرانية النووية، ولكن الطموحات النووية تبدأ في أماكن أخرى وخاصة في المناطق الغنية بالنفط.

ولفتت المجلة إلى إعلان مصر الشهر الماضي تعاقدها مع روسيا لبناء مفاعل نووي قرب مدينة الإسكندرية، لتكون مصر أحدث وافد في درب القوى النووية الناشئة، كما أعلنت القوى السنية الرئيسية الأخرى في المنطقة عن خطط مماثلة، ولكن لم يصل أي منها للطموح ولا الغموض الإيراني، والتي تعد المسيطرة على دورة الوقود النووي بكاملها؛ إلا أن الراية الحمراء ترتفع مع كل برنامج عسكري يتم الإعلان عنه في المنطقة.

ترسانة نووية إسرائيلية
وأوضحت المجلة أن إسرائيل لديها ترسانة نووية معروفة على نطاق واسع ولكنها لم تعترف بها علنًا أبدًا، ولا تمتلك أي دولة في الشرق الأوسط برنامجا نوويا سلميا أو غير سلمي باستثناء إيران، حتى بدأت الإمارات العربية المتحدة في بناء مفاعل في يوليو عام 2012، ومن المتوقع انتهاء بناءه في عام 2017، بينما أعلنت المملكة العربية السعودية عن خطط لبناء 16 محطة نووية خلال العقدين المقبلين.

قائمة السباق النووي
وأضافت المجلة أن قائمة السباق النووي تضم الآن مصر وتركيا والأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة، وإيران والسعودية.

ونوهت المجلة إلى زيارة رئيس كوريا الجنوبية التي لديها 23 محطة نووية، للمملكة العربية السعودية وقعا البلديت على مذكرة تفاهم تدعو سيول لبناء محطتان للطاقة النووية، وعمل السعوديون ترتيبات مماثلة مع الصين والأرجنتين وفرنسا.

أسباب مشروعة
ونقلت المجلة عن «مارك فيتزباتريك»، الخبير النووي السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، الذي يدير الآن برنامج نزع وعدم انتشار السلاح في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، قوله: "إن ذلك ليس فقط لأن الطاقة النووية ينظر إليها كخطوة أولى نحو خيار الأسلحة النووية، بل إن هناك أيضًا عاملًا الهيبة؛ ومواكبة الجيران".

ورأي فيتزباتريك أن دول الشرق الأوسط قد يكون لديها أسباب مشروعة للاستثمار في الطاقة النووية، فالأردن، على سبيل المثال، تكاد لا تمتلك أي نفط سائل، كما أن لديها كميات أقل من المياه، وبرغم أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تمتلكان احتياطيات نفطية ضخمة، ولكنهما تفقدان عائدات التصدير المحتملة بسبب حرق النفط في الداخل لتوليد كميات ضخمة من الكهرباء التي تمتصها محطات التحلية.

وأضح فيتزباتريك أنه على الرغم من امتلاك تركيا الطاقة الكهرومائية المثيرة للإعجاب، إلا أنها مضطرة لاستيراد النفط والغاز الطبيعي.

وأضاف فيتزباتريك: ولكن كل ذلك ليس أمرًا جديدًا، غير أن الشيء الذي تغير في السنوات الأخيرة هو تنامي القدرات النووية الإيرانية، البلد الشيعية التي يعتبرونها تمثل تهديدًا كبيرًا، فقد حذر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني من "هلال شيعي" من الدول المتحالفة مع إيران يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج العربي، بينما أعلن السعوديون بوضوح أنهم سيمتلكون سلاحًا نوويًّا، إذا ما امتلكت إيران واحدًا.

الشرق الأوسط يخالف الاتجاه العالمي
ويقول شارون سكواسوني، مدير برنامج الوقاية من انتشار في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن: "إن هذا ليس أقصر الطرق لامتلاك سلاح نووي بأي وسيلة، ولكن إذا وضعت نفسي مكانهم، فإنني سأعتقد أنه ربما كان من المنطقي أن نبدأ في هذا الطريق لنرى ما إذا كنا سنستطيع تطوير برنامج نووي مدني، وإذا كنا سنمتلك بعض القدرات على طول الطريق، وهذا أمر مقبول".

ويتصاعد الشك مع كل إعلان جديد، ويرجع ذلك إلى أن جزءًا من الشرق الأوسط يخالف الاتجاه العالمي. فقد انخفض عدد المحطات النووية في جميع أنحاء منذ انهيار محطة فوكوشيما دايتشي في اليابان في عام 2011.

واختلفت ردود الفعل حسب البلد، فقد نبذت ألمانيا الطاقة النووية كليا بعد وقوع الكارثة، في حين ضغطت الصين قدما، بالتخطيط لأكثر من 100 من المفاعلات الجديدة، ولكن في معظم الأماكن، دفعت المخاطر البيئية وارتفاع التكاليف الدول للتحول عن الطاقة النووية.

5 مليارات دولار لبناء محطة نووية
غير أن التكلفة وحدها قد تمنع بعض دول الشرق الأوسط من الانضمام للسباق، حيث تبلغ تكاليف بناء محطة نووية 5 مليارات دولار على الأقل، بحسب فيتزباتريك، ومصر تعاني من فقر مدقع بينما يعتمد الأردن بشكل كبير على التحويلات والمساعدات الخارجية. لكن السعوديين لا يزال لديهم المال، كما أنهم رفضوا باستمرار مطالبة الولايات المتحدة لهم بتوقيع تعهد بعدم تحويل أي برنامج نووي نحو إنتاج قنبلة، وهو التعهد الذي قطعته دولة الإمارات العربية المتحدة)، وفقًا للمسئول السابق في البيت الأبيض، جار سامور.

السعودية ومعاهدة منع انتشار النووي
ووقعت المملكة العربية السعودية على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، ولكن إيران فعلت ذلك أيضًا، وفي النهاية يمكن تشغيل السباق من قبل الهند وباكستان، الدولتين الفقيرتين اللتين امتلكتا طاقة نووية في عام 1974 وعام 1998، على التوالي.

وتهدف المحادثات في سويسرا إلى أكثر من مجرد منع إيران من الحصول على القنبلة النووية، فهم يعملون أيضًا على إقناع الدول المجاورة لإيران أن الخيار النووي فعال خارج الطاولة.

إيران تشعل السابق النووي
ويقول دبلوماسيون إن المحادثات إذا انتهت بعقد اتفاق نهائي، وهو ما سيعد فوزًا للجمهورية الإسلامية، فسيتقدم جيرانها في مسار سريع لتنفيذ خططهم النووية الخاصة؛ وهو ما قد يؤدي إلى انتشار نووي خطير للغاية.
الجريدة الرسمية