رئيس التحرير
عصام كامل

بالمستندات.. فضائح مسابقة الـ30 ألف معلم.. مزورون بدرجة دكتوراة.. "التعليم" تصدر بيانات وهمية.. التزوير يهدد بفشل إجراءات التعيين.. الوزارة ترمي الكرة بملعب المديريات.. وقدامى الخريجين يلوحون بالتظاهر


منذ اليوم الأول لإعلان نتيجة مسابقة الـ30 ألف معلم، وفضائح المسابقة لا تتوقف، وتنوعت كوارث المسابقة وأخطاؤها، فلم تعد قاصرة على الإعلان عن نجاح وقبول خريجي عام 2016 رغم أننا لم نصل بعد لعام 2016، ما يعني أن القائمين على المسابقة لا يفقهون الفارق بين البيانات الوهمية والبيانات الحقيقية.


تزوير شهادات

حملت كشوف أسماء المقبولين العديد من خريجي عام 2013 و2014، وبحسب النتائج المعلنة فهؤلاء يحملون درجات ماجستير ودكتوراة، رغم أن هذا الأمر مستحيل عمليًا؛ لأن درجة الماجستير لا يحصل عليها أي خريج قبل عامين ونصف على أقل تقدير من سنة التخرج، حيث يحتاج الخريج إلى عام على الأقل لدراسة دبلومة تمهيدي الماجستير في حالة أن يكون حاصلًا على تقدير جيد فما فوق، أما في حالة أن يكون حاصلًا على تقدير أقل من جيد فإنه لا يمكنه استكمال دراسته العليا وإعداد رسالة الماجستير قبل أن يدرس دبلومة لمدة عامين ثم بعدها يقوم بإعداد رسالة للماجستير، وهو ما يتنافى مع ما أعلنته وزارة التربية والتعليم في نتيجة المسابقة.

بيانات مزيفة

الأخطاء لم تقتصر على ذلك، بل منحت المسابقة لبعض الأسماء المعلنة الحق في التعيين رغم أن منهم من لم يحصل على أي مؤهل تربوي، فضلًا عن تقديم البعض لبيانات مغلوطة، إضافة إلى أن الوزارة قدمت أسماء البعض ومنحتهم صفات غير صفاتهم من ذلك مثلًا أن هناك بعض الناجحين في المسابقة كتب أمام أسمائهم أنهم يحملون شهادة إعاقة وهم غير حاملين لأي شهادات إعاقة.

المديريات

وتحاول وزارة التربية والتعليم تفادي الأخطاء التي وقعت فيها في المسابقة من خلال إلقاء الكرة في ملعب المديريات التعليمية بالمحافظات رغم أن المديريات لا ناقة لها ولا جمل في المسابقة، وذلك عن طريق الإعلان عن أماكن قبول التظلمات وقبول مسوغات التعيين، ما يعني أن مديريات التربية والتعليم ستواجه مشكلات كبيرة خلال الأيام القليلة القادمة، فضلًا عن المظاهرات المتوقعة من قدامى الخريجين والذين تم استبعادهم في المسابقة واختيار خريجي العام الماضي وقبل الماضي.

مشكلة الاغتراب

ووفقًا للنتائج التي أعلنتها الوزارة فسيتم تعيين بعض الخريجين في محافظات بعيدة عن محافظاتهم، ما يعني أن الوزارة ستواجه مشكلة أخرى مع هؤلاء الذين سيرغبون في العودة لمحافظاتهم الأساسية أو تتحمل الوزارة عبء توفير مسكن ملائم لهؤلاء، قبل أن يتم تكليفهم بالعمل رسميًا، ولعل الوضع في بعض المحافظات الحدودية أكبر دليل على مشكلات المعلمين المغتربين الذين يعملون مدة أقل من 20 يومًا شهريًا نظرًا لأنهم ليسوا من أبناء المحافظة التي يعملون بها، ويحتاجون إلى إجازة طويلة عند عودتهم إلى ديارهم.

تعيين الخريجين الأحدث

وأدرجت الوزارة الخريجين الأحدث في مقدمة الذين اختارتهم للتعيين، واعتمدت على البيانات التي قدموها دون أن تراجعها، بما يحرم من هم أحق بالتعيين، حيث توضح نتيجة المسابقة أن خريجا حصل على الماجستير منذ عشر سنوات تم استبعاده، لمجرد أن تقديره أقل، مقابل اختيار خريج من 2014 زور بياناته وقال إنه حصل على الماجستير منذ عام واحد.
الجريدة الرسمية