رئيس التحرير
عصام كامل

الصحفيون الناصريون والنقابة والزمالك والصيد وأنا وأنت


يا له من يوم مشحون يوم الجمعة الماضي.. انتخابات نقابة الصحفيين واشتعال المنافسة بين النقيب ضياء رشوان ويحيى قلاش.. الأخير اسمه يتردد في كل مكان أمام اللجان وداخل اللجنة التي نصبت في وسط شارع عبد الخالق ثروت الأمر الذي دعا المسئولين بالأهرام لإرسال السيارات إلى البيوت لإحضار المحررين أعضاء النقابة الذين لم يدلوا بأصواتهم خشية أن يطير منصب النقيب الذي تحتكره الأهرام منذ سنوات وينتقل إلى مؤسسة دار التحرير «الجمهورية» وهو ما حدث بالفعل بعد انتخاب يحيى قلاش نقيبا جديدا.


كان الموعد المحدد لفرز الأصوات السابعة مساءً.. لكنه امتد حتى الثامنة.. وقطعا ومجاملة لضياء رشوان تم المد مرة ثانية إلى التاسعة عسى أن يعود الغائبون ويلحقوا قبل غلق الباب لكنهم خذلوا رشوان ولم يحضروا بكل أسف.

تكهنات هنا وهناك عمن سيفوز في المعركة من بين عشرات المرشحين للنقابة، زحام غير مألوف بسبب بسيط هو فوضى الدخول والخروج دون ضابط ولا رابط.. الأبواب مفتوحة على مصراعيها.. لا أحد يسألك إن كنت صحفيا عضوا بالنقابة أم لا.. لهذا كان الغرباء أكثر من الصحفيين.. وحتى وجوه الصحفيين تغيرت كثيرا، مئات الوجوه المعروفة التي كنا نلتقيها في الانتخابات كل عامين في التجديد النصفي لم يخص منها أحدا.. ربما خرجوا إلى المعاش.. ربما عزفوا عن الحضور.. لم يحظ أي نقيب من النقباء القدامى.. حتى جلال عارف رئيس المجلس الأعلى للصحافة ونقيب الصحفيين الأسبق لم أره في النقابة حتى غادرتها قرب السابعة ربما جاءت زوجته نجوان بدلا منه لمؤازرة قلاش.

فوضى أمام اللجان.. زحام على سلم النقابة.. اختناق في الهول الداخلي.. المصاعد مكدسة، سلم الصعود أشبه بزحام السيارات في شارع الأزهر والعتبة.

الشياكة اختفت.. سيطرت الملابس الكاجوال والجينز على الأناقة.. الصحفيات الجميلات حل محلهن أشكال وأنماط غريبة.. صاحبات الأوزان الثقيلة سيطرن على المشهد.. الوجوه البشوشة والسمحة التي كنا نراها في عيد الصحفيين كل انتخابات استبدلت بالوجوه الخشبية والبلاستيكية.. ناس داخلة وناس خارجة.. وناس تايهة لا تعرف أين لجنتها الانتخابية والتعرف على الاسم ما زال يتم بالطريقة البدائية!!

ارتبطت انتخابات نقابة الصحفيين بالجمعية العمومية لنادي الزمالك التي أكملت عصر نفس يوم الصحفيين أي يوم الجمعة لأن الصحفيين كانت لهم مشكلة مع النادي عندما قرر رئيس النادي تجميد عضويتهم لمواقف لم تحسم قبل الجمعية العمومية برغم أن مجلس الإدارة توصل إلى صلح مؤقت يوم الخميس مع بعض أعضاء رابطة الوايت نايتس وتم ذبح عجلين أمام باب النادي للعمال والعاملين احتفالا بالصلح الذي رفضه كثير من أعضاء الرابطة خصوصا أقارب الموجودين بالسجون ومنهم أحمد شبرا زعيم الرابطة والمسجون في سجن وادي النطرون منذ ستة أشهر.

كان الصحفيون يذهبون إلى نادي الزمالك لإثبات حضورهم ثم يذهبون إلى نقابة الصحفيين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.. ثم يعودون ثانية إلى نادي الزمالك لحضور الجمعية العمومية لمعرفة آخر أخبار الجمعية وهل ستحسم مشكلة الأعضاء الصحفيين أم سيجمد الأمر.. وحضور عملية شطب عضوية ممدوح عباس رئيس النادي السابق وبعض الأعضاء الآخرين.. خصوصا أن مسئولا غير مسئول بمديرية الشباب والرياضة بالجيزة سمح لمجلس إدارة نادي الزمالك بأن يضيف بند شطب ممدوح عباس إلى جدول الأعمال ولم يكن مدرجا من قبل وهو الأمر الذي يورط الوزير خالد عبد العزيز في مشكلة هو بعيد عنها تماما لكنه أصبح مسئولا بعد خطاب مسئول مديرية الشباب والرياضة بالجيزة.

لم يكن يوم الجمعة قاصرا على انتخابات الصحفيين وجمعية الزمالك العمومية فحسب.. بل كانت هناك أيضا جمعية أكثر سخونة وأهمية هي الجمعية العمومية لنادي الصيد وحدث ما لا تحمد عقباه فقد رفض الأعضاء اعتماد الميزانية والحساب الختامي وهذا يعني إسقاط مجلس الإدارة الحالي برئاسة الدكتور مجيب عبد الله والدعوة لعقد جمعية عمومية غير عادية لسحب الثقة من مجلس الإدارة وإجراء انتخابات جديدة في أقرب فرصة.

ما حدث في نادي الصيد عند الساعة السادسة انعكس فورا على أحداث الجمعية العمومية لنادي الزمالك فحشد مجلس إدارته أكبر عدد من أنصاره لمواجهة مؤيدي وأنصار ممدوح عباس ورؤوف جاسر وهاني شكري وعبد الله جورج سعد وأعضاء المعارضة الذين يحرضون أنصارهم على رفض الميزانية وسحب الثقة من مجلس الإدارة في نفس اللحظة وهو ما جعل رئيس النادي يصعد إلى المنصة ويخطب في الأعضاء أكثر من ساعتين يتحدث عن إنجازات المجلس في السنة الماضية في كل الأنشطة وقاطعه أحد الحاضرين قائلا: «حدثنا عن الإنجازات الرياضية وأنت ونحن نعرف أن إنجازات الزمالك الرياضية صفر».

ويبدو أن رئيس النادي لم يسمع.. وربما سمع وطنش معتمدا على مؤيديه وأنصاره الجالسين من المغرب على الكراسي في الصفوف الأولى تحفزا لأي أحداث طارئة!

ولم يكن الأهلي بعيدا عما يحدث، فيوم الجمعة القادم تعقد الجمعية العمومية للنادي الأهلي وهي أيضا على صفيح ساخن لأن جبهة المعارضة اشتد عودها وترفض سياسة محمود طاهر وانفراده بقرارات مصيرية وكان أعضاء الأهلي يراقبون من بعيد أولا بأول ما يجري في الجمعية العمومية لنادي الزمالك وكانوا أول من علم بموافقة الجمعية العمومية على إسقاط عضوية ممدوح عباس رئيس النادي السابق ورؤوف جاسر المرشح السابق لرئاسة النادي وهاني شكري عضو مجلس الإدارة.

في الوقت نفسه كانت الأنباء تأتي كل فترة من نقابة الصحفيين تشير إلى تقدم يحيى قلاش على منافسه ضياء رشوان الذي لم تفلح معه محاولات سيارات الأهرام في إحضار المحررين الذين خذلوه وهكذا يطير منصب نقيب الصحفيين من الأهرام إلى الجمهور لأول مرة منذ أن كان عبد المنعم الصاوي وزير الثقافة والإرشاد القومي الأسبق ورئيس مجلس إدارة دار الجمهورية نقيبا للصحفيين في السبعينات ثم عبد العزيز عبد الله قائما بأعمال نقيب الصحفيين لفرزه ومن بعده كامل زهيري مدير تحرير الجمهورية وبعدها انتقل اللقب إلى الأهرام ما بين صلاح جلال وإبراهيم نافع ومكرم محمد أحمد ثم جلال عارف من الأخبار وضياء رشوان من الأهرام.. وخرج منها اللقب إلى الجمهورية.

لعب الناصريون القدامى دورا كبيرا في نجاح يحيى قلاش وقادت زوجته الناصرية حبيبة شاهين مع مجموعة النساء الناصريات في المؤسسات الصحفية الدور الأعظم في التأثير على الرجال وساعده «من تحت لتحت» جلال عارف رئيس المجلس الأعلى للصحافة وزوجته الناصرية الشديدة نجوان عبد اللطيف التي تشكل أخطر لوبي حريمي ناصري يشكل مجلس نقابة الصحفيين في كل انتخابات ولا أدري إلى متى سيظل الناصريون و"الإخوان المسلمون" أو الإخوان المزعجون يسيطرون على النقابات المهنية؟!

غطت أحداث انتخابات نقابة الصحفيين وانتخاب يحيى قلاش نقيبا للصحفيين.. وأحداث شطب عضوية ممدوح عباس ورؤوف جاسر وهاني شكري من عضوية الزمالك، على قرار عودة الدوري وعلى سفر الرئيس السيسي إلى أديس أبابا !!
الجريدة الرسمية